الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أكثر من 100 الف-الجهاد بمهرجانها: المقاومة السلمية تحايلٌ على المقاومة

نشر بتاريخ: 04/10/2012 ( آخر تحديث: 04/10/2012 الساعة: 19:48 )
غزة - معا - أكد الدكتور رمضان شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن القضية الفلسطينية تتعرض إلى تصفية حقيقية، داعيا إلى إعادة بناء المشروع الوطني، وفق إستراتيجية وطنية شاملة جامعة لتحقيق هذا المشروع.

وقال شلح في كلمة له في مهرجان الذكرى الـ31 لتأسيس الحركة والـ17 لاغتيال د.فتحي الشقاقي حضره عشرات الالاف من انصار ومؤيدي حركة الجهاد والقوى الوطنية والاسلامية في ساحة الكتيبة غرب غزة، ان التهدئة المجانية والمفتوحة خطر على المقاومة والقضية.

وأضاف شلح انه من الواضح أن المشروع الوطني الفلسطيني الذي تم تعريفه واختزاله في إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 67، عبر خيار التسوية والمفاوضات، وصل إلى طريق مسدود، بل انتهى، وفشلت التسوية فشلاً ذريعاً لا يجادل فيه أحد.

وطالب شلح بإعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني والاتفاق على ماهية هذا المشروع وفق إستراتيجية وطنية شاملة جامعة لتحقيق هذا المشروع وما عدا ذلك، فهو عبث وخداع للنفس، واعادة بنائه تتم بناء على: ما هو تعريفه؟ ما هي منطلقاته ومرجعياته؟ ما هي هويته؟ ما هي أهدافه؟ ما هي أدواته؟ ما هي مكوناته؟ ما هي مؤسساته؟ ما هو برنامجه السياسي؟ وما هي إمكاناته وتحالفاته وآفاقه؟

واضاف :" نحن كفلسطينيين نضحك على أنفسنا، بل نحن نعاقب أنفسنا قبل أن يعاقبنا الآخرون وليس الانقسام الراهن في الساحة الفلسطينية سوى أحد مظاهر هذا العقاب الذاتي، لكن العقاب الأشد هو الإصرار على مواصلة السير في الطريق الخطأ والاتجاه الخطأ، حتى غدت السياسة الفلسطينية أشبه بمشي الإنسان النائم".

|191224|

وتابع " لا شك أن الوضع الفلسطيني كله في مأزق كبير، وهو مأزق يعكس فشل المشروع الوطني- الذي اختزل فلسطين في حدود 67- في تحقيق هدفه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وليس الحل لهذا المأزق أو الخروج منه، يتم بالإصرار على التمسك بخيار المفاوضات، بعد 19 عاماً من الفشل والدوران في حلقة بل دوامة مفرغة، وليس الحل هو ما يطرحه البعض ببناء المؤسسات قبل إعلان الدولة تحت الاحتلال في حسابات السياسة الدولية وموازين الأمم، هذا كلام فارغ لا قيمة له، بل يثير السخرية لأن الدول لا تهدى بل تنتزع بالدماء والتضحيات، وليس الحل للمأزق هو الانتخابات التي تجري في ظل الاحتلال، كما هو حال الانتخابات البلدية في الضفة، فهذا يكرس الانقسام ويعمق المأزق".

واردف "ليس الحل هو التأكيد على نبذ العنف والمقصود بذلك نبذ المقاومة، أو الهروب إلى ما يسمى بالمقاومة الشعبية، التي يقصد بها المقاومة السلمية أو المدنية، وهو تحايل يراد به نبذ المقاومة المسلحة".

واكد شلح ان حركة الجهاد مع كل أشكال المقاومة، ورافضا أن يتم منع المقاومة المسلحة أو استبعادها من أجندة النضال الوطني الفلسطيني.

وقال " يمكن التوافق على تهدئة، لكن أن تصبح التهدئة المجانية والمفتوحة هي واقع الحال، فهذا خطر على المقاومة وعلى القضية، ونحن جميعا، وبكل مسؤولية، مطالبون بمراجعة هذه السياسة، أما أن تذهب ريح المقاومة بين التنسيق الأمني في الضفة، والالتزام الطوعي بوقف المقاومة بغزة، فهذا ليس من المصلحة الوطنية في شيء".

|191225|

واضاف :" ليس الحل للمأزق الفلسطيني هو التمسك بسلطة أوسلو التي أصبحت مظلة للاحتلال، وبديلا كارثياً عن المشروع الوطني، بل غدت في نظر البعض، هي المشروع الوطني، وليس الحل هو احتكار منظمة التحرير، والتهرب من إعادة بنائها، والقول بأنها لا تقبل القسمة على اثنين، في حين أنها يجب أن تسع كل أبناء وقوى الشعب الفلسطيني لتكون الإطار الجامع والممثل للجميع بحق، وليس الحل هو اختزال القضية الوطنية في المصالحة، حتى إذا ما تعطلت لأي سبب، تعطل كل شيء وبقى المجموع الفلسطيني يعاني الركود والشلل في انتظار المجهول".

وأكد أن الحل هو أن نعيد بناء المشروع الوطني الفلسطيني ليعود كما بدأ منذ بدايات النضال الفلسطيني، لنرفع سقف مطالب هذا المشروع ليرتقي إلى مستوى الحق الفلسطيني ويعبر عنه، وبالتالي يعود المشروع الوطني الفلسطيني كما بدأ منذ النكبة هو "كل فلسطين"، وليس الضفة وغزة.

