الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منظمات يهودية تستعد لإقامة الهيكل مكان الأقصى المبارك

نشر بتاريخ: 03/10/2012 ( آخر تحديث: 04/10/2012 الساعة: 00:15 )
القدس - ترجمة معا - اعتقل خلال الأيام القليلة الماضية ثمانية يهود متدينين بعد محاولتهم أداء الطقوس اليهودية والصلاة داخل حرم المسجد الأقصى، وهذا الاعتقال جاء خشية الشرطة من أن تؤدي صلاة هؤلاء إلى تفجير الموقف وانفجار أعمال "عنف" وكان من بين المعتقلين رئيس قسم الزعامة اليهودية في الليكود واحد زعماء المدرسة الدينية "يوسف حي" الكائنة بمستوطنة يتسهار "موشه بليغلين و "اليشوف شؤلو" نجل الحاخام "يوفال شرلو" الموصوف برمز الليبرالية في الحركة الصهيونية – المتدينة، ما يؤشر إلى تغيّر عميق في موقف الصهيونية المتدينة من قضية "جبل الهيكل" خلال السنوات الماضية عموما والسنة الأخيرة على وجه الخصوص، حسب تعبير موقع "هآرتس" العبري الذي أورد التحقيق اليوم الأربعاء.

ورغم الاعتقالات تصف حركات "المعبد" اليهودية هذا العام بالناجح جدا من وجهة نظرها، حيث تحول خلالها تيار "أمناء جبل الهيكل" من تيار أقلية متطرف على هامش الحركة الدينية اليهودية إلى تيار مركزي صاحب تأثير فيها حيث يتفاخر أعضاء حركات "المعبد" بالاعداد المتزايدة للحاخامات الذين رفعوا الحظر عن الصعود إلى "جبل الهيكل" ومنهم من صعد إلى الجبل بنفسه تأكيدا على رفع الحظر كما ويتفاخرون بتزايد أعداد اليهود العاديين الذين يصعدون إلى جبل الهيكل لأسباب روحية.

وشهد هذا العام أيضا أول نجاح سجله مناصرو فكرة تغيير الوضع القائم في منطقة المسجد الأقصى وذلك عبر بلورتهم ولأول مرة خطة سياسية عملية تمثلت بوادرها بمشروع القانون الذي قدمه عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني "المفدال" ارية اللداد والتصريحات التي أدلى بها علنا عضو الكنيست عن حزب الليكود "زئيف الكين" والتي دعت ولأول مرة منذ عام 1967 إلى تغيير الوضع القانوني في المسجد الأقصى وتخصيص أوقات صلاة لليهود.

وتزايدت في ظل هذه الأجواء المخاوف من تنفيذ عمليات "جباية الثمن" في المسجد الأقصى ومحيطه خاصة بعد أن صرح احد نشطاء حركة "جباية الثمن" قبل عدة أشهر لعميل "عصفور" دخل زنزانته بأنه ينوي القيام بعمل كبير في المسجد الأقصى.

وشكل الحظر الشرعي "اليهودي" خلال السنوات الماضية اكبر العقبات التي واجهت الداعين إلى تغيير الوضع القائم الحساس في المسجد الأقصى حيث اصدر الحاخامات فتاوى تحظر على اليهود الصعود الى ما يطلقون عليه اسم "جبل الهيكل" وذلك لأسباب تتعلق بشروط الطهارة التي فرضوها على اليهود المتدينين لكن السنوات الأخيرة شهدت تصدعات كثيرة في جدار الحظر الشرعي بعد أن تزايد عدد الحاخامات المحسوبين على تيار الصهيونية المتدينة الذين سمحوا بالصعود على الجبل ومنهم من صعد فعلا إلى الجبل بنفسه بعد أن اعتبروا ولسنوات طويلة منطقة الأقصى منطقة عمليات روحانية وسياسية ما يحظر على اليهود الصعود اليها.

