الأحد: 02/02/2025 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إصابة مواطن برصاص الاحتلال بحي الجابريات من مدينة جنين

فياض: الاهتمام بالتعليم ركيزةً أساسية لنهضة شعبنا وتقدمه نحو الحرية

نشر بتاريخ: 03/10/2012 ( آخر تحديث: 03/10/2012 الساعة: 15:23 )
رام الله - معا - أشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بدور المعلمين والمربين الفلسطينيين الذين حملوا على أكتافهم إصرار شعبنا على التعلم والتعليم منذ النكبة كردٍ طبيعيّ ومُباشر على الاحتلال وممارساته وسياساته، وساهموا بقوةٍ في إعداد جيلٍ يتسلحُ بالعلم والمعرفة، ويحملُ رسالة الأمل وتغيير الواقع نحو الأفضل.

وشدد فياض على أنه وبالتوازي مع رسالة المعلم الفلسطيني التي لطالما كانت مُلهمة ومُمميزة، وضعت السلطة الوطنية ركائز ومعايير أساسية لتحقيق هدفها في إحداث انطلاقةٍ نوعية في قطاع التعليم، وتطوير مخرجاته القادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع الفلسطيني من خلال التصدي لمهمة إصلاح نظام التعليم وتطوير جودته ونوعيته، وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني القادر على الانخراط بكفاءة في مجال الإبداع والتنمية والمعرفة، وتطوير قدرته على المنافسة في المجالات العلمية، وعلى التفاعل بايجابية مع التطور العلميّ والتكنولوجيّ، واضعة ًنصب أعينها ضرورة توفير "التعليم للجميع" في ظل بيئة تربوية وتعليمية تتميز بجودتها العالية لتكون محفزةً وداعمةً بكل عناصرها. هذا بالإضافة إلى مواصلة تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم، خاصةً في المناطق الريفية والنائية وعموم المناطق المُسماة (ج)، وكذلك الارتقاء بالمناهج ومعايير ووسائل التقييم، وتعزيز البحث العلمي واستخدام تكنولوجيا المعلومات، وتطوير قدرات وكفاءة العاملين في قطاع التعليم.

جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الأسبوعي الذي أفرده رئيس الوزراء حول اليوم العالمي للمُعلم الذي يُصادف يوم الجمعة القادم، وتُقيم وزارةُ التربية والتعليم، وكافة المؤسسات العاملة في قطاع التربية والتعليم فعاليات في فلسطين بهذه المناسبة.

وأشار فياض إلى أن هذه الفعالية تكتسبُ أهميةً كبيرةً في بلادنا، وقال: "إن النهوض بالعملية التعليمية والارتقاء بواقعها وأدواتها واحتياجاتها يُشكلان أولويةَ لإستراتيجية عمل السلطة الوطنية وأجندة الحكومة لتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين وتطوير قدرة مؤسساتها على تقديم أفضل الخدمات لأبناء شعبنا". وشكر فياض المعلمين والمعلمات والأسرة التربوية، وقال:"أتوجه بالشكر والتقدير للمعلمين والمعلمات، المربين والمربيات، وأسرة التربية والتعليم بكافة مكوناتها، على الجهد الحيوي والهام الذي يبذلونه لبناء جيل المستقبل والنهوض بمجمل العملية التربوية، وبنوعية التعليم وجودته، باعتبار ذلك أساس نهضة مجتمعنا وتقدمه".

وأكد رئيس الوزراء على أن الأسرة التربوية تمكنت من التقدم بخطواتٍ مُتدرجة لتحقيق هذه الأهداف، وبما يجعلها قادرةً على الانتقال إلى مرحلة النهوض الشامل بالعملية التربوية والارتقاء بالأداء المؤسسي والقدرة التنافسية للمؤسسات التعليمية. وقال: "تمكنت الأسرة التربوية، وبسرعةٍ كبيرةٍ من إعادة بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في مجال المؤسسات التعليمية، وأوقفت التدهور الذي ساد العملية التعليمية لفترةٍ ليست بقصيرة. كما نجحت، خلال الأعوام الماضية، في حماية مستقبل مئات الآلاف من الطلبة والطالبات من خلال صون وحدة النظام التعليمي في الضفة الغربية وقطاع غزة رغم واقع الانقسام الصعب والمرير وما رافقه من تحدياتٍ وصعاب ومُعيقات".

