المبادرة الوطنية تنظم ندوة سياسية في محافظة رفح
نشر بتاريخ: 27/09/2012 ( آخر تحديث: 27/09/2012 الساعة: 18:05 )
غزة - معا - نظمت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في محافظة رفح ندوة سياسية حول اخر المستجدات والتطورات على الساحة الفلسطينية.
وتحدث خلالها كل من د . محمد حجازي النائب في كتلة فتح البرلمانية و د . غازي حمد القيادي في حركة حماس و د . عائد ياغي مسؤول حركة المبادرة الوطنية في قطاع غزة حضرها جمهور لفيف من قادة و ممثلو فصائل العمل الوطني و الاسلامي و شخصيات اعتبارية ووجهاء و رجالات اصلاح محافظة رفح .
بدروه اشار النائب د . محمد حجازي الى عمق الازمة القائمة في وضعنا الفلسطيني لانسداد الافق السياسي و تعثر تحقيق لمصالحة الوطنية، معتبرا ان ما قام عليه " اتفاق اوسلو " لترسيخ حل الدولتين بان هذا الاتفاق قد مني بالفشل و قد اصبح شبه مشطوبا و هذا ما يقر به من هندسه و اعده، محملا المسؤولية لحكومة الاحتلال باستمرارها بالاستيطان و عدم الايفاء بالالتزامات الواردة فيه،مؤكدا على ان الذهاب للأمم المتحدة لطلب " دولة غير عضو " فيها " يعد قرارا اتخذته القيادة الفلسطينية، مشيرا الى ان ما يجري الان هو مجرد تنسيق للأمور المدنية المتعلقة بحياة الناس.
و عن ملف " المصالحة " أضاف قائلا : ان فتح متمسكة بخيار تطبيقها جملة و تفصيلا رغم بروز العراقيل معربا عن اسفه لعدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة و ان مسألة تحقيقها تقع على عاتق الكل الفلسطيني مثلما هي " حالة اعادة اعمار غزة ".
وأكد حجازي على ان الازمة المالية و الظروف الاقتصادية الصعبة ناجم عن محاولة بعض الدول ممارسة ابتزازا لنا مشددا على أن الرد عليه لا يتأتى الا من خلال " تحقيق الوحدة الوطنية.
وفي مستهل مداخلته استذكر د . غازي حمد ما كان ينادي به الراحل الوطني الكبير د. حيدر عبد الشافي الذي يعد رمزا من رموز الوطن وانه كان صاحب رؤية سياسية استراتيجية ، مؤكدا على اننا كفلسطينيين فشلنا في استثمار طاقاتنا و نجاحاتنا لابتعادنا عن العمل الجمعي و التمسك بعقلية الفردية و الحزبية الضيقة و ان هذا كان هو السبب الرئيسي وراء الانقسام منذ زمن بعيد و ادى الى تعقيدات في قضيتنا الوطنية .
و أكد حمد على أن الحالة الفلسطينية التي يجب على الجميع ادراكها باننا ما زلنا تحت الاحتلال تستوجب الوحدة والتأسيس لبرنامج سياسي موحد نستطيع من خلاله حماية المقاومة للاحتلال بكافة الوسائل المتاحة ، مطالبا بضرورة الاستمرار بمحاربة " اسرائيل " في شرعيتها بالاستناد لقرار " 181 " المتعلق بالتقسيم، مشيرا الى ان الذهاب للأمم المتحدة " مجازفة " غير مضمونة النتائج سيما و ان الامر غير خاضع للتجربة ، و التمسك بأن مشروعنا ليس مشروع " حكومة " بقدر ما نحتاج لبرنامج وطني معمق .
واعتبر حمد ان انشغالنا على مدار خمس سنوات في قضايانا الداخلية قد حرف بوصلتنا عن مجابهة عدونا الرئيسي الاحتلال، داعيا الى ضرورة الاتفاق على برنامج سياسي يسهل الوصول لاتفاق حول الحكومة و العمل على تعزيز الثقة بين " فتح و حماس " بما يساهم في تطبيق المصالحة المتعثرة بسبب طريقة التفكير حيالها و الية ادارتها ، مطالبا باهمية اعادة النظر في القضايا الجوهرية و بحثها بشكل معمق و تشكيل " حكومة التوافق الوطني " تستطيع القيام باجراء الانتخابات ، متسائلا " كيف لهذا الامر يصير و العمل السياسي لفتح محظور في غزة و محظور على حماس ممارسته في الضفة ؟ مختتما قوله " علينا الا نستسلم لحالة الامر الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضها "
و في سياق متصل استعرض د . عائد ياغي مسؤول حركة المبادرة الوطنية في قطاع غزة الوضع السياسي الراهن و الذي وصل الى افق مسدود جراء استغلال حكومة اليمين المتطرف في " اسرائيل لاتفاق اوسلو " الذي يعتبر السبب الرئيس في تداعيات الوضع القائم في اشارة منه الى انهيار الوضع الاقتصادي و تعثر تطبيق المصالحة اذ بات هذا الوضع يتطلب اكثر من أي وقت مضى اعتماد نهج سياسي مغاير و الارتكاز لمنهجية اقتصادية مقاومة تساهم بشكل فعال في تعزيز الصمود الوطني للناس بغية ضمان مشاركتهم في الفعل و الاداء النضالي، معتبرا ان هذه الفترة يجب الا تعتبر " فترة حل " نظرا لاختلال موازين القوى لصالح دولة الاحتلال مشددا على اهمية تشخيص الحالة القائمة على هذه القاعدة و الشروع الجدي لما تنادي به المبادرة الوطنية منذ اوائل تأسيسها بضرورة " بناء قيادة وطنية موحدة تعتمد على رؤية استراتيجية موحدة تجمع ما بين النضال التحرري و البناء الاجتماعي و تعزيز التضامن الدولي".
وطالب ياغي بضرورة التخلي عن الوهم المتمثل بإجراء حلول مع حكومة المستوطنين التي تمعن بالتوسع الاستيطاني و تهويد القدس و بناء جدار الفصل العنصري و حصار غزة كذلك التخلى عن سراب عملية تفاوضية تستغلها اسرائيل و تتخذهاغطاء لتنفيذ سياساتها العنصرية مؤكدا في الوقت ذاته على ان المبادرة الوطنية تؤمن بالسلام الذي يحقق لنا حريتنا و استقلالنا و كرامتنا في كنف دولتنا الحرة المستقلة كاملة السيادة الوطنية و عاصمتها القدس على حد قوله.
واعتبر د . ياغي : ان ما تنازعت عليه حركتي فتح و حماس ما هو الا مجرد " سلطة وهمية " منزوعة الصلاحيات " الامر الذي يتطلب مراجعة جدية لاعتماد منهجية سياسية وطنية موحدة تحررنا من الاحتلال و تخلص شعبنا من معاناته .
وفي ذات السياق اشار القيادي في المبادرة الوطنية " سامي البهداري " اثناء ادارته للقاء الى الدور البارز الذي لعبه مؤسس و رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الراحل " د . حيدر عبد الشافي " و ما نادى به من مبادئ وطنية سامية يجب التمسك بها وصولا للاستقلال الوطني .
والجدير بالذكر ان العديد من المداخلات و الاستفسارات جرت خلال اللقاء الذي يأتى في اطار احياء الذكرى الخامسة لرحيل د حيدر عبد الشافي و التي تصادف في الخامس و العشرين من سبتمبر ، طالبت بضرورة التخلص من الوضع القائم و الاسراع نحو تطبيق المصالحة و تجنيب شعبنا الفلسطيني ما يمكن من المعاناة على كافة المستويات .