فياض: البنك الدولي حسم الجدل حول الجاهزية الفلسطينية لقيام الدولة
نشر بتاريخ: 23/09/2012 ( آخر تحديث: 23/09/2012 الساعة: 16:31 )
رام الله - معا - أكد رئيس الوزراء د.سلام فياض، اليوم الأحد، أن تقرير البنك الدولي الأخير حسم الجدل حول الجاهزية لقيام الدولة، وعزا صعوبات الواقع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية إلى نظام التحكم والسيطرة التعسفي الإسرائيلي، وما يقترن به من إجراءات إعاقة التنمية والعمل في القدس، ومناطق "ج".
وأكد د.فياض خلال حفل برام الله، نظمته وزارة التعليم العالي، وشركة الاتصالات الخلوية "جوال"، لتكريم أوائل الجامعات والكليات للعام 2012: رغم إقرار المجتمع الدولي بجاهزيتنا لإقامة الدولة، فإن هذه الجاهزية لن تكتمل إلا بإنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته.
وأوضح د. فياض أن التقرير أكد بما لا يدع مجالا للشك، أن العقبة أمام قدرة مؤسسات السلطة على العمل في ظل دولة مستقلة هو الاحتلال، لافتا إلى أهمية استنهاض قدرات الشعب الفلسطيني على جبهتين، هما معركة البناء الديمقراطي، والتحرر الوطني، باعتبارهما مساران متلازمان.
وأضاف د. فياض: رغم إقرار المجتمع الدولي بجاهزيتنا لإقامة الدولة، فإن هذه الجاهزية لن تكتمل إلا بإنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته.
وقال: كما لا دولة دون القدس، فإنه لا دولة دون غزة، وإن شعبنا مصمم على إنهاء الانقسام.
وأشار إلى أن التعليم شكل ركيزة للنهوض بالشعب الفلسطيني وقضيته، وصون الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن تكريس كل الجهود لتحسين جودة التعليم، وتحفيز مؤسسات التعليم العالي على الارتقاء بمستوى مخرجاتها، بما ينسجم مع الأجندة الوطنية ومتطلبات التنمية الاتقصادية، يمثل أولوية.
وأوضح أن التعليم شكل بعد النكبة، أحد مصادر قوة الشعب الفلسطيني، وقدرته على الصمود، مشيدا بالمقابل، بدور أسرة التعليم العالي للنهوض بهذا القطاع، وإعداد كفاءات، تكون قادرة على خدمة شعبها بتميز وكفاءة.
ورأى أن معيار لتميز في مؤسسات التعليم العالي، يتمثل في قدرتها على توفير كفاءات قادرة على المساهمة بقوة في تنمية المجتمع، مبينا أنه يقع على كاهل الحكومة مسؤولية الإشراف والرقابة من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأكد أهمية الحفل، باعتباره يأتي احتفاء بكوكبة متميزة تستعد للدخول إلى معترك الحياة العملية، مشيرا إلى أن آمالا كبيرة تعقد على مساهمتهم في تغيير الواقع نحو الأفضل، والمشاركة في صنع حياة أفضل، بما يوفر للشعب الفلسطيني مزيدا من عناصر القوة والصمود، ويحمي نسيجه الوطني.
وقال: نحن بحاجة ماسة إلى التغيير الذي يستنهض طاقات شعبنا، ويعيد الوحدة له ومؤسساته.
واعتبر أن الاستخلاص الأبرز من الاحتجاجات التي شهدتها محافظات الضفة مؤخرا، يتمثل في الحاجة إلى فتح قنوات المشاركة الشعبية من أجل المساهمة في عملية صنع القرار، داعيا بالمقابل إلى أوسع مشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة، والتقدم بجرأة نحو إجراء الانتخابات العامة، باعتبارها مقدمة لإنهاء الانقسام.
ولفت إلى أن الأراضي الفلسطينية افتقدت إلى دور المجلس التشريعي في الرقابة والمساءلة خلال السنوات الماضية، مضيفا "الانتخابات ليست حقا للمواطن فحسب، بل ورسالة مهمة لشعبنا والمجتمع الدولي بأن الروح الديمقراطية، وحرية الاختيار والتعددية هي الخيار بالنسبة للنظام السياسي، والوسيلة لتسليط الضوء على قضيتنا، وإعادتها إلى وضعها في صدارة القضايا الدولية".
من جهته، اعتبر وزير التعليم العالي د. علي الجرباوي، الحفل مناسبة في غاية الأهمية، مثنيا على عناية شركة "جوال" بدعم قطاع التعليم.
