أحمدي نجاد يندد "بالصهاينة الهمج" ويدعو إلى نظام عالمي جديد
نشر بتاريخ: 26/09/2012 ( آخر تحديث: 27/09/2012 الساعة: 01:14 )
القدس- معا - رويترز- قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء إن ايران تحت تهديد متواصل بعمل عسكري من "الصهاينة الهمج" ودعا إلى نظام عالمي جديد لا تهيمن عليه قوى غربية تعمل في خدمة "الشيطان".
ورسم أحمدي نجاد في كلمته الثامنة أمام زعماء العالم المجتمعين في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة صورة كئيبة لعالم يحركه الجشع وليس القيم الأخلاقية.
وقال في كلمة من المتوقع أن تكون الأخيرة له أمام الأمم المتحدة "الوضع الراهن المتردي للعالم والحوادث المريرة في التاريخ ترجع أساسا إلى الإدارة السيئة للعالم ممن نصبوا أنفسهم مراكز قوى وسلموا أنفسهم للشيطان."
ولم يكرر تصريحات أدلى بها لصحفيين في نيويورك يوم الاثنين وقال فيها إن إسرائيل ليس لها جذور في الشرق الأوسط و"ستزول".
لكن أحمدي نجاد قال أمام الجمعية العامة "التهديد المستمر من الصهاينة الهمج باللجوء للعمل العسكري ضد بلدنا العظيم مثال واضح على هذا الواقع المرير."
وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيران في كلمته أمام الجمعية العامة أمس الثلاثاء من أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي وقال ان الوقت لحل الأزمة من خلال الدبلوماسية ليس بلا حدود.
ولمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقرر أن يتحدث أمام الأمم المتحدة الخميس إلى أن إسرائيل يمكن أن تهاجم المواقع النووية الإيرانية وانتقد موقف أوباما أنه ينبغي منح العقوبات والدبلوماسية مزيدا من الوقت لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.
وتوعد نتنياهو اليوم برد قاس في الأمم المتحدة على هجوم أحمدي نجاد اللفظي الذي تزامن مع يوم عيد الغفران اليهودي.
وقال نتنياهو في خطاب مفتوح للإسرائيليين قبل أن يستقل الطائرة إلى نيويورك "فيما يتعلق بمسألة إيران فإننا جميعا متحدون في هدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية."
وأضاف "اختار الطاغية الإيراني أن يدعو علانية أمام العالم إلى زوالنا عشية يوم عيد الغفران المقدس لدى الشعب اليهودي. هذا يوم أسود لمن اختاروا البقاء في القاعة والاستماع لهذه الكلمات الحاقدة."
واختار ممثلو الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل عدم الحضور بالقاعة أثناء كلمة أحمدي نجاد.
وقال الرئيس الايراني للصحفيين من خلال مترجم مشيرا الى احتمال بذل مساع لتخريب المنشآت النووية الايرانية إن إيران "قادرة على تفادي وتحييد تلك الجهود".
واضاف في مؤتمر صحفي "نحن مستعدون للحوار (مع الولايات المتحدة) وحل المشكلات ... لم تكن لدينا اي مشكلات قط مع شعب الولايات المتحدة."
وقال أحمدي نجاد الذي تنتهي العام القادم فترة ولايته الثانية والأخيرة في كلمته أمام الجمعية العامة إنه يجب استغلال السلطة كمنحة مقدسة "وليس كفرصة لجمع السلطة والثروة".
وقال إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يسيطر عليه "عدد محدود من الحكومات" مما يمنع الأمم المتحدة من أن تعمل بشكل عادل.
وقال الرئيس الإيراني إنه يمثل "دولة عظيمة وأبية أسست حضارة إنسانية".
واضاف "لا شك في أن العالم يحتاج إلى نظام جديد وطريقة جديدة للتفكير." وتابع قوله إن هذا النظام يجب أن "يكون نظاما عادلا ومنصفا يتساوى فيه الجميع أمام القانون ولا توجد فيه ازدواجية في المعايير."
وتطرق أحمدي نجاد إلى أمور أثارها في كلمات سابقة أمام الأمم المتحدة مثل اقتراح تشكيل "فريق مستقل لتقصي الحقائق" لكشف "الحقيقة" بشأن هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة والشكوى من "سياسات وأفعال الهيمنة من جانب الصهيونية العالمية".
وقالت إيرين بلتون المتحدثة باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة إن بلادها قررت عدم حضور الكلمة نظرا للتصريحات التي أدلى بها أحمدي نجاد في الآونة الأخيرة بشأن إسرائيل ومراعاة ليوم عيد الغفران اليهودي.
وقالت بلتون "رأينا على مدى اليومين الماضيين أن السيد أحمدي نجاد يستغل زيارته للأمم المتحدة مرة أخرى لا للتعبير عن الطموحات المشروعة للشعب الإيراني وإنما ليتحدث باسهاب عن نظريات مريضة بالشك ويطلق افتراءات مثيرة للاشمئزاز ضد إسرائيل."
وأضافت "من المؤسف بشكل خاص أن أحمدي نجاد يتحدث من منبر الجمعية العامة في يوم عيد الغفران."
ولم تنسحب دول الاتحاد الأوروبي لأن أحمدي نجاد لم يتجاوز على ما يبدو أيا من "الخطوط الحمراء" التي وضعتها.
وقال دبلوماسي أوروبي لرويترز مشترطا عدم الكشف عن اسمه "أحمدي نجاد ألقى كلمة طويلة وغير متماسكة.
"في السابق انسحبنا بسبب عدائه للسامية والتهديدات لإسرائيل ونظريات المؤامرة بشأن هجمات 11 سبتمبر. جريمته الوحيدة هذا العام هي غياب التماسك."
وتجمع حوالي مئة من معارضي الحكومة الإيرانية في احتجاج على الجانب الآخر من الشارع أمام الأمم المتحدة أثناء إلقاء أحمدي نجاد لكلمته حاملين لافتات تقول "الديمقراطية العلمانية لإيران" و"خامنئي دكتاتور إيران يجب أن يرحل".
وفي تطور منفصل يقول خبراء ودبلوماسيون إن إيران تحقق تقدما على ما يبدو في بناء مفاعل للأبحاث يمكن أن ينتج مادة يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية الامر الذي يزيد بواعث قلق الغرب المتنامية بالفعل بشأن أهداف أنشطة طهران الذرية.