حميدات من سلفيت بجهود الأمن الوطني يتحول منزله إلى بيت صالح للسكن
نشر بتاريخ: 27/09/2012 ( آخر تحديث: 27/09/2012 الساعة: 13:06 )
سلفيت- معا- عهود الخفش - متعب الوجه، منحني الظهر، مرتجف اليدين يردد كلمات لم أفهمها ... يحدق في الوجوه بتمعن.. كأنه في صراع داخلي ما بين الحقيقة والخيال.. من قلب الفقر تفجرت في أعماقه قوة عارمة, وما بين الأقدار والآمال إنقلبت ظروف حياته...بصرخة كبتها سنوات طوال... صبر وأحتمل الى أن سل الفقر سيفه فأطلق مناشدة لسيادة الرئيس ...ليكون الأمن الوطني من سمع هذه الصرخة ولبي نداء المساعدة بتعليمات من اللواء نضال أبو دخان قائد الأمن الوطني لإنقاذ أسرته من معاناة السكن... إنه المسن حسين حميدات من مدينه سلفيت.
"لم أعد بإستطاعتي التحمل أكثر" بهذه الكلمات بدأ المواطن حسين حميدات 77 عاما حديثه معنا ليواصل بكلمات متقاطعة "صبرت وتحملت أنا وأسرتي على أمل أن الغد سيكون أفضل وأن وضعنا سيتغير للأفضل, ولكن لم يعد الصبر يحتمل أكثر من ذلك,عشت العذاب بأنواعه منذ صغري, ولم أعيش حياتي كبقية البشر, فكان الفقر يلازمني وكأنه ساكن في داخلي, حاولت وعملت في كل شيء من أجل توفير أبسط الإحتياجات, ولم أمد يدي لأحد طوال حياتي, صمت وكأنه أضاع كلماته وبتنهيدة يعود لمواصله حديثه":لدي خمسة من الأبناء , ثلاثة متزوجون يعيشون في الخارج وحالتهم المعيشية سيئة , ويقف وضعهم الاقتصادي حاجزا أمامهم من مساعدتي في مواجهة الحياة الصعبة.
تآمر المرض والعمر ليكون العجز مصيره, وعدم قدرته على مواصله عمله, ليتابع حديثه بصوت حزين قائلا": أصبحت كبيرا بالعمروأعاني من أمراض, ولم يعد بإستطاعتي العمل ووضعي الاقتصادي صعب جدا,توقف عن الحديث ودقائق يعود " توفيت زوجتي الأولى, ولدي منها ثلاثة بنات وولد توفي, والثانية تركتني وذهبت الى مكان سكناها الاصلي في امريكا ,وبعد تزوجت بأخرى ليزيد من همي وفاتها تاركة طفلين, ومن أجلهما عملت المستحيل , عملت في اسرائيل لفترة طويلة على أمل إعطائهم حقهم في الحياة, وفي بداية الإنتفاضة فقدت عملي لأن السلطات الإسرائيلة رفضت إعطائي تصريح للعمل في الداخل, ومع كل هذا لم أعطيهم ما تمنيته لهم من تأمين إحتياجاتهم كما يجب وتأمين بيت يليق بهم كبشر, ولم يعد باليد حيلة.
ويلتقط الحاج حسين أنفاسه ليكمل حديثه قائلا":حاولت محاربة المرض ولكنني لم أستطع, ليكون عجزي سببا في خروج إبني من المدرسة وعدم إكمال تعليمه, حزنت وحاولت معه بعدم تركها وأن الله لن ينسانا , ولكنه أبى حتى أن يسمعني لتكون إجابته, "لنا إحتياجات من سيوفرها لنا, وأنت كبرت وتعبت من أجلنا, والآن دوري من أجل مساعدتك في تحمل المسؤولية, صمت وترغرت عيناه ولكنها أبت الدمعة من السقوط.
إبنتي كسرت ظهري:
وبدون توجيه سؤال له عاد حسين لمتابعة حديثه قائلا":كان عمله غصب عني, يعمل منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة مقابل أجر بسيط, وهذا يكفيه فقط إذا أراد أن يصرف مثل أبناء جيله, ويضيف "أتلقى من الشؤون الإحتماعية كل ثلاثة شهور 750 شيقلا, وهذا مبلغا قليلا لا يسد إحتياجتنا ولا تكفي لعلاجي, وسط هذه الظروف أصبح حلمي مستحيلا في أمنيتي قبل الممات في توفير بيت لأبنائي, وما زاد من همي ونفاذ صبري إبنتي التي تكمل المرحلة الثانوية وهذه المرجلة بحاجة الى بيئة صحية تعليمية مناسبة, وبيتنا ليس مناسبا, ومساحته 60 مترا يتكون من غرفة واحدة ومطبخ وأقطتع منه مساحة صغيرة تستخدم كحمام وممر صغير ويقع تحت مستوى سطح الأرض وأرضيته صبة قديمة" .
