حراك.. في القدس
نشر بتاريخ: 29/09/2012 ( آخر تحديث: 29/09/2012 الساعة: 12:48 )
بقلم : بدر مكي
شهدت القدس في الآون الأخيرة سلسلة من الاجتماعات والاحتفالات في إطار حراك رياضي وطني وديني بامتياز، يدلل على التلاحم الإسلامي المسيحي والمجتمعي من عديد الشخصيات الرياضية والاعتبارية، نحن أحوج أن تكون في ديمومة، وكل يساهم في موقعه من هذا الحراك.. حتى يحرك جدران الخزان في المدينة.. الحزينة شوارعها.. الساكنة أزقتها.. العزيزة على القلوب.
فقد شهدت المدينة احتفالاً لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في إطار ردها على الفيلم القميء المسيء لخاتم النبيين، بحضور إسلامي مسيحي، أقامه الاتحاد الفلسطيني للفنون القتالية.. على أرض برج اللقلق المطل على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، على أرض الإسراء والمعراج.. ولعل الفتى الدمث الخلق.. جهاد عويضة.. قد بدد عتمة المدينة وانتصر للرسول الكريم من خلال اتحاده.. وهو الاتحاد الناشط بامتياز.. عبر عديد فعالياته.. ولكنه في احتفاله الأخير.. قدم استحقاقاً وطنياً واجتماعياً ودينياً.. عن طيب خاطر.. وفي إطار الواجب.. وعليه أن يواصل المسيرة في السنوات الأربع القادمة، لأننا بحاجة إلى مبادرات خلاقة كما يفعل جهاد.. وهذا ما نريده من الاتحادات الأخرى.
وفي القدس.. تم تكريم روح القائد الرياضي ابن المدينة يعقوب الانصاري.. من أبناء المدينة.. ومن أبنائه في نادي الموظفين.. وأصبحنا نعرف هذا النادي من خلال الأنصاري المربي والمعلم والإنسان.. وقد استلم رسالته عن ظهر قلب.. تلاميذ أمنوا بتعاليم الأستاذ الفاضل.. ولذا كان التكريم على مستوى صاحبه.. هي القدس إذن.. التي تعلمنا معنى الوفاء من خلال التلاميذ النجباء في النادي العريق.. الذين يساهم في الحفاظ على شباب المدينة من البقاء صامدين مرابطين فيها.. نزهو بهم وبأخلاقهم وبحسن انتمائهم لعروس المدائن.
وفي القدس.. جرى اجتماع لممثلي الاتحادات والأندية المقدسية.. بحضور رائع من المقدسيين.. تلك الوجوه التي حافظت على الرياضة المقدسية لعدة عقود.. وهي الوجوه التي نشاهدها دوماً في فعاليات القدس الرياضية والشبابية.. وسط مطالبة بتوفير موارد مالية.. من أجل السير قدماً بالنشاطات وتفعيل واقع الأندية والاتحادات.. من أجل الثبات في المدينة.. وكنت سابقاً قد تطرقت لموضوع المرجعية في القدس.. وها أنا أعيد طرح الموضوع مع عديد الأصدقاء.. لأن ذلك بالضرورة يوحد الطاقات ويعزز الجهد ويوفر المال اللازم وتوزيعه بعدالة بين الفعاليات الناشطة.
هو إحباط يعيشه المقادسة.. جراء الوضع الراهن.. ولكن لا يأس في القدس.. ما دامت فكرة وحدة العمل.. أخذت تأخذ طريقها إلى النور.. ولعل المجلس الأعلى للشباب والرياضة.. في إطار مهمته وامتداده في العمل نحو القدس والشتات.. سيكون له كلمة في توحيد الأطر الرياضية في بوتقة واحدة.. ولعمري هذا سيغيظ المحتل.. عندما نكون كلنا على قلب رجل واحد.
في القدس تم تكريم نبيل ابو عمر أحد رواد العمل الرياضي في المدينة.. من نادي هلال القدس.. ومن رابطة الأندية الرياضية بالضفة.. كان يعمل أبو عمر.. ولذا تم تكريمه وقد قدم سنين طويلة من عمره في سبيل المدينة.. وهي لمسة وفاء أخرى للأحياء.. ولذا فهو تكريم يعبر عن خلق كريم.
في القدس.. كان وزيرها.. في كل الميادين يتواجد.. وتجمع قدسنا ورابطة الأندية والإعلام الرياضي.. والاتحادات الفاعلة والأندية.. التي تترنح.. من حجم الديون.. ولكنهم صامدون في القدس.. هكذا تعلمنا.. من معاناتنا.. ان نقبض على الجمر.. ومع ذلك.. حتى ننجح يجب أن نحب بعضنا البعض.. وسننجح.. وسنغيظ الطارئين على هذه الأرض.. وارجو أن لا تكون كلماتي عابرة للآذان فقط.. وعملنا في القدس.. هو أيضاً.. من باب الوفاء لتعاليم الياسر.. يا معشر العرفاتين.