في ختام حلقة دراسية بالدوحة: رياض منصور يحذر من تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية مساعدات إنسانية
نشر بتاريخ: 08/02/2007 ( آخر تحديث: 08/02/2007 الساعة: 07:55 )
بيت لحم -معا- حذر رياض منصور، المراقب الفلسطيني الدائم في الأمم المتحدة، في ختام الحلقة الدراسية التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، من خطورة تحول القضية الفلسطينية من قضية سياسية، إلى مجرد تجمعات بشرية بحاجة إلى مساعدات إنسانية دولية، بحيث تعود الصورة النمطية التي رسمتها الأطراف المتآمرة في عام 1948، إبان حدوث النكبة الفلسطينية.. والتي صور فيها المجتمع الدولي، الفلسطينيين على أنهم «أقلية عربية» بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وليس شعبا انتزع من أرضه ودولته.
وحذر منصور، في مؤتمر صحافي عقد في ختام الحلقة الدراسية من خطر تحول الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني إلى فئات تستجدي المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية.
وأوضح بأنه مع استمرار هذا الوضع خلال العام الجاري، فإن الفلسطينيين سيعودون إلى الحالة السابقة في عام 1948، عندما تم تشريدهم من أراضيهم، وبالتالي تتحول القضية الفلسطينية إلى مجرد مسألة إنسانية بحتة وتفقد أركانها السياسية.
ونبه إلى أن المبالغ المالية التي يتلقاها الفلسطينيون باتت تأتي من خلال المؤسسات الإنسانية على حساب المساعدات المبرمجة لاستكمال بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، مع توقف تلك المساعدات من الدول المانحة، وحجز إسرائيل لأموال الضرائب، وامتناعها عن تلبية الخدمات الرئيسة في الأراضي الفلسطيني باعتبارها قوة احتلال مسؤولة عن تلبية هذه الخدمات.
وكشف منصور عن أن المبالغ التي رصدت لمساعدة الشعب الفلسطيني تصل إلى 475 مليون دولار، لمختلف وكالات الأمم المتحدة التي تعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني باستثناء وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، «الأنروا» التي تمتلك ميزانية سنوية تقدر بـ 350 مليون دولار، لافتاً إلى أن المبلغ الكلي يصل إلى تسعمائة مليون دولار لمختلف وكالات الأمم المتحدة. وأوضح منصور بأن مبلغ 475 مليون دولار يعتبر ميزانية طوارئ يأمل بأن يتم جمعها بأسرع وقت ممكن للاستفادة منها في تلبية حاجات الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الخلل القائم في إرسال الاتحاد الأوروبي لمساعدته عن طريق الآليات المؤقتة، التي استبدلت مؤسسات السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحلقة الدراسية سلطت الضوء على أهمية هذا الأمر وضرورة أن تعمل أكثر من خمسين دولة في الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على تعديل هذا الوضع. وأكد منصور أن الحلقة الدراسية سوف تسهم في ترجمة هذه التبرعات إلى مساعدات مالية ومادية على أرض الواقع.
وقال" إن ما دار في الحلقة الدراسية من نقاش، سوف يتم تدوينه في تقرير شامل سيرفع بدوره إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، بان كي مون، من أجل رفعه بعد ذلك إلى الجمعية العامة، لتسجيل هذا الفصل المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون