الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من جدّ وجدة

نشر بتاريخ: 07/02/2007 ( آخر تحديث: 07/02/2007 الساعة: 10:25 )
جدة - معا - اذا كان القادة الفصائليون الفلسطينيون هم الداء وهم السبب فيما مضى في اندلاع الاقتتال الداخلي وسيلان الدماء في شوارع غزة ونابلس فانهم هم الدواء ايضا .
وقد لوحظ اليوم من خلال الصحف الفلسطينية الصادرة ان الصحافيين والكتاب الفلسطينيين قد بدأوا باستعادة ثقتهم بانفسهم وبامكانية الحل السريع .
والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء أمس في جدة للتحضير للقائهما المرتقب اليوم الاربعاء في مكة حيث سيعملان على التوصل الى اتفاق يضع حدا للعنف بين الفلسطينيين.
وسيسعى الزعيمان الفلسطينيان الى تجاوز الاسباب والنتائج التي حالت حتى الساعة دون تشكيل حكومة وحدة وطنية على الرغم من حوار استمر عدة اشهر.

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - وعلى طريقة كامب ديفيد عربي - ارتأى ان يشرف شخصيا على جلسات الافتتاح والمتابعة لضمان النجاح - فيما اعتبرت الصحف البريطانية ان السعودية تغامر بمكانتها الاقليمية في رمي كل ثقلها في هذا اللقاء .
الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل في قصره بمدينة جدة الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له الذي وصل إلى المملكة تمهيدا للقاء الرئيسي في رحاب بيت الله الحرام .

وذكرت وكالة الانباء السعودية أن العاهل السعودي أعرب عن أمله في أن يسفر اللقاء المرتقب لاخوانه قادة الشعب الفلسطيني في مكة المكرمة عن حل يحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق والشعوب الاسلامية والعربية وكل من آزر القضية ودعمها.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن ما يحصل في أرض فلسطين لا يخدم غير أعداء الامة الإسلامية والعربية وأنه إذا استمر سيحرم الشعب الفلسطيني من ثمرة نضاله البطولي على مدى السنين من أجل تحقيق حقوقه الوطنية .
ووصل الى جدة ايضا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ، فيما تبقى المحادثات بين الفلسطينيين متعثرة حول مسألتين رئيسيتين هما العلاقات مع اسرائيل وتوزيع الحقائب في حكومة الوحدة الوطنية.
وفي تصريحات تعتبر - مفاجئة - اعرب رئيس وزراء الاحتلال ايهود اولمرت ان تتمكن الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستتشكل " بغض النظر عن تشكيلتها " كما قال من تلبية شروط الرباعية لاعادة دعم العالم للشعب الفلسطيني / حيث كشف النقاب امس عن لقاء سيجمع بين اولمرت وعباس وكونديلا رايس .

وفي غزة تظاهر حوالي ألفي امرأة فلسطينية لمطالبة المتحاورين في مكة المكرمة بالتوصل الى اتفاق وطني وللتعبير عن الرفض لاي مساس بالمسجد الاقصى.
وفي تظاهرة مماثلة نظمتها النقابات والمؤسسات الاهلية في غزة شارك قرابة أكثر من ألف وخمسمائة فلسطيني امام مقر المجلس التشريعي ورفعوا لافتات كتب عليها "الدم الفلسطيني خط احمر غير مسموح تجاوزه".

وضم الوفد الحمساوي كلاً من رئيس الوزراء إسماعيل هنية ووزير الخارجية محمود الزهار ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق ومحمد حسن شمعة.

بدوره؛ أوضح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن الحركة قدمت إلى بلاد الحجاز وهي تملك النية الصادقة والعزيمة على التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن حماس ستتعاون مع كافة الأطراف لتشكيل حكومة وحدة وطنية وترتيب البيت الفلسطيني ومعالجة كافة القضايا ذات الخلاف.
ومما يتضح من لقاءات جدة - ان الامور في طريقها للانفراج وان القادة - وان كانوا هم الداء ، الا انهم هم الدواء ايضا .