الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نيران الثأر- عندما يضيق الوطن ويتحول المنزل إلى ذكرى

نشر بتاريخ: 27/09/2012 ( آخر تحديث: 27/09/2012 الساعة: 16:03 )
بيت لحم- خاص معا - لم يكن يوم 8 آب الماضي يوما عاديا في قرية الرشايدة البدوية الواقعة على الأطراف الشرقية لمحافظة بيت لحم، إذ اسفر شجار عائلي بين عائلتين في القرية عن نتيجة مأساوية تمثلت بمقتل الشاب ماهر مفلح رشايدة ( 23 عاما) اعقبتها "فُورَة دم" اشعلت النيران في 18 منزلا بالقرية وحولتها الى رماد وخراب.

وعلى إثر الحادث المأساوي هُجّرت ثلاثون عائلة من القرية لتتوزع على عدة مناطق في النصارية بالفارعة وفصايل وبيت فجار جنوبا، خرجوا في وضع استثنائي لا يحملون معهم شيئا ليجدوا انفسهم في العراء يكابدون عناء الحياة دون أن يحصلوا على اي مساعدة انسانية تخفف من معاناة أطفالهم، لا سيما وأن بينهم اطفال رضع ونساء وشيوخ عجّز.

العائلات التي لجأت إلى النصارية تواجه وضعا مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالبعض استطاع ان يبني عريشة ليجلس تحتها، فيما آخرون لم يجدو سوى ظل الاشجار ليجعلوا اقامتهم في ذلك المكان، وما يزيد الطين بلة أن هناك مئات رؤوس من الماشية هي ما يملكون ومضطرون للحفاظ عليها في مشهد يجسد صراع البقاء الصعب في زمن قاس لا يرحم.
|190406|
معا فتحت ملف العائلات "المهجرة" وسلطت الضوء على معاناتهم، ويقول المهندس فيصل الغرينات مسؤول قسم البدو في وزارة الزراعة إن المواطنين البدو الذين رحلوا عن بيوتهم التي دمرت في ردة فعل غاضبة من ذوي القتيل يعيشون في ظروف صعبة بمنطقة زراعية في النصارية ويطالبهم أصحابها بتركها لقرب موسم الزراعة الشتوي.

ويصف الغرينات في حديثه لـ معا واقع الحال لهذه العائلات قائلا "عشرون عائلة فجرت بيوتها, دمرت وحرقت, أطفال صغار جياع وعراة, كل ذلك بسبب مشاكل عائلية كان سببها عائلة واحدة وكما يقولون بالعامية (المنيح راح بعروا العاطل) وقعت هذه الحادثة ما يقارب الـ 50 يوما إذ ان من بين هذه الأسر أطفال خدّج".

وتساءل "كيف لهذه العائلات أن تتدبر امورها والشتاء على الأبواب.. وكيف لهذه الأسر أن تأوي أطفالها الصغار؟؟؟؟ إذ أن أصغرهم عمره يتراوح الأسبوع, بدون بيوت, يعيشون على الأتربة".
|190409|
واوضح الغرينات "أن كتبا رسمية وُجهت لجميع الجهات المختصة ولكن لا حياة لمن تنادي لذلك نناشد جميع الجهات المسؤولة وأصحاب الضمائر الحية و منلديه القدرة على مساعدتهم, هم الآن يقطنون في منطقة بيت حسن- النّصارية- نابلس".

بدوره قال صالح خليل رشايدة أحد المهجرين في النصارية إننا لا "ناقة لنا ولا جمل" في كل ما حصل ونحن تبرأنا من القاتل، ونحن اليوم نعيش في ظروف لا تتحملها الحيوانات لقسوتها وصعوبتها، نحن نناشد المسؤولين وكل من له ضمير أن يقف بجانبنا وينقذنا من ما نحن فيه من معاناة وكرب.

وأوضح في حديث لـ معا أن مطالبهم تتمثل في توفير خيام لهم لتأوي أطفالهم المشردين إضافة إلى بركسات للمواشي التي جلبوها معهم ليستعينوا بها في توفير الغذاء لهم ولأبنائهم.
|190403|
فواز الرشايدة رئيس المجلس القروي لعرب الرشايدة أكد لـ معا أنه ما زال هناك 20 عائلة مهجرة من بين 30 عائلة خرجت من القرية عند حدوث الشجار، ولكن أوضاع العائلات العشرة التي عادت للقرية ليس بأفضل من العائلات التي ما زالت في الخارج فالعائدون وجدوا بيوتهم محروقة ولا شيء متبق لهم فاضطروا الى بناء عرائش ليناموا فيها مع اطفالهم.

وأكد رشايدة أن المجلس القروي وبالتعاون مع السلطة والوجهاء ورجال الإصلاح تمكن من التوصل الى حل قانوني وعشائري يعفي جميع أقارب المتهمين بالقتل من المسؤولية ويحصرها في ثلاثة أشقاء متهمين بالقتل وما زالوا فارين من وجه العدالة.
|190413*منزل محترق في قرية الرشايدة|
وأشار الرشايدة إلى ان المجلس رفع كتبا الى الرئيس محمود عباس ومجلس الوزراء وهناك وعد من وزارة الاشغال العامة بالتوجه الى القرية لمعاينة الاضرار التي لحقت ببيوت المواطنين، مؤكدا وجود كثير من العقبات التي تعترض عودة الحياة في قرية الرشايدة الى ما قبل الحادث المشؤوم.
|190401||190405||190407||190408||190402|
آثار الدمار الذي لحق بالبيوت في قرية الرشايدة
|190423||190425||190427||190424||190412||190414||190415||190416||190422||190428||190429|