قل كلمتك وأمض.. يا محمود

بقلم : بدر مكي

كالعادة.. تتجه الأنظار العالم إلى كلاسيكو اسبانيا بين الريال والبرشا.. وفي فلسطين.. سيكون الاهتمام من نوع آخر.. هناك في الكامب نو.. سيكون الجندي شاليط.. وعلى النقيض منه.. سيكون الاسطورة السرسك.. أو هكذا يبدو.. ان محمود الفلسطيني.. سيتواجد.. يحمل كوفية وعلم.. وأماني أحد عشر مليوناً من أبناء شعبه.. بينهم ستة آلاف من أقرانه المعتقلين..

شاليط.. الذي اعتقد انه في نزهة.. في غزة.. الدبابة لم تنفعه ولكن غزة الأبية.. ابتلعته.. لخمس سنين.. ووجد معاملة انسانية.. كونه اسير حرب.. في حين ان السرسك.. واجه جلاداً.. لثلاث سنوات في الغياهب.. وست وتسعين يوما من الاضراب عن الطعام.. وواجه معاملة المقاتل غير الشرعي في عرف الاحتلال.. وتعرض لشتى أنواع التعذيب النفسي.. وغياب الطعام والماء.. رفضاً لاجراءات الطارئين على هذه الأرض.

فليذهب.. شاليط إلى برشلونة.. وليعلم العالم حقيقة.. اولئك الجنود في «الرصاص المصبوب» قتلوا الاطفال.. ودمروا المدارس.. منعوا الهواء والدواء عن أبناء شعبنا.. رغم الآلة الاعلامية.. ولكن الجلاد.. سيبقى جلاداً.. لن يكون لقاء أو مصافحة.. وهل يستوي القاتل والضحية.. أو السجين والسجان.. ولكن لماذا نغيب عن التواجد في أرض الاندلس.. إذا ما قرر السرسك أن لا يذهب قسراً.. إنها فرصة لتسليط الضوء على أرض الواقع على معانيات أبناء شعبنا وخاصة الحركة الأسيرة.. التي تناضل وتجاهد في سبيل رفع ظلم الجلاد.. إنها دعاية إعلامية بامتياز.. أمام مائة ألف في المدرجات.. ومليار على الشاشات.
هل يستوي ذاك السرسك.. الذي اعتقل على الحاجز اللعين.. وفي حقيبته حذاءه وملابسه الرياضية.. قاصداً اخوته في مخيم بلاطة للعب هناك.. مع ذاك اللعين وسلاحه مصوب نحو الأطفال في غزة.. بنية القتل والتدمير!!

انتصر لنا ولك.. يا محمود.. واذهب.. ولا تسأل عن البعض يطل علينا في قالب التخوين والتطبيع.. اذهب.. فأنت الآن حر.. حر.. وحر.
محمود.. ابن مخيم الصمود في رفح.. سيتحدث بلغة الواثق.. ان هذا الشعب.. يريد أن يعيش بكرامة فوق أرضه.. وعلى الذي جاء إلينا غازياً.. ان نعود ادراجه.. إلى حيث شاء.. ولكن إلى فلسطين.. لا.. ومليون لا.. هذه حقيقة ساطعة.. وما بدلنا تبديلا.

انه كلاسيكو من نوع آخر.. بين الفلسطيني المتجذر في أرضه.. الفلسطيني المؤمن بتعاليم الياسر والياسين والشقاقي.. وذاك الطارئ القادم إليها بحجج واهية.. اذهب يا محمود.. وقل كلمتك وامض.. ولا تحزن فنحن معك.. ومن يجرؤ على المساس بالاسطورة الحية.. لا شيء يكسرنا.. وسجل في المرمى.. انك صاحب الارض.. جذورها قبل الزمان.. وانت صاحب المكان.. وحدك.. وانتصر لرأيك. واذهب.. ونحن معك.