كما تحدث شلح عن المنطقة وما تشهده من ثورات وأحداث ، وقال :"أمام ما تشهده المنطقة من ثورات وأحداث يبدو ما يسمى بالربيع العربي وكأنه سلاح ذو حدين تجاه فلسطين: الأول سلبي، ويتمثل في الانشغال عن فلسطين بما يعطي فرصة لإسرائيل أن تفعل ما تريد، وأن تمرر كل مخططاتها العدوانية وتفرض وقائع جديدة على الأرض، أما الحد الثاني والإيجابي فهو نافذة الأمل التي تفتحها ثورات الشعوب لدعم وإسناد قضية فلسطين".

وقال " واضح أن فلسطين في أحسن الأحوال مؤجلة، ولا نقول أسقطت من جدول أعمال الأنظمة والحكومات الجديدة التي أوصلها الربيع العربي إلى سدة الحكم، متسائل إلى متى هذا التأجيل؟ إلى أن تبتلع إسرائيل آخر متر من الأرض وتهود آخر شبر في القدس، فلا يجد العرب والمسلمون شيئاً يدافعون عنه ؟!

وتابع :" نحن لا نتوقع ولا نطالب أحداً بأن يخوض غداً حرباً ضد إسرائيل من أجل فلسطين، وإن كان هذا واجباً، لكننا نقول إن بإمكانكم خوض معركة سياسية من أجل القدس والمسجد الأقصى، الذي يوشك على السقوط بسبب الحفريات من تحته ليبنوا مكانه الهيكل المزعوم".

واردف:" لا يجوز لحاكم عربي أو مسلم ولا للشعوب أن يصمتوا أمام اقتحام الجماعات اليهودية المسجد الأقصى للصلاة فيه، إنهم يخططون لقسمته للصلاة فيه، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي بالخليل".

أما عن استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، في زمن الثورات العربية، قال :" هذا أمر يتعلق بالشقيقة مصر، فالوضع للأسف، وبكلمة واحدة، ليس أحسن حالاً مما كان قبل الثورة، إن لم يكن في بعض الأمور، أصعب أو أسوأ، كما عبر بعض الأخوة المسؤولين في سلطة غزة".

وبين شلح أن الجهاد الإسلامي لا تريد أن تحمل أحداً أو بلداً ما لا يطيق، ونعرف أن التركة التي ورثوها من أنظمة الاستبداد ثقيلة وثقيلة جداً، لكننا نذكر أنظمة الربيع العربي أنهم إن أغفلوا فلسطين أو ناموا عنها، فسيأتي اليوم الذي نرى فيه الجماهير التي انتفضت مطالبة بحريتها على حد قوله.

في الموضوع السوري قال :"إن ما يجري في سوريا يدمي القلب لكن أي مراقب لهذا النزيف المؤلم والجرح المفتوح، يدرك أن طريق الحسم العسكري في أي اتجاه مغلق، وأن لا مخرج من هذه المحنة إلا الحل السياسي الذي يحقن الدماء، ويلبي مطالب وطموحات الشعب السوري بالحرية والكرامة، ويحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن استمرار دعمها وإسنادها للمقاومة وفلسطين".

من جهته أعلن القيادي في الجهاد الإسلامي محمد الحرازين أن عدد حضور المهرجان فاق الـ 100 ألف، منوها إلى أن المكان أُعد بشكلٍ كامل لاستيعاب هذه الحشود.

ولفت إلى أن كافة القوى الوطنية والإسلامية حاضرة بتمثيلٍ من قيادة الصف الأول فيها، علاوةً على مشاركة الأسرى المحررين، وكبار الشخصيات الاعتبارية، والعلماء، والدعاة، والمثقفين، والمسؤولين.

وأشار الحرازين إلى أن المهرجان يحمل رسالة نصرة من هذه الجماهير الزاحفة لسيد الأولين والآخرين محمد الذي يُهاجم من قبل سفهاء الغرب.

وأضاف:" أن من أهم ما يحمله المهرجان رسالة الحب والتسامح والوحدة بين أطياف الشعب الفلسطيني، وأيضاً رسالة التحدي للاحتلال المجرم، ورسالة أخرى تحمل في طياتها الوفاء للشهيد الكبير (أبو إبراهيم) فتحي الشقاقي، ورسالة الاستمرار والاستقامة على النهج الذي حمله الأمين العام الدكتور رمضان عبد الله شلَّح".

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "أبو أحمد":" اليوم الشعب الفلسطيني يجدد دعمه لخيار الجهاد والمقاومة، وأن هذا الخيار هو الوحيد القادر على استرجاع الحقوق المغتصبة، وتحرير المقدسات، وطرد العدو الصهيوني من أرضنا إلى غير رجعة، وهذا يوم للاستفتاء الجماهيري على المقاومة، وتأكيد شرعيتها المستمدة من شرعية حقنا في أرضنا، لاسيما في ظل المخططات الهادفة إلى بيع الأرض وتهويد القدس وإسقاط الحقوق والثوابت الوطنية".

وتابع:" ان سرايا القدس غدت قوةً حقيقة على الأرض، وبإمكانها التصدي لمخططات الإجرامية بحق شعبنا، ولديها من الإمكانات البشرية والقتالية ما يؤهلها لأن تقوم بهذا الدور بامتياز".