الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجمعية العربية للتأهيل تعقد مؤتمر حول "الاساءة الجنسية للاطفال"

نشر بتاريخ: 24/09/2012 ( آخر تحديث: 24/09/2012 الساعة: 14:44 )
بيت لحم-معا- تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري عقد في مقر الجمعية العربية للتاهيل مؤتمر الاساءة الجنسية للاطفال من الوقاية الى التعافي والذي يهدف الى حماية الاطفال من الاعتداءات الجنسية من خلال تشجيع برامج الوقاية والدعم المقدم للاطفال ضحايا الاساءة الجنسية على الصعيد الوطني الفلسطيني وتشجيع المؤسسات ذات العلاقة على تطوير برامج الوقاية من الاستغلال للاطفال من جهة ورفع نسبة الوعي للمهنيين العاملين في مجال الطفولة وتوعية السلطات القانونية بشان الاحتياجات النفسية للاطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية.

وقد افتتحت فعاليات المؤتمر الرسمية بحضور وزير الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري ومحافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل والاستاذ موسى درويش نائب رئيس مجلس امناء جمعية بيت لحم العربية للتاهيل والدكتور ادمون شحادة مدير عام الجمعية العربية للتاهيل والدكتورة سهى شحادة مديرة برنامج التدخل النفسي الاجتماعي في الجمعية العربية للتاهيل ووكيل وزارة الاعلام محمود خليفة ورئيس دائرة حماية الطفولة في اليونسيف بروس جرانت ومدراء مؤسسات ووزارات حكومية واهلية تعمل في مجال الحماية الاجتماعية وحقوق الطفل والانسان.

وبدات فعاليات المؤتمر الرسمية بالوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء وعزف النشيد الوطني الفلسطيني فدائي ومن ثم افتتحت الفعاليات للمؤتمر الذي تولى عرافته اياد حمدان من قسم العلاقات العامة بالجمعية الذي رحب بالحضور وثمن المشاركة الواسعة في فعاليات المؤتمر من مختلف المؤسسات الرسمية والاهلية.

الاستاذ موسى درويش نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية العربية رحب بالحضور في فعاليات المؤتمر الذي ياتي ضمن جهود وفعاليات الجمعية العربية للتاهيل في مجال التوعية الاجتماعية حول قضايا مهمة في المجتمع، مشيرا الى ان هذا المؤتمر يمثل رسالة للمجتمع الفلسطيني بضرورة نبذ مثل هذه الظواهر السيئة من جهة ويوجه مناشدة للجهات السياسية الفلسطينية بضرورة سن القوانيين واليات العمل التي تشدد على معالجة مثل هذه الظواهر.

وشدد درويش على ان الجمعية العربية عملت ودابت منذ تاسيسها على متابعة القضايا التي تعمل فيها على مجالين الاول معالجة جسدية والثاني معالجة مجتمعية وثقافية حول ضرورة ايجاد اليات لتثقيف المجتمع وتطويره وتطوير نظرته حول القضايا المطروحة للمعاجلة النفسية والاجتماعية لقضايا انسانية ملحة مثل قضايا الاعاقة والاعتداءات القاءمة على النوع الاجتماعي والاعتداءات على الاطفال باعتبار ان هذه القضايا قضايا جوهرية وموجودة في المجتمع الفلسطيني.

وعبر درويش عن امله بان وثقته بان يخرج المؤتمر بتوصيات تتناول الاهداف التي عقد من اجلها وبالتالي نقل هذه التوصيات للجهات الرسمية من اجل اعتمادها لحماية الاطفال شاكرا الوزير المصري والمحافظ حمايل على دعمهم وحضورهم للمؤتمر مما يثبت حرصهم على اهمية هذه القضية.

من جهتها قالت الوزيرة المصري في كلمتها ان هذا المؤتمر يمثل فرصة لتوجيه نداء للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء لاصدار قانون حماية الطفل والاحداث الذين يتعرضون لانواع مختلفة من الاعتداءات ويمثل الاعتداء الجنسي الذي يعقد المؤتمر تحت اسمه احد هذه الاعتداءات.

واضافت الوزيرة ان وزارة الشؤون الاجتماعية وضعت استراتيجية من اجل متابعة موضوع الاعتداءات الجسدية التي تحدث على الفئات الضعيفة في المجتمع من مراة وطفل ومعاقين بالتعاون والشراكة مع ثماني موسسات حكومية حيث جرى رسم سياسات للتعامل مع هذه الاعتداءات.

