أمريكا تساند تركيا وتأمل ألا يتصاعد نزاع سوريا
نشر بتاريخ: 05/10/2012 ( آخر تحديث: 06/10/2012 الساعة: 11:19 )
القدس- معا- عبَّرت الولايات المتحدة يوم الخميس عن أملها ألا يتصاعد الاشتباك الحدودي بين تركيا وسوريا ولكنها ساندت حق حليفتها في حلف شمال الأطلسي في الدفاع عن نفسها من العدوان اذا اتسع نطاق الصراع الداخلي المسلح في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إنها ترى أن رد تركيا على إطلاق قذيفة مورتر من سوريا على أراضيها كان ملائما ومتناسبا ويهدف لردع أي انتهاكات أخرى لسيادتها.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل للصحفيين بحسب "رويترز": "نأمل ألا يتصاعد هذا إلى صراع أوسع ونأمل بتهدئة الموقف."
واضاف ليتل قوله ان الولايات المتحدة ألقت اللوم على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ليتل "إننا غاضبون من أفعال الحكومة السورية على الحدود التركية. ونقف إلى جانب حلفائنا الأتراك."
وكثفت تركيا قصفها المدفعي الانتقامي لبلدة سورية حدودية يوم الخميس متسببة في مقتل عدة جنود سوريين ووافق البرلمان التركي على القيام بمزيد من التحرك العسكري اذا تجاوز الصراع السوري الحدود مجددا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند للصحفيين في مؤتمرها الصحفي اليومي "نعرف أن تركيا ردت. سمح البرلمان التركي أيضا للحكومة بالرد مجددا إذا ما تكررت مثل هذه الانتهاكات للسيادة التركية."
وأضافت "في رأينا كان الرد الذي قامت به تركيا ملائما واستهدف أيضا تعزيز التأثير الرادع حتى لا تحدث مثل هذه الأشياء مرة أخرى كما كان الرد متناسبا."
واعتذرت سوريا عبر الأمم المتحدة يوم الخميس عن قذيفة المورتر التي قتلت خمسة مدنيين في جنوب شرق تركيا يوم الأربعاء. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتالاي ان سوريا قالت إن ذلك لن يتكرر.
وكان الهجوم أخطر تصعيد للتوترات بين الجارين منذ أسقطت القوات السورية طائرة مقاتلة تركية في يونيو حزيران. وأبرز ذلك المخاطر المتزايدة لصراع أوسع مع استمرار حملة الأسد على المعارضين المسلحين.
وحذت الولايات المتحدة حذو أعضاء آخرين في حلف شمال الاطلسي في التعبير عن التضامن مع تركيا بعد ان طلبت تركيا عقد اجتماع في وقت متأخر من الليل لمناقشة الهجوم.
وقال بولنت علي رضا مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "حلفاء تركيا ابتداء من الولايات المتحدة تعهدوا شفويا بالاطاحة بالأسد لكنهم لا يؤيدون اتخاذ الخطوات الإضافية التي تريد تركيا أن تراها."
واضاف قوله "احتمال ان ترسل تركيا قوات عبر الحدود بأعداد كبيرة يبدو بعيدا للغاية. وتركيا تجد بالفعل نفسها رغم كل كلمات التأييد معزولة وتحت ضغط."
وأكد مسؤولون أمريكيون ان تركيا شريك رئيسي للولايات المتحدة في سعيهم الى حشد رد دولي منسق على الازمة السورية.
وتحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو يوم الأربعاء وتعهدت بمساندة أمريكية لتركيا في حلف الأطلسي وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال البنتاجون ان وزير الدفاع ليون بانيتا لم يجر اتصالات مع المسؤولين الأتراك ولم يفعل ذلك أيضا الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الامريكية.
وقد يكون هذا مؤشرا على ان الولايات المتحدة لا تستعد لصراع عسكري أوسع من جراء حادث القصف الحدودي.
وقال ليتل "الوزير لم يجر اتصالا مع احد من المسؤولين الأتراك لكننا نحترم قطعا الحق الثابت في الدفاع عن النفس الذي أظهرته تركيا."
وقال هنري باركي خبير شؤون تركيا في جامعة ليهاي في بنسلفانيا ان الرد الأمريكي المحسوب هو إشارة الى تركيا أن تستمر في انتهاج سياستها الحالية بشأن سوريا مع ان هذا قد يتبين على نحو متزايد انه صعب اذا استمر العنف في الانتشار عبر حدود البلدين التي تمتد مسافة 911 كيلومترا.
وقال باركي "هذا الحادث إذا تكرر في المستقبل فسيؤدي إلى زيادة مطالب تركيا منا. سيقولون تعرضنا للهجوم وحلفاؤنا لم يفعلوا لنا شيئا."
واضاف قوله "أعتقد أننا جميعا لا الأتراك وحدهم سيتعين علينا انتهاج سياسة جديدة تأخذ في الحسبان أن هذه الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر عاما آخر أو نحو ذلك. وسيتعين علينا جميعا أن نتكيف مع هذا الوضع."
(رويترز)