الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشقيقان تحسين الحمساوي وحمادة الفتحاوي جمعهما سرير الشفاء وفرقتهما الخلافات السياسة

نشر بتاريخ: 09/02/2007 ( آخر تحديث: 09/02/2007 الساعة: 18:50 )
غزة - معا - كتب أحمد عودة- غزة الحزينة.. عندما يكون الجرح بالكف فلا بد لك إلا أن تداويه .....الشقيقان تحسين و حمادة العطل فرقتهما السياسة و جمعتهما آسرة الشفاء و الجراح فكان الجرح واحدا و كان الرصاص "نيرانا صديقة" .

تحسين "الحمساوي الانتماء" في العشرينات من العمر الذي يدرس الحاسوب بالجامعة والذي ينحدر من مخيم جباليا و حمادة الفتحاوي الهوى الضابط في جهاز الأمن الوقائي يقيمان تحت سقف واحد تربيا معا .

كان حجم الجراح يدلل على حجم المأساة كيف لا وقد عم الاقتتال شوارع غزة فغزة الصغيرة و مساكنها الكثيرة و المتلاصقة هذه المدينة التي لايزيد عرضها عن ثلاثة كيلومترات من بحرها إلى أسلاكها الكل جيران و لايوجد بيت فيها إلا يجتمع تحت سقفه الفتحاويون و الحمساويون فهل عاد قابيل و هابيل مرة أخرى للحياة .

ذهبنا للمستشفي فوجدنا تحسين و حمادة يرقدان على سرير الشفاء في نفس الغرفة و يأتي أنصار حماس ليعاودوا تحسين و أنصار فتح ليعاودواا حمادة الذي أصيب بعيار ناري افقده احدى عينيه.

يروي تحسين الحمساوي ماجري " بعد صلاة يوم الجمعة في بداية الإحداث الداخلية سمعت أن منزل خالي منصور شلايل محاصر فتوجهت للمكان و في الطريق قبل وصولي إلي منزل خالي أصبت بعيار ناري في بطني وكنت قبل الإصابة اسأل عن أخي حمادة الذي كان عند خالي شلايل و اتصلت به لأخبره بمغادرة المنزل لأنه سيتم محاصرته و لكن اشتدت الاشتباكات حول منزل خالي و لم يتمكن من الخروج.

و يقول تحسين "لا اعلم من أطلق علي النار و ما جري هي أحداث مؤسفة لن ترضي احدا و لن يربح فيها احد سوى الاحتلال.

و دعا تحسين و هو على سرير الشفاء أن يتفق وفداي حماس و فتح في مكة و ألا يعودوا الاباتفاق و إن يتم حل جميع الخلافات السياسية بالحوار و عدم الاحتكام إلى الشارع أو إلى استخدام السلاح .

و قال تحسين" إنني زعلان جدا على أخي الذي أصيب صحيح هو فتح و أنا حماس بس هو اخوي و إحنا دايما داخل البيت نتناقش بالكلام و بس.

و يضيف تحسين إن من قتلوا بالأحداث الداخلية كانوا من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني و من الذين لم يتمكن الاحتلال من الوصول لهم و لكن للأسف لم يطلهم الاحتلال و طالهم الاقتتال و لم نتمكن من الحديث إلى حمادة الذي نقل للعلاج في مصر بسبب افتقاده لأحدى عينيه

والد حمادة و تحسين كان جالسا و هو في حالة من الجراح و الغضب يقول الحاج الذي يبلغ من العمر 47 عاما و لديه من الأبناء 12 ستة أولاد و ست بنات " حسبنا الله و نعم الوكيل على اللي كان السبب في الخلافات فاني في بيتي حماس و فتح و لايوجد خلاف و لقد سمحت لهم بحمل البندقية لتكون ضد الاحتلال "

و ألقى اللوم علي قيادتي حماس و فتح لأنهم لعبوا بدماء أولاده و هدد الحاج العطل بأنه إذا استمرت الأحداث الداخلية سيرفض بقاء أولاده في حماس و فتح لأنه لن يسمح بان يقتلوا بعضهم بعضا ويذكر الحاج كيف كان حمادة الفتحاوي يضع وسادة على فراش أخيه تحسين عندما كان يخرج للمقاومة ويغطي عليه.