واكدت الوزيرة ان هناك إيمان بأهمية الشراكة بين القطاعين الرسمي والخاص انجز جهدا نعتز به، موضحة ان هذه الجهود جاءت بالتعاون بين الوزارات المختلفة والشرطة وتحديدا وحدة حماية الاسرة والطفل والمؤسسات الخاصة بالدفاع عن الطفل خصوصا مؤسسة الدفاع عن الاطفال ال DCI والمؤسسات الدولية المختلفة وخصوصا منظمة الامم المتحدة لحماية الطفولة اليونسيف التي لا تعتبر شريكا تمويليا فحسب بل لانها شريك في التًدخلات ورسم السياسات الي جانب الدعم المالي من دون السعي لادخال اسقاطات وتدابير لا تتناسب مع المجتمع الفلسطيني.

وشكرت الوزيرة المصري مؤسسات المجتمع المدني على تعاونها في مواجهة الظواهر السلبية وتعاونت مع الوزارة، موضحة ان الوزارة استطاعت تحقيق تقدم في ميادين مختلفة ابرزها ميدان الفقر والتدخلات لحماية الطفولة والمرأة المعمقة الى جانب التدخلات مع المسنين في اطار رؤية استراتيجية معربة عن املها بتطوير هذه العلاقات من اجل تحقيق ومضاعفة الانجازات في مجالات العمل المشترك.

كما وشكرت الوزيرة المصري الجمعية لأعدادها للمؤتمر و دعت المشاركين فيه الي الخروج بتوصيات من اجل تنفيذ تعديلات علي قانون الطفل خصوصا واننا نعيش كشعب فلسطيني صدمة الجريمة النكراء التي تعرض اليها طفل في جنين ومن ثم قتله.

واكدت الوزيرة على انها تريد تطبيق قانون فاعل وان اعمال المؤتمر يمكن تكون فرصة مهمة وعاملا مؤثرا في التسريع باعتماد قانون حماية الطفل معربة عن ثقتها بنجاح المؤتمر انطلاقا من عزيمة القائمين عليه والمشاركين فيه الذين يبدون حرصا كبيرا على انجاحه.

من جهته شكر محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل الجمعية العربية على نشاطها واعمالها المتميزة في السعي لتطوير المجتمع ولفت انتباه لقضايا مهمة لكنها مهمشة تحت ذرائع ومسميات مختلفة موضحا ان عنوان مؤتمر اليوم يعتبر من المواضيع المهمة التي يجري في كثير من الاحيان محاولة تغطيتها او الالتفاف عليها تحت شعار حماية اسم الاسرة والمراة والطفل من اساءة المجتمع ليتم مضاعفة الاعتداء على من يقع عليه الاعتداء او الجريمة مرة بتنفيذها من قبل المجرم نفسه ومرة بمحالوة تغطيتها من المجتمع.

واكد المحافظ حمايل على انه يجب عدم السكوت علي الجرائم التي يتعرض اليها الاطفال عموما والاعتداءات الجنسية التي يتعرضون اليها خصوصا مشددا على اهمية التعاون بين مختلف الجهات مشيرا الى اهمية ودور وسائل الاعلام ووزارات مثل الاوقاف والتربية والتعليم والشرطة والقضاء لياخذ كل دوره في هذا المضمار.

من جهته قال الدكتور ادمون شحادة مدير عام الجمعية العربية ان الجمعية تعمل على تعزيز ثقافة المجتمع في مجالات عملها المختلفة خصوصا في مجال التوعية موضحا ان مؤتمر الاساءة الجنسية للاطفال من الوقاية الى التعافي يمثل احد اشكال هذه البرامج التوعية لتعزيز ثقافة و المجتمع وحشد الراي لمحاربة الظواهر السيئة والاعتداءات الاجرامية بحق الاطفال من جهة وليكون اداة ضغط على الجهات الرسمية المعنية بتطبيق قانون يحمي الاطفال ويجرم المعتدين عليهم موضحا ان الجريمة التي تعرض اليها الطفل في جنين يوم امس تؤكد الحاجة لمثل هذه المؤتمرات والتوصيات التي نعمل للخروج بها.

واشار شحادة في حديثه الى ان برنامج فعاليات المؤتمر يتضمن ورشات وجلسات عمل والتي يقدمها مختصون مهنيون محترفون على مرحلتين الاولى تتناول التحديات في مجال التدخل النفسي مع الاطفال ضحايا الاساءة الجنسية ونظام التحويل والمتابعة الوطني للاطفال الذين يتعرضون لشتى انواع الاساءة ووحدة حماية الاسرة في الشرطة الفلسطينية ودورها في التعامل مع قضايا الاعتداءات الجنسية والنظام القانوني الفلسطيني في متابعة قضايا الاساءة الجنسية ضد الاطفال.

اما مرحلة الجلسات الثانية فتتناول تجربة مديرية تربية وتعليم بيت لحم في حماية الاطفال من الاعتداءات وبرنامج حماية الطفل والعائلة بين الواقع والعلاج ودور وزارة الشؤون الاجتماعية في توفير حماية للفتيات والاجراءات المتبعة من قبل النيابة العامة في قضايا الاعتداءات الجنسية ومن ثم تختتم الجلسات بنقاش يتم فيه تلخيص التوصيات ونشرها.