ورغم هذه التطورات في الموقف الشرعي لا زالت الأغلبية المطلقة ومعظم حاخامات اليهود "الحرديم" المهمين تقف في المعسكر المعارض لتغيير الوضع القائم بمن فيهم حاخام "حائط المبكى والأماكن المقدسة" شموئيل رفينوفيتش والحاخام "شلومو افنر" احد المحافظين والمتمسكين بالحظر الشرعي وهناك من يحذر من اشتعال القدس والمنطقة على خلفية محاولات الصلاة في المسجد الأقصى إضافة إلى إحراق المساجد على يد عصابة "جباية الثمن" التي قد تتطور الى منظمة سرية على شاكلة التنظيم اليهودي خلال ثمانينيات القرن الماضي هدفها ضرب وتدمير الأقصى حسب تحضير الحاخام " غابي غيفرياهو ".

وكان من الصعب إخماد النار التي أشعلتها هذا العام مجموعة الحاخامات التي أجازت لليهود بالصعود للمسجد الأقصى بعد أن تحولت القضية إلى موضوع للجدل العام داخل جمهور الحركة الصهيونية المتدينة خصوصا والجمهور المتدين واليمن عموما حيث تجلى هذا الأمر بالظهور غير المسبوق للمنظمات والحركات المختصة بموضوع " جبل الهيكل " والمعبد حيث رصد أكثر من 10 منظمات بينها " أمناء جبل الهيكل" والحركة لإعادة بناء الهيكل " ونساء من اجل جبل الهيكل " وغيرها من المنظمات الجديدة التي تعمل حاليا تحت قيادة موحدة وتضم الكثير من العناصر والنشطاء.

ونجحت القيادة الجديدة بإبعاد صبغة الحركة المسيحية "التي تنتظر عودة المسيح وفقا للشريعة اليهودية " عنها وحولت نفسها إلى جهة شرعية لدرجة أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية باتت تنظم خلال السنوات الماضية رحلات مدرسية إلى منطقة " جبل الهيكل " وحل نائب رئيس الوزراء سلفان شالوم ضيف شرف على المؤتمر حركة " لجنة المبعد الأخيرة " إضافة لزيارة عدد كبير من أعضاء الكنيست للمسجد الأقصى بوصفه جبل الهيكل من وجهة نظرهم وأعرب بعضهم عن تأييده العلني لحركات "المعبد" المختلفة التي قدرت عدد اليهود المتدينين الذين سيصلون في المسجد الأقصى حتى نهاية العام الحالي بـ 15000 يهودي مقابل 9000 صلوا فيه العام الماضي ما يشير إلى تنامي واتساع الحركة واكتسابها مزيدا من " الشرعية " في الشارع والمؤسسة الرسمية والدينية الإسرائيلية.

وتعددت التفسيرات التي تناولت تغيير الموقف من قضية الصلاة في "جبل الهيكل" وتراوحت التفسيرات من صدمة الانفصال عن غزة مرورا بتغير الأجيال وصولا إلى تطورات تتعلق بالشريعة اليهودية وهناك من قال بأنه شعور الفخر والافتخار وان التغير مرتبط بالشجاعة الاخذة بالتنامي في اوساط الجمهور المتدين والابتعاد عن مشاعر الدونية مقابل حاخامات اليهود الارثوذوكس وما كان في وقت ما هامشيا بات الان يكتسب قوة الدفع اللازمة وتحول "جبل الهيكل" الى طليعة تجذب اليها جمهور الشباب حيث اعتاد كبار السن فكرة ان جبل الهيكل يعود للعرب وان علينا الانتظار بان يهبط الهيكل علينا من السماء حسب تعبير عضو الكنيست المتطرف " اللداد ".

وأخيرا نقل موقع هأرتس عن الناطق بلسان حركات المعبد "يهودا غليك" قوله "أن هدفهم القادم أن يحولوا اليهود إلى جزء طبيعي من منظر المسجد الأقصى لكن تظهر في رسالة التهنئة التي أرسلتها قيادة حركات المعبد بمناسبة العام اليهودي الجديد رسالة أكثر راديكالية "نتمنى ان تكون سنة الخلاص وان يزول الخراب ويقام الهيكل والبيت ويعود المكان نهاية الامر لسيطرة اليهود".