وطالب شتى مكونات المجتمع أفرادا، وجمعيات، وشركات ومؤسسات زيادة الاهتمام بدعم التعليم العام والعالي، لأنه يكمن في التعليم تنمية البلد، الذي قال عنه أنه يفتقر إلى الموارد الطبيعية، لكنه يزخر بالإمكانيات البشرية.
وذكر أن الكوادر البشرية بحاجة إلى موارد مادية مستقرة ومستمرة، مضيفا "دون اهتمام مركز على التعليم والتعلم لا مستقبل لهذا البلد، الذي يطمح ليس للتحرر من الاحتلال فحسب، بل وبلوغ مستويات رفيعة من التقدم والرقي، واستدرك: دعم التعليم خاصة العالي، يجب أن يشكل أولوية قصوى، لأنه يمثل ضرورة حيوية.
وأضاف: في صيف كل عام، ورغم الأزمات التي نمر بها، تمنح مؤسسات التعليم العالي المجتمع شعورا بالتفاؤل والأمل خاصة أنه موسم التخريج، وهذا أمر في غاية الأهمية، لأنه يؤكد للعالم بأسره أنه رغم كل المعيقات يبقى شعبنا مجدا، ومثابرا، يحب الحياة، ويعمل من أجل مستقبل أفضل، وبين أن الحفل ذي صبغة خاصة، لأنه بمثابة احتفاء بالتميز، الذي أكد ضرورة تقديره والحض عليه.
وأشار إلى ضرورة رفع معايير التعليم العالي، والانتقال من محور التركيز على الكم إلى النوع، ما يستدعي حسن اختيار ما يتم تعليمه وتعلمه، والخروج إلى رحاب العصرية.
وقال: نحن بحاجة إلى توفير وظائف للخريجين، لكننا بحاجة إلى خريجين يوفرون متطلبات الوظائف، خاصة وأنه لم يعد بالإمكان استقبال أعداد كبيرة في الوظائف التقليدية، ورأى أن هناك حاجة للتوجه نحو فتح آفاف مجالات حيوية، ما يستدعي التركيز على تخصصات جديدة.
من ناحيته، أكد مدير عام شركة "جوال" معن ملحم، التزام الشركة بدعم الشباب، مضيفا "إننا نلتق اليوم، لنجدد التعاون المثمر بين مؤسسات الوطن عبر العمل المشترك، الذي يعكس صورة حضارية تؤكد أننا حريصون على علاقاتنا وشراكتنا للنهوض بالوطن، والوصول إلى مراتب متقدمة، هذا التعاون الذي تتكامل به الأدوار، وتتضافر فيه الجهود بين مؤسسات القطاعين العام والخاص، من واقع المسؤولية للمساهمة بشكل فاعل في بناء الدولة".
وعبر عن اعتزاز الشركة، كونها الراعي المعتمد للمتفوقين في نتائج امتحان الثانوية العامة للعام العاشر على التوالي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وقال: إن اهتمام "جوال" بالطلبة بشكل خاص، وفئة الشباب بشكل عام، جزء لا يتجزأ من رؤيتها، فشركة "جوال" تقوم على سواعد الشباب، الذين يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر، واستشراف آفاق المستقبل، فجميع ما نقدمه لهذه الفئة ينبع من إيماننا وثقتنا بأن خدمتنا للشباب، يعني عملنا من أجل مستقبل الوطن، وإن خوضنا في أي مشروع يتحدد بالأساس وفقا لمدى أهميته للشباب، ومدى قربه من اهتماماتهم، وقضاياهم وهمومهم على اختلافها، ويبرز اهتمام شركة "جوال" بدعم مشاريع قطاع التعليم واضحا، عبر مجمل ما قدمته خلال الأعوام الماضية ولغاية اللحظة.
وقدم نبذة عن البرامج التي تنفذها الشركة لصالح الشباب، خاصة طلبة الجامعات، مثل برنامجي "احترف"، و"أنا جوال".
وفي كلمة الطلبة، أثنى الطالب مهدي برهوش، من الجامعة العربية الأميركية، على مبادرة الوزارة والشركة في تكريم أوائل طلبة الجامعات والكليات.
وذكر أن الطلبة يدركون عظم المسؤوليات الملقاة على كاهلهم، مضيفا "إن الوطن بحاجة إلى العقول النيرة، والجهود الجبارة لبناء مؤسسات دولتنا".
وفي ختام الحفل، تم توزيع شهادات تقديرية، وأجهزة حاسوب محمول على الطلبة الأوائل، وعددهم 74 طالبا.