كما وشكر شحادة كافة الجهات التي عمليت على انجاح هذا المؤتمر بدا من الوزيرين المصري وحمايل ومرورا باللجان التحضيرية والعلمية للمؤتمر والمتحدثين في جلساته وصولا للاعلام الفلسطيني عموما وشبكة فلسطين الاخبارية PNN التي كانت شريكا في مجال التغطية والترويج لاعمال المؤتمر.

كما اشار المحافظ الى ان القانون يوفر نصوص لكنها غير مطبقة متمنيا خروج المؤتمر بنتائج ايجابية تساهم في دعم مطالب تطبيق قانون حماية الطفل والمراة الغير مطبق حتى الان على اعتبار تحويل تطبيق هذا القانون لمطلب شعبي من خلال مناقشات وتوصيات المؤتمر مؤكدا دعمه ودعم الوزيرة المصري لمثل هذه التوصيات حتى نستطيع توفير الحماية للاطفال والخروج من الدوائر والقضايا الاجتماعية التي تحاول اخفاء مثل هذه الاعتداءات التي ينبذها الدين والمجتمع .

بدوره أكد رئيس دائرة حماية الطفولة في اليونيسيف بروس جرانت الذي ترجمت كلمته غادة فراج مسؤولة قسم التدخل و الصحة النفسية في الجمعية أنه بالرغم من أن الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال تحدث في جميع أنحاء العالم، إلا أنه يوجد خلاف حول معدلات انتشار هذه الاعتداءات حيث تتراوح بين 1 إلى 17 بالمئة.

أما في الأراضي الفلسطينية المحتلة فيستدل على معدلات انتشار الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال من المسوح الوطنية والسجلات الإدارية للأطراف العاملة في مجال حماية الطفل في الوزارات الخدماتية والمنظمات المجتمعية وذلك كما أكد جرانت.

وأشار جرانت أن المسح الوطني الفلسطيني عن العنف في المجتمع الفلسطيني لسنة 2011 أفاد بتعرض 1.7 بالمئة من الشبان والشابات للعنف الجنسي في الشارع، بواقع 0.5 بالمئة من للذكور مقابل3.0 بالمئة من الإناث.

وأضاف جرانت: "تم أيضاً التبليغ عن اعتداءات جنسية ضد الأطفال المحتجزين في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية؛ إذ جرى الاعتداء على ستة أطفال وتعرض 21 طفلاً لتهديدات بالاعتداء عليهم جنسياً".

كما وأشار جرانت إلى جانبين يتمثل الأول في القيم الثقافية والمعتقدات التي تؤدي للشعور بالخجل من التبليغ عن الاعتداء وبالتالي تعطى الأهمية لحماية الأسرة وليس الفرد المعتدى عليه، أما الجانب الآخر فيتمثل في عدم توفر الخدمات المتخصصة للأطفال الناجين من الاعتداءات الجنسية.

سهى شحادة مديرة برنامج التدخل النفسي والاجتماعي في جمعية بيت لحم العربية للتاهيل تحدثت في كلمتها عن تاريخ العمل والبرنامج والمشاكل التي تعترض العمل في هذا المجال مشددة على اهمية توعية المجتمع واخراجه من حالة الصمت التي تنتابه عن الحديث عن قضايا الاعتداءات الجنسية على الاطفال .

كما تحدثت شحادة عن عمل اللجان التحضيرية للمؤتمر موضحة ان احد اهم اهداف المؤتمر تتمثل في تعزيزالعمل المشترك ليكون وسيلة ضغط موضحة ان الجمعية العربية حاولت إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة للحديث بصراحة حول الأسئلة المختلفة .

كما وشكرت شحادة الوزيرة المصري والمحافظ حمايل وأعضاء اللجنة التحضيرية و العلمية كما وشكرت ادارة الجمعية العربية لإنجاز المؤتمر رغم الظروف التي تمر بها وذلك انطلاقا من الحرص على تقديم خدمات للمجتمع في مجالات الدعم النفسي للاطفال الذين يتعرضون الى اساءات جنسية يجب على المجتمع ان يرفض السكوت عليها بعد الان ويعمل على تنفيذ خطوات ضاغطة على الجهات الرسمية من اجل تطبيق قانون حماية الطفولة واعتماده ليكون اداة في معاقبة المجرمين بحق الاطفال .

كما واكدت شحادة على ان فعاليات وجلسات المؤتمر التي ستستمر حتى يوم غد ستخرج بتوصيات عدة ابرزها العمل على ايجاد وسائل ضغط لتطبيق القانون سيتم اعلانها والبدء في تنفيذها حتى تطبيق القانون.