مؤتمر التراث الشعبي في النجاح يوصي بالإهتمام بالتراث الشعبي
نشر بتاريخ: 09/10/2012 ( آخر تحديث: 09/10/2012 الساعة: 13:07 )
نابلس- معا- أوصى المشاركون في مؤتمر العلمي الفني الفلسطيني الرابع الفن والتراث الشعبي الفلسطيني، الذي عقدته كلية الفنون الجملية في جامعة النجاح الوطنية هذا العام بعنوان" الزي الشعبي" بتكثيف الإهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني باعتباره مكوناً رئيسياً من مكونات الهوية الوطنