الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بركة: مجتمع يحتل شعبا آخر لا يمكنه ممارسة الديمقراطية

نشر بتاريخ: 05/02/2007 ( آخر تحديث: 05/02/2007 الساعة: 20:43 )
القدس- معا- أكد النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، إن مجتمعا يفرض سلطته على شعب آخر, ويمارس الاحتلال لا يمكنه ممارسة الديمقراطية في داخله، فالديمقراطية الاسرائيلية تنهار بفعل الاحتلال وسياسة التمييز العنصري, على حد تعبيره.

وجاء هذا في كلمة النائب بركة، في الجلسة الخاصة التي اقامتها الهيئة العامة للكنيست بمناسبة يوم اقامة الكنيست.

وقال بركة في كلمته:" إن الديمقراطية في اسرائيل تنهار، وهشاشتها التي تميزها اصبحت تهدد وجودها كليا، فكل ديمقراطية هشة خالية من المضمون الحقيقي والجوهر تكافح بشكل دائم من أجل بقائها، ولهذه الأزمة الكثير من الدلائل والمؤشرات".

وتابع بركة قائلا:" إن انخفاض نسب التصويت بشكل كبير، هو انعكاس مباشر لوضعية الديمقراطية المأزومة، ورفض الكثير من الناس من ذوي الكفاءات الدخول الى معترك الحياة السياسية دليل على انخفاض أهمية الحياة السياسية, وهذا يضعف الديمقراطية".

واضاف بركة، إن أكثر ما يهدد الديمقراطية ويقضي على كل شيء جيد فيها، هو الاحتلال الذي بدأ في العام 1967، ومستمر منذ اربعة عقود، إن الديمقراطية لا يمكنها ان تتعايش مع الكولونيالية الاسرائيلية، ومجتمع يفرض سلطته على مجتمع آخر، لا يمكنه ان يمارس الديمقراطية في داخله، وهذه حقيقة لا يمكن الاختلاف عليها, على حد قوله.

وتابع بركة، لا يمكن ان يكون مجتمع يمارس الديمقراطية في بيته ويمارس الاحتلال في الخارج، إن هذه إزدواجية غير طبيعية، ولهذا فمن الطبيعي ان تعايش الديمقراطية الاسرائيلية أزمة.

وقال بركة:" من المفترض ان يكون الكنيست مقر الديمقراطية، ولكن الكنيست لا يعيش في فراغ بل يتأثر من البيئة التي يعيش فيها، ولهذا فإن ما نلمسه اليوم في الكنيست يهدد ايضا الديمقراطية في هذا البيت", مضيفاً من دون وقف سن القوانين العنصرية، وقوانين تهدف الى نزع الشرعية من المواطنين العرب وضرب أسس المساواة، ووقف سن قوانين تضرب حقوق الشرائح الاجتماعية الضعيفة ومبدأ المساواة الحقيقية، فإن الديمقراطية هنا ستبقى شكلية وكاذبة.

وأكد بركة أن العلاقة بين المعارضة والائتلاف ضرورية في العمل البرلماني، ولكن على الكنيست ان لا تكون ختما مطاطيا في يد الائتلاف الحاكم، إن الكنيست يجب ان يكون ذي صلة ليس لمن يتماشى مع السياسة الرسمية، وإنما لكل الشرائح في المجتمع والتوجهات السياسية والايديولوجية.

وحذر بركة من محاولات التحييد ونزع الشرعية عن المواطنين العرب، وقائلاً:" إننا نسمع اليوم خطابا يدعو الى ابرام دستور لاسرائيل باتفاق واسع، وقد يكون 80% يجمعون على هذا الدستور، أمام 20% من المواطنين العرب، إن الدستور من المفترض ان يحمي حقوق الاقلية، لأن الغالبية حقوقها مضمونة اصلا، إن الدستور يجب ان يتضمن قوانين اساسية تحمي الاقليات ولا تجعلها عرضة لاستبداد الأغلبية.

واضاف بركة، إن الفساد المتفشي في المؤسسات العامة الاسرائيلية يتسبب في تيئيس الجمهور من الديمقراطية، والقضاء على الفساد هو ايضا هدفا من أجل حماية الديمقراطية, قائلا:" إن مبنى الكنيست يشهد الكثير من الترميمات، ولكن الترميم الاساسي الذي يجب ان يكون هو ترميم الديمقراطية وازالة كل ما يعيق هذا".