الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلدوزرات إسرائيل تسابق الزمن نحو تنفيذ المخطط الاستيطاني الأكبر

نشر بتاريخ: 24/09/2012 ( آخر تحديث: 24/09/2012 الساعة: 15:35 )
بيت لحم- خاص معا - تواصل إسرائيل استكمال المخطط الاستيطاني الهادف إلى انجاز مشروع ما يسمى "القدس الكبرى" على أراضي محافظة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية.

وتجسيدا للوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اثناء زيارته لمستوطنة "أفرات" مطلع أيلول الجاري، شرعت الجرافات الاسرائيلية بتسوية أراض تابعة لبلدة الخضر جنوب بيت لحم تمهيدا لإقامة 300 وحدة استيطانية عليها حسب ما أعلن عن ذلك نتنياهو اثناء الزيارة.

وكانت اسرائيل قد صاردت اراضي منطقة "أم حمدين" لاغراض عسكرية عام 2000 وأقامت عليها معسكرا وبرجا ضخما للمراقبة، واستغل مستوطنو إفرات ذلك لإقامة بيوت متنقلة على الارض "كرفانات" إلا أن لجوء الفلسطينيين الى المحكمة الاسرائيلية اثمر بقرار قضائي ازيلت بموجبه "الكرفانات" ولكن المستوطنين عادوا بعد عام لاقامة 30 بيتنا متنقلا على الارض بحماية من جيش الاحتلال، ومع اندلاع الانتفاضة في حينه لم يستطع المزارعون الفلسطينيون استصدار امر جديد للاخلاء وبقيت البيوت حتى يومنا هذا.

وأفاد أحمد صلاح منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلدة الخضر في حديث لغرفة التحرير في وكالة معا أن الجرافات الاسرائيلية شرعت أمس بتجريف أراضي منطقة "إم حمدين" تمهيدا لإقامة مستوطنة عليها رغم أن الارض صودرت لأغراض عسكرية قبل 12 عاما.
|190115* جانب من مستوطنة إفرات|
وأوضح أن مساحة الأراضي التي بدأ العمل فيها تبلغ 5 آلاف دونم تعود لعائلة موسى من بلدة الخضر ومزارعين من بلدة ارطاس المجاورة، مشيرا إلى أنها مجاورة لمنطقة "أم ركبة" التي تهدد سلطات الاحتلال اصحابها بهدم منازلهم في محاولة لطردهم منها تمهيدا للاستيلاء عليها أيضا.

ومن الناحية العملية يعني استيلاء اسرائيل على اراضي "إم حمدين" ومحاولة الاستيلاء على الأراضي المجاورة لها خنق بلدة الخضر والقرى المجاورة ومنع الامتداد الطبيعي لهذه المناطق، أما من الناحية الاستراتيجية فيعني ذلك أن اسرائيل تواصل تنفيذ مخطط الحزام الاستيطاني المُلتف حول بيت لحم ليصل بين مستوطنات "كفار عصيون" و"إفرات" مع مستوطنات جنوب غرب وجنوب شرق القدس لتنتهي الحلقة الاستيطانية ما بين "معاليه ادوميم" في الشرق و"جيلو" في الغرب، وهذا ما وعد به نتنياهو وطالما تمسكت به الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.

وتعتبر اسرائيل تجمعات استيطانية مثل "كفار عصيون" جنوب الضفة الغربية و"معاليه ادوميم" في وسطها و"اريئيل" في الشمال جزءا من اسرائيل وترفض ادراجها في اطار المفاوضات مع الفلسطينيين وتتمسك ببقائها تحت السيطرة الاسرائيلية، الأمر الذي يعني اعدام امكانية اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
|190116|
ومن الآثار المترتبة على المشروع الاستيطاني في جنوب بيت لحم ضرب الزراعة الفلسطينية، وسوف يؤدي الاستيلاء على المزيد من الاراضي الى حرمان المزارعين من الوصول الى اراضيهم مما سيتبب بضرب الانتاج الزراعي وخاصة محصول العنب الذي تشتهر به المنطقة وتعتاش من ورائه عشرات العائلات الفلسطينية التي ستصطف في طوابير البطالة المتفشية في الأراضي الفلسطينية بعد فقدانها لمصدر رزقها.

ويبدو احمد صلاح يائسا من الدعم الرسمي وحتى الشعبي لجهود لجنته من أجل حشد المقاومة للمشروع الاستيطاني في بلدة الخضر، وقال: حذرنا مرارا وتكرارا من الخطر الكبير الذي يُحدق بالاراضي ولكن لا أحد يتجاوب معنا حتى المزارعين انفسهم يئسوا من الأمر ولم يعد بوسعنا سوى ان نقول "إن إكرام الميت دفنه".