وأشار أيضاً إلى أنها تعمل بكل جديةٍ ومُثابرة لتطوير نظام الثانوية العامة الجديد لضمان الخروج به إلى حيز التنفيذ بحلول العام الدراسيّ 2013-2014، كما عملت على إعمال حق أطفالنا في التعليم وضمان وصولهم إلى مقاعد الدراسة ووضع حد للتسرب منها، مؤكداً على أن المعلم وتفانيه كان الركيزة الأساسية لتحقيق كل هذه الإنجازات.

واعتبر فياض أنه ورغم الخطوات الهامة التي تحققت، إلاّ أنه ما يزال أمام وزارة التربية والتعليم الكثير من العمل الجاد للوصول إلى ما نصبو إليه لإصلاح نظام التعليم وتطوير نوعيته وجودته، وإثراء المناهج التعليمية والتعليم اللامنهجي والارتقاء بواقع الكادر التربويّ، وتحقيق المزيد من متطلبات تأهيل المعلمين وتدريبهم وتنمية قُدراتهم، وتعزيز الاهتمام بالتعليم التقنيّ والتدريب المهنيّ، ومواكبة معطيات عصر التكنولوجيا والمعلوماتية، وقال: "رهاننا كان دائماً على الشباب وعلى الكادر التعليمي لإدراكنا العميق بأن الاهتمام بالتعليم يُشكل ركيزة نهضة الشعوب وتقدمها، والأداة الأساسية للارتقاء بالناس وقدرتهم ورفاهيتهم، وتعزيز قدرتهم على الصمود وهم يتقدمون يومياً نحو انتزاع حقهم في الحرية والكرامة في كنف دولتهم المستقلة".

وشدد رئيس الوزراء خلال حديثه على أن الوفاء للعطاء الكبير الذي يقدمه المعلمون والمعلمات ورواد العمل التربوي في فلسطين يضع الجميع أمام مسؤولياتٍ إضافية لصون الثقافة الوطنية وتعزيز قدرة أبناء شعبنا على الصمود، من خلال مواصلة العمل لضمان بناء الشخصية الكفوءة والقادرة على التحول إلى عنصرٍ منتج وفاعل في عملية البناء الديموقراطيّ والتحرر الوطنيّ، وكذلك للوصول بالخدمات التربوية والتعليمية إلى كافة أرجاء وطننا، مُشيراً إلى أن ذلك يتطلب تركيز الجهد لتوسيع البنية التحتية للمؤسسات التعليمية في القدس والأغوار، وكذلك في قطاع غزة الذي يُعاني من نقصٍ واضحٍ في عدد الغرف الصفية، والنهوض بالتعليم في القدس المُحتلة وحماية المنهاج الفلسطيني فيها من محاولة العبث الإسرائيلية بمضمونها التربويّ والوطنيّ. وحيا فياض الأسرة التربوية في القدس.

وقال: "أتوجه بتحيةٍ خاصة إلى الأسرة التربوية في القدس على نضالها العنيد لحماية التعليم الفلسطيني وعلى جهودها الكبيرة لحماية الثقافة الوطنية لأبناء المدينة .

وجدد فياض عزم السلطة الوطنية على النهوض بواقع الكادر التربوي، وقال: " أؤكدُ لكم ومن خلالكم إصرار السلطة الوطنية على حشد كل ما لديها من إمكانياتٍ وطاقاتٍ للنهوض بواقع الكادر التربويّ وتحسين ظروف عملهم، وبما يتناسبُ مع التضحيات والعطاء المُتواصل الذي يقدمونه. وسنستمر في بذل كل جهد ممكن لاستنهاض طاقات شعبنا وتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية، وفي مقدمتها الخلاص التام من نير الاحتلال وبناء دولة فلسطين المُستقلة والمُزدهرة".

وفي نهاية حديثه، توجه رئيس الوزراء إلى المعلمين والمعلمات قائلاً:" أشد على أياديكم وأحييكم على الرسالة النبيلة التي تحملونها وأنتم تُعدّون جيلاً يرسُم معنا ملامح فلسطين المستقبل، ويتحدى الصعاب والمعيقات مُتسلحاً بإرادة الأمل والتغيير، وبما يكفل استنهاض طاقات أبناء وبنات شعبنا على درب الحرية والاستقلال".