الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنين- ورشة عمل حول انجازات ونتائج مشاريع منفذة في مجال تعزيز الامن

نشر بتاريخ: 07/10/2012 ( آخر تحديث: 07/10/2012 الساعة: 17:03 )
جنين - معا - اكد المهندس وليد عساف وزير الزراعه ان البحث العلمي اساس لأية عملية تنموية بما فيها التنمية الزراعية جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان " انجازات ونتائج المشاريع المنفذة في مجال تعزيز الامن الغذائي في فلسطين" نظمها المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "ايكاردا" بحضور ممثلي مؤسسات المجتمع المدني العاملة في القطاع الزراعي.

وقال عساف في كلمته "إدراكاً من وزارة الزراعه لأهمية البحث العلمي، فقد عملت على تخصيص نسبة هامة من موازنة الوزارة لصالح المركز الوطني للبحوث الزراعية، وذلك لتحسين مستوى الأداء".

وقال "إن تطوير البحث العلمي بحاجة لميزانيات، وإنصاف الكادر العامل في المركز"، ووعد بأن يعمل بتطبيق كادر الجامعات الفلسطينية، على كادر الباحثين في المركز، وقال "بدون أن يحصل الباحث على حقه لا يمكننا أن نطالبه بالإبداع"، مشددا على أن الباحثين في المركز لا يحصلون على حوافز حقيقية حتى الآن.

عن أهمية البحث العلمي قال "إن تخلف أو تقدم الأمم يقاس بمستوى البحث العلمي، وفي قطاع الزراعة البحث يساهم بتطوير كفاءة الإنتاج، ويساهم بتقليل التكلفة، وذلك لتعزيز القدرة التنافسية للإنتاج الفلسطيني في الأسواق".

وأضاف "بدون أن يكون لدينا إنتاج بمواصفات عالية، وأسعار معقولة فإن القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني معرضان للدمار".

وعرض عساف واقع الزراعة في العديد من القطاعات، حيث قال "إن انخفاض معدل الانتاج، وتدني جودة المنتج، وارتفاع التكاليف الزراعية تسببت في اختفاء بعض اصناف الزراعه مما يهدد بتدمير قطاع الزراعة".

وطالب بحمايية قطاع الثروة الحيوانية، وذلك بالبحث عن أساليب لتقليل تكلفة الأعلاف، ووعد بإعطاء اولوية لأي بحث علمي واقعي في مجال تقليل تكاليف الأعلاف.

وقال "إن ما تمر به البلاد من جفاف، وتدني معدل سقوط الأمطار، وارتفاع معدل درجات الحرارة، أسباب تستدعي من الباحثين ابتداع أساليب بحثية لتطوير أصناف قادرة على العيش في هذه الظروف".

وأشار إلى أن الوزارة تبني آمالاً على المركز الوطني للبحوث الزراعية، وبدأت البحث في إعادة هيكلية المركز، وإعادة دراسة توزيع الموارد المالية الواردة للقطاع الزراعي، وذلك لتوجيه جزء من هذه الموارد لصالح تطوير أبحاث علمية تساهم في تأمين أصناف قادرة على العيش في الظروف البيئية الجديدة، وتوفر إنتاج قادر على المنافسة.

وقال إن دعم البحث الزراعي التطبيقي هي احد استراتيجيات وزارة الزراعة، وأولوية قصوى بالنسبة له شخصيا.

وثمن الوزير دور ايكاردا المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ( إبكاردا)، على تعاونه مع المركز الوطني في مجال إجراء البحوث الزراعية.

كما شكر الممولين للبحوث التي يتم نقاشها في الورشة، وخص بالشكر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والحكومة الهولندية، ومؤسسة جايكا اليابانية، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتطرق الوزير عساف لخطة وزارة الزراعة فيما يتعلق بالرقابة على جودة زيت الزيتون، حيث قال "سنعمل على مراقبة عمل المعاصر خلال الموسم الحالي، وسيتم أخذ عينات من الزيت، والجفت، والزيبار النتاج، على أربع مراحل، للتأكد من مطابقة المنتج مع المواصفات الفلسطينية والعالمية، وذلك لضمان جودة زيت الزيتون في الأسواق".

مدير عام المركز الدكتور محمد أبو عيد رحب بالحضور، وتحدث عن مساهمة المركز في النهوض بقطاع الزراعة في شتى المجالات، من خلال ادخال العديد من التقنيات الزراعية الحديثة الى فلسطين.

وتطرق إلى توجه المركز في الفترة القادمة لتنفيذ أبحاث من شأنها أن تساهم نهوض بقطاع المحاصيل الحقلية، من خلال إدخال العديد من السلالات المحسنة.

وقال "قطعنا شوطاً في هذا المجال، ويجري الآن تطوير أصناف قادرة على تحمل الظروف الجوية، وهذه التجارب يتم تقييمها بشكل مستمر، لضمان الوصول لأفضل النتائج".

وأشار إلى ادخال التقنيات الحديثة كالزراعة الحافظة، والتي أثبتت جدواها في دول الجوار.

وعن الشراكة مع إيكاردا قال أبو عيد إن الشراكة مع إيكاردا تشعبت لتشمل تطوير تقنيات في مجالات مختلفة، منها تطوير وتحسين أصناف من المحاصيل الحقلية القادرة على العيش في الظروف الجوية الحالية، وكذلك تطوير استخدام المياه الرمادية بطريقة آمنة، وبحوث أخرى أحدثت تطور واضح في الإنتاج. ومن بين هذه البحوث إعادة زراعة البطيخ البلدي.

وأشار إلى وجود خمسة عشر صنف من البطيخ يجري العمل عليها، وقد بدأ الانتاج الحقيقي، والنتائج كانت مشجعة.

وأشاد أبو عيد بجهود زملائه الباحثين في المركز، واعتبر نجاح المركز في تحقيق النتائج متوقف على الجهود التي يبذلها الباحثون في المركز.

وأشاد بالشراكة مع إيكاردا، وتمنى أن تستمر هذه العلاقة في مجال البحث العلمي.

وتطرق الدكتور عبد الله العمري المنسق الوطني لايكاردا في فلسطين للدور الذي تلعبه ايكاردا بالنهوض بقطاع الزراعة في فلسطين، من خلال العلاقة الوثيقة والمميزة بين ايكاردا ووزارة الزراعة، ممثلة بالمركز الوطني للبحوث.

وأشار إلى أن العلاقة بدأت من خلال تدريب المهندسين الزارعين، وتطورت إلى نقل العديد من الخبرات، وتسخير نتائج البحوث المنفذة في ايكاردا لخدمة قطاع الزراعة الجافة في فلسطين.

وقال إن هدف إيكاردا الرئيس تطوير الزراعة في المناطق الجافة، في الدول التي تحتاج هذه البحوث، وجاء نشاط إيكاردا لملاءمة ظروف الزراعة لأهداف وشروط إيكاردا في تطوير الزراعات في المناطق الجافة.

وأشاد العمري بدور مؤسسات المجتمع المدني، خاصة التي تعنى بالزراعة، واعتبر تعاون بعض الجميعات مع المشاريع المنفذة سبباً رئيسياً في نجاح المشاريع.

وفي عرضه أشار الدكتور عبد الله العمري إلى أن النتائج التي توصل لها بخصوص مشروع زيادة وانتاجية واستدامة المحاصيل البعلية، وتحسين كفاءة نظام انتاج البذور في فلسطين، قد ساهمت بتحسن واضضح في مستوى الانتاحية، مما يعزز قيمة البحث الذي يقوم به. هذا مع العلم أن البحث ممول من قبل الحكومة الهولندية.

وقال لقد تضمن البحث ادخال العديد من السلالات المحسنة من القمح، والشعير، والعدس، والحمص إلى فلسطين، وأن هذه الأصناف والسلالات خضغت لسلسلة من عمليات التقييم تحت الظروف المحلية، وأن العديد من تلك الاصناف قد أعطى نتائج مبشرة من حيث زيادة معدل الانتاج، وهذه الأصناف الآن في مرحلة التقييم النهائي، والاكثار، وقال إن المستفيد النهائي من هذا المشروع المزارعون.

المهندس سامح جرار عرض تاريخ عمل وتأسيس وحدة الأصول الوراثية، وأشار إلى أنها أنشئت في 2011 ضمن نشاطات المشروع، وقال إن الوحدة زودت بالأجهزة الضرورية للقيام بالمهام المناط بها.

وبين المهندس جرار أن الوحدة قد قامت بجمع ما يزيد عن 750 عينة من مختلف مناطق في فلسطين، وقال يتم تخزينها في ثلاث مستويات، طويل المدى، ويستمر حفظ العينات لعشرين سنة في ظروف مناخية مناسبة، ويتم حفظ 150 غم من السلالة، وتخزين متوسط المدى لعشر سنوات، حيث يتم الاحتفاظ بعشر كيلو غرام من الصصنف، فيما التخزين قصير المدى فيكون للموسم الزراعي، وقال لكل مدى ظروفه التي تناسبه. وبخصوص التخزين طويل المدى يتم حفظ عينتين منها، واحدة هنا، وأخرى ترسل إلأى إيكاردا.


وتحدث الدكتور عزيز البرغوثي عن مشروع تأسيس مشاريع اكثار بذار مجتمعي غير رسمية للحفاظ على السلالات المحلية من المحاصيل الحقلية، وهذا مشروع ممول من قبل الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واضاف ان المشروع يضم العديد من المكونات اهمها الحفاظ على السلالات المحلية للقمح و الشعير من خطر الاندثار، من خلال تأسيس نظام اكثار بذار غير رسمية للسلالات المحلية، وتحسين انتاجية السلالات المحلية من خلال انتخاب الأفضل منها، وإكثارها.

وقال هذا الأمر يتم من خلال انتخاب البذورر المحسنة، قد تم تحسين انتاجية بعض السلالات المحلية للقمح من البذار والقش بحيث زادت الانتجاية بنسبة تصل إلى 20%.

كما نوه الى انه قد تم جمع العديد من السلالات المحلية، التي كانت في طريقها الى الاندثار نتيجة استبدال المزارعين لها بالاصناف المدخلة.

واوضح المهندس ناصر العبادي انه و ضمن نشاطات المشروع ذاته قد تم تاسيس ثلاث مجمعات لاكثار البذار في ثلاث محافظات، هي رام الله، جنين، طوباس.

وقال لقد تم استخدام أسلوب المدارس الحقلية في تقليل التقنيات الحديثة للمزارعين، وهي مدارس غير رسمية، حيث تم تدريب المزارعين على آليات التخزين والتطوير، وذلك بالشراكة مع العديد من المؤسسات والجمعيات العاملة في الزراعة، والهدف إنشاء بنك بذار مجتمعي، والتي تمكنت الموسم الماضي بانتاج 35 طن من البذار. حيث سيتم زراعة هذه الكمية من قبل مزارعين آخرين، بما يساهم بتحسين الإنتاج والحفاظ على الأصول الجيدة.

وأشارت المهندسة نهاوند سوقية إلى نجاح تجاربة الاستخدام الآمن للمياه المعالجة الرمادية، وبينت أن التجارب التي أجريت في هذا المجال، تضمنت بناء تسعة وحدات معالجة مياه رمادية في المنازل، وأثبتت الطريقة جدواها.

وأشارت إلى إمكانية تطوير هذا النموذج بإشراف من قبل مختصين، وذلك بصورة تساهم بزيادة الانتاجية من جهة، والحفاظ على الموارد المائية المحدودة أصلاً. والمشروع ينفذ بالتعاون مع ايكاردا في محافظتي طوباس وجنين، وقد تم استخدم المياه المعالجة في الزراعة المنزلية ضمن شروط، وبإشراف المركز الوطني للبحوث الزراعية مما ساهم في دعم الأسر الزراعية، وقالت إن تطوير المشروع من شأنه أن يساهم بتوفير مصدر للمياه البديلة الصالحة للزراعة.

وبين المهندس شاهر الخالدي دور المركز الوطني وايكاردا في جمع العديد من سلالات البطيخ المحلي التي كادت أن تختفي من فلسطين، وقال إن الجهود التي بذلت ساهمت بإعادة زراعة البطيخ في محافظة جنين، من خلال ادخال تقنية تطعيم البطيخ على أصول متحملة لأمراض التربة، وأشار إلى أن النتائج للمشروع كانت مبشرة، وقد ساهمت بزيادة المساحة المزروعة، وبتحقيق زيادة في انتاجية المزارع.

وعرض الدكتور ناصر الشولي مبادرة المياه وتحسين مستوى المعيشة، وهي مشروع ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، بإشراف ايكارد. وقال إن فلسطين واحدة من سبع دول تنفذ فيها المبادرة تشمل سبع دول، والمبادرة تهدف تعظيم انتاجية وحدة المياه المستخدمة في الزراعة، من خلال استخدام تقنيات لحصاد الماء، أو زراعة انواع متحملة للجفاف، وبما يتلائم مع ظروف المنطقة، وأشار إلى أن هذه البحوث تتم لمواجهة النقص الحاصل في المياه من مختلف المصادر، سواء على المستوى المحلي أو المحيط.

وتطرق الدكتور جهاد بني عودة إلى تقنية تصنيع الكومبوست، وهو السماد الطبيعي، وبين أن اللجوء لبديل طبيعي للسماد الكيماوي له عدة مزايا، فمن جهة يساهم بإعادة استخدم مليون وست مئة ألف طن من المخلفات النباية، التي تتلف بصورة تساهم بتلوث البيئة.

وقال إن إعادة استخدامها يساهم بالحفاظ على البيئة من جهة، ويساهم بتوفير مالي جيد، ويشكل بديل للكيماويات، كما أنه يحقق شروط العديد من المنظمات الصحية التي تنحى باتجاه الزراعات العضوية. وذا المشروع ممول من قبل الحكومة الهولندية، ويوفر تدريب للمزارعين على كيفية تجهيز الكومبوست، ويرشدهم لأهمية استخدام المخلفات الزراعية لتصنيع مادة عضوبة تستخدم كسماد وتساهم في تحسين خواص التربة.

هذا وشهدت الورشة نقاشات شارك فيها عدد من الباحثين، والمهندسين الزراعيين، كما شارك في النقاشات التي شهدتها قاعة الورشة مزارعون مستشارون في برامج ومشاريع المركز، وهم أحد المدخلات التي ستهم بنجاح المشاريع.

هذا وحضر الورشة عدد من المسؤولين من وزارة الزراعة، ونائب محافظ جنين عبد الله بركات، وعدد من ممثلي المؤسسات والجهات المانحة للمشاريع التي عرضت في الورشة.