الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
صفارات الإنذار تدوي الآن في نهاريا ومحيطها خشية تسلل طائرة مسيّرة

سياسيون ومحللون يطالبون بوضع استراتجيات بديلة للخروج من الأزمة الراهنة

نشر بتاريخ: 24/09/2012 ( آخر تحديث: 25/09/2012 الساعة: 00:11 )
غزة - معا - دعا محللون وسياسيون إلى ضرورة وضع برامج وسياسيات فلسطينية جديدة في ظل المستجدات التي طرأت على المنطقة في الآونة الأخيرة ومواجهة التحديات القادمة، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وحمايته من المتربصين.

وأكد المشاركون على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وانجاز المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني باعتباره الأكثر أهمية الآن في أسرع وقت ممكن لان استمراره في ظل المستجدات على الساحة العربية يهدد القضية الفلسطينية برمتها ويضر بالمشروع الوطني الفلسطيني.

ودعا المشاركون إلى ضرورة أن يمارس المواطن حقه في اختيار قيادته التي تساعده على الخروج إلى بر الأمان من خلال العمل على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والخروج من الأزمة الراهنة الخاصة على المستوي السياسي والاقتصادي.

وطالب المشاركون بإعادة النظر في اتفاقية أوسلو وتعديلها لمواكبة التغيرات في المنطقة و العمل على تحديثها لان إسرائيل لم تلتزم في بعض بنودها وخاصة الاقتصادي .

وأكد المشاركون أن التهديدات ضد الرئيس أصبحت واضحة وهناك مخططات لاستبعاد الرئيس أبو مازن لذلك يجب وضع حدا لها.

وأوضح المشاركون أن القضية الفلسطينية قضية مركزية و يجب تحديد الاستراتجيات للشعب الفلسطيني وتوفير الجهود لمواجهه التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية .

جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه تحالف السلام الفلسطيني في غزة ضمن المشروع الدنماركي بعنوان "المستجدات على الساحة الفلسطينية وكيفية مواجهة الأزمة الراهنة وحماية المشروع الوطني" بمشاركة وحضور العشرات من ممثلي الفصائل والسياسيين والإعلاميين والمهتمين.

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله على أن الوضع الفلسطيني يعاني من أزمة كبيرة جداً، وأنه في كل أزمة جديدة من الأزمات المتلاحقة تزداد الأمور تعقيداً، موضحاً أنه تبين ارتباط إقليمي للأزمة وتراجع فلسطيني.

وقال:" نحن أمام عدو شرس مدجج عسكريا واقتصادياً وفكرياً، فيما نحن الفلسطينيون مسلحون بتسليح منزلي، ونعاني من اقتصاد منهار بحيث أصبحنا متسولين، واجتماعيا مفككين، وسياسيا منهارين.. لافتاً إلى أن الشرعية الدستورية انتهت ولا توجد سوى الشرعية الثورية.

وأضاف عطالله أن المتابع للتدريبات الإسرائيلية على عدة جبهات يصاب بالذهول في الجولان وشبعا وقاعدة رامون بهدف الحفاظ على أمنها القومي، في المقابل الواقع الفلسطيني وفي نفس الأسبوع من هذه التدريبات يعلن الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن إحباطهما الشديدين والعامل المشترك لهذا الإحباط لكلا الرجلين هي "غزة".

وأوضح أن الرجلين ربما عقلاء وتمكنا بأعجوبة توقيع اتفاق الدوحة لإنهاء الانقسام، إلا أنهما عبرا عن نهاية حياتهما السياسية قبل تطبيق الاتفاق وإنهاء الانقسام.

ورأى أكرم عطالله أن قيادة الملف الفلسطيني يجب أن يشترك فيها الجميع من غزة والضفة والخارج وفلسطينيو 48 المغيبين والذين يمتلكون الكثير في التأثير لصالح الملف.

وأوضح أن غزة التي تتلاحق فيها الأزمات هي من صنعت الانقسام وهي المكان الوحيد الذي قتل فيها الفلسطينيون بعضهم البعض .. لافتاً إلى أن التجربة الفلسطينية تجربة فريدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ بأن تقتتل الثورة قبل تحقيق أهدافها.

من جهة أخرى لفت عطالله إلى أن الرؤية الحزبية واعتقاد البعض أنه يملك الحقيقة هي نظرة اقصائية.. والتجربة الفلسطينية بكل أسف إقصائية فالكل يعتقد أنه يمتلك رؤية صحيحة للتحرير ولا ينظر للأخر.

وأشار إلى أن الواقع الفلسطيني الآن بلا مفاوضات وبلا مقاومة وهو ما أدى إلى اشتعال الصراع الداخلي.

وأكد على أن المصالحة الفلسطينية مطلوبة ويمكن أن تتم إذا ضغط الرئيس المصري محمد مرسي على طرفي الانقسام لتحقيقها، موضحاً عدم إمكانية تحقيقها فلسطينياً.

ومن جهته قال الدكتور عدنان أبو عامر عميد كلية الآداب في جامعة الأمة و الباحث والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن إسرائيل تعتقد أن ساحة الصراع هي الضفة الغربية لذلك هي مستمرة في الاستيطان وتقسيم الضفة إلى كنتونات صغيرة بحيث لو تم التوصل إلى حل لقيام الدولة فعلى الأرض لا يمكن تنفيذها.

وقال:" أن السلطة الفلسطينية تدرك ذلك وما تأكيدها على إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية إلا من خلال إدراكها بان إسرائيل تعمل على تفتيت الضفة الغربية ولا بد من وضع رؤساء للمجالس المحلية بانتخابات ديمقراطية.

وأضاف أن انسداد الأفق السياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والتصريحات العدائية من إسرائيل بحق قيادة السلطة ورئيسها محمود عباس تشير إلى إمكانية إعادة المشهد مرة أخرى بإزاحة عباس كما حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار".

وأوضح أن الأخطر هو رد السلطة الفلسطينية على تصريحات ليبرمان المتطرفة التي خرجت عن الأعراف السياسية والدبلوماسية واستخدم أساليب لا أخلاقية، فالرد لم يرتق إلى المستوى المطلوب.

وفي سياق آخر، أكد أبو عامر ان إسرائيل جاهزة لضرب غزة على غرار عملية الرصاص المصبوب وأن قرار العملية خرج من طاولة رئيس الحكومة لهيئة الأركان، والأخيرة تنتظر فتيل لتنفيذ هذه العملية، متمنياً أن يحرص العقلاء في قطاع غزة على أن يكونوا أكثر حرصاً للحيلولة دون تنفيذ هذه الحماقة الإسرائيلية بحق قطاع غزة.

وعن وضع تعاطي الإعلام مع الواقع الفلسطيني، أوضح دكتور أحمد حماد أستاذ الإعلام في جامعة الأقصى والقيادي في الجبهة الديمقراطية أن هناك العديد من المستجدات التي طرأت على القضية الفلسطينية لعل من أبرزها وأخطرها استمرار الانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية وانصراف كثير من وسائل الإعلام للدفاع عن موقفها من الانقسام انطلاقاً من وجهة نظر حزبية أو فئوية بحتة، لذلك نجد أن كثير من وسائل الإعلام الدولية على اختلافها تسلط الضوء على تبعيات الانقسام على المشروع الوطني وقضايا استيراتيجية أخرى مثل تهويد القدس، اللاجئين وغيرها.

ولفت حماد إلى وجود مناكفات إعلامية كبيرة في إعلام حركتي فتح وحماس، وتسليط الضوء على قضايا هامشية أكثر من القضايا التي تستحق التركيز والاهتمام.

وأكد بأن وسائل الإعلام الفلسطينية ليست حيادية ويجب أن يكون لديها رؤية حقيقية لمتابعات التغيرات الحاصلة في المنطقة لخدمة القضية الفلسطينية ولفت إلى أن القضايا الاستيراتيجية تشهد غياباً عن وسائل الإعلام الفلسطينية.