ويكمل بفيض من الحزن"حاجة إبنتي لبيئة تعليمية كسرت ظهري, لهذا قررت إيجاد حلا , فكسرت حاجز خجلي وذهبت الى قيادة منطقة سلفيت وقابلت العقيد الركن رياض الطرشة حيث قام العقيد بتحويل الموضوع الى العلاقات العامة والذين بدورهم قاموا بمخاطبة دائرة العلاقات العامة الرئيسية في رام الله من اجل مساعدتي لترميم بيتي الذي لا يصلح للسكن, ووعدوني أنه ستتم المتابعة وتوفير المساعدة لي بأسرع وقت " وبدمعة الفرح ينهي حسين حديثه ":الحمد لله تمت الإستجابة من قبل حماة الوطن جهاز الامن الوطني وانا أشكرهم على ما قدموه لي ولأسرتي ورسم البسمة والأمل لنا وخصوصا لإبنتي ".
هدفنا مساعدة المواطنين:
المقدم طيار حافظ الرفاعي مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام تحدث الينا قائلا": فور معرفتنا بقصة المسن حميدات عرضنا الموضوع فوراً على سيادة اللواء نضال أبو دخان قائد قوات الأمن الوطني الذي بدوره أصدر تعليماته بالتوجه إلى المنزل وبناء عليه توجهت إلى منزل المواطن حميدات في سلفيت يرافقني وفد من اللجنة العلمية ممثلة بمديرها العميد سعادة سعادة وقائد المنطقة العقيد ركن رياض الطرشة وقمنا بمعاينة مكان سكن المسن"، ويضيف " كان المنظر مؤلما وقاسيا وصعبا, فهو يعيش في منزل يفتقر للحد الأدني من سبل المعيشة الكريمة, والمنزل يفتقر للتهوية المناسبة والتمديدات الكهربائية فيه قديمة جدا وغير آمنة وهناك اهتراء حاد في بعد المرافق الصحية في المنزل ". على أثر ذلك، صدرت التعليمات مباشرة من سيادة اللواء أبو دخان باعادة ترميم المنزل وعمل صيانة عامة وباشرت فرق اللجنة العلمية والإنشاءات بالعمل فورا.
ومن جانبه ، أكد العميد سعادة ،" أن الخطة التي ينتهجها اللواء نضال ابو دخان تقتضي أن نقدم كل إمكانياتنا المتاحة للتخفيف من العبء والمعاناة التي يعاني منها أبناء شعبنا ،مؤكدا أن قوات الأمن الوطني ستستمر بمساعدة المواطنين بشكل دائم ، موضحا أن منزل حميدات هو الثاني والعشرين في محافظات الوطن الذي تقوم قوات الأمن الوطني بترميمه حتى يصبح لائقا للسكن ".
العقيد ركن رياض الطرشة قائد منطقة سلفيت، قال " ان قيادة المنطقة تتابع تقديم المساعدة لعائلة المسن حميدات لحين انتهاء عملية الترميم" . ومن المقرر ان تستمر عملية صيانة المنزل وترميمه فترة اسبوع ، حيث يقوم طاقم من المهندسين وعمال البناء والكهرباء والتمديدات الصحية بالعمل على مدار الساعة لانجازه في الوقت المحدد ضمن معايير السلامة والراحة . ومن جهته ، أكد المقدم طيار حافظ الرفاعي مدير دائرة العلاقات العامة والاعلام، ان هذا العمل يأتي ضمن جملة من المهام والنشاطات التي ينفذها الأمن الوطني في محافظات الوطن، داعياً مؤسسات المجتمع لمحلي والايادي البيضاء لتقديم يد العون والمساعدة للعائلات المستورة والتي بحاجة ماسة للمساعدة ، وحث الاهالي على الاتصال والتوجه لقوات الأمن الوطني لاثارة وطرح أي هموم ومشاكل وخاصة الحالات الحرجة التي تحتاج لمساعدة في شتى المجالات لتقديم ما هو أمكن لابناء شعبنا الذي يستحق حياة كريمة .