الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حنان عبد الرحيم ...عنوان نجاح أخر للإرادة رغم كل الصعوبات

نشر بتاريخ: 25/09/2012 ( آخر تحديث: 25/09/2012 الساعة: 14:03 )
جنين- معا - هي ليست كالبقية فلشخصيتها تأثيرها الجلي وسط عائلتها، تعتمد على ذاتها حد الاكتفاء، وتراهن من اجل تحقيقها بأغلى ما يمكن أن تملكه، وتتحدى كل الظروف لتعيش هي الواقع الذي تريده لها ولعائلتها.

حنان مازن عبد الرحيم، ابنة الأربع والعشرين عاما من بلدة كفر جمال شمال مدينة طولكرم رافقتها متلازمة داون وعمرها أشهر لتلازمها على الدوام ولكنها لم تأبه لهذا الوضع فتمردت عليها واستطاعت أن تثبت للجميع أن الإعاقة لا تلغي الطاقة، حيث تم دمجها في المدرسة وتلقت تعليمها الأساسي لتتمكن وبإرادتها أولا ووقوف عائلتها إلى جانبها ثانيا من الحصول على مرادها وتلقي تعليمها او سلاحها للمستقبل كما تقول.

وتضيف حنان " لم اشعر يوما بأي نوع من الاختلاف عن البقية فانا إنسانة قادرة ولدي قدرات وطاقات وأحلام كالبقية وأكثر ما يزعجني هو تلك المقارنات التي تجري بين المعاقين وغيرهم فأتساءل دائما بيني وبين نفسي لماذا هذه المقارنات ومن قال لهم بان الإعاقة سببا لعدم القدرة أو لضعفها؟؟".

وحول حنان ووضعها الصحي واكتشاف حالتها تقول مشرفة برنامج التأهيل المجتمعي في منطقة كفريات طولكرم ردينة أبو جراد "تتمتع حنان بشخصية فذة وقوية ومصرة فهي لا تعرف إلا أن تحقق ما تصبو إليه، مشيرة إلى متابعة البرنامج لها ولحالتها منذ صغرها حيث تم اكتشاف الحالة ومتابعتها في عام 1997 وهي تعاني من مشكلة في السمع بنسبة 75% بالإضافة لمتلازمة داون وما ترتب عليها من ضعف أو صعوبة وبطيء في النمو وفي التعلم مع تقدمها في العمر وهي تبلغ ألان سن الرابعة والعشرين ".

وتضيف أبو جراد إلى انه ومع مرور الأيام واستمرار متابعة البرنامج لحنان ووضعها وخاصة كونها فتاة تعتمد على نفسها بالدرجة الأولى تم الاتفاق على ضرورة استغلال طاقاتها وإرادتها القوية وإصرارها على الحياة بإنشاء مشروع لها لكسب العيش حيث تم وبحكم العلاقات التي تربط بين برنامج التأهيل المجتمعي والعديد من المؤسسات حصولها على مشروع أغنام خاص بها وذلك بتمويل من جمعية نجوم الأمل للنساء ذوات الإعاقة حيث مثل حصولها عليه نقطة التحول الجذرية في حياتها لتستطيع ومن خلاله أن تنتج وتشكل مصدر دخل إضافي لعائلتها.

وفي سياق متصل أشارت والدة حنان تلك المرأة الصابرة والقادرة في الوقت عينه إلى امتنانها الكبير لبرنامج التأهيل المجتمعي على دعمه ومتابعته المستمرة لابنتها، لافتة إلى مدى الاهتمام الذي حضيت به حنان في ظل عائلتها والأمر الذي ساعدها على عدم الإحساس بالنقص أو بالاختلاف، مشيرة إلى مشاركتها وحنان الدائمة في أي نشاط أو فعالية يقيمها البرنامج او غيره من المؤسسات فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة أو غيرهم من الموضوعات والتدريبات التي من المحتمل أن تفيدها في حياتها اليومية او المستقبلية.

وتمارس حنان العديد من الهوايات ولعل استخدام الألوان والتلوين وبمشاركة أبناء أخيها أبرزها وفق قول عاملة برنامج التأهيل المتابعة لحالتها عن كثب غدير عطالله حيث عبرت عطا عن سعادتها الكبيرة وهي ترى حنان تستخدم الألوان بحرفية عالية تفوق قدرة الأصحاء في أحيان كثيرة مشيرة اهتمامها الكبير جدا بالنظافة والترتيب سواء أكان ذلك على مستواها الشخصي أو البيئي.

وتشير والدة حنان إلى الأهمية الكبيرة والفائدة الكبيرة التي لقيتها حنان من حصولها على مشروع إنتاجي حيث استطاعت ومن خلاله قضاء وعظم وقت فراغها فيه بالإضافة لجنيها أرباح ولو كانت بسيطة من عرق جبينها استطاعت وباجتهادها استخدامها في إصلاح سماعة أذنيها وكذلك في الاستجمام فقد استطاعت أن تجمع المال وترافق والدتها إلى الأردن وعلى نفقة مشروع أغنامها الخاص كما تقول مضيفة إلى اهتمام حنان الكبير بتربية الحيوانات والى العلاقة الوطيدة التي نسجتها معهم فهي تحبهم وتهتم بهم كاهتمام الأم بأولادها مشيرة في السياق ذاته إلى قيام عائلتها بمساعدتها على تطوير مشروعها بإضافة بعض الطيور كالدجاج والبط والحمام جنبا إلى جنب مع رأس الأغنام المتبقي لديها بعد بيعها الرأس الثاني واستغلال ثمنه في إصلاح سماعة إذنيها.

وتسعى والدة حنان إلى استنهاض همم المؤسسات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة في تطوير مشروع ابنتها وتقديم المعونة اللازمة لها لتأمين دخلا مستقلا لها يكفل لها حصولها على كافة مستلزمات حياتها ويضمن مستقبلها بشكل كامل ولا يقتصر على تأمين بعض متطلباتها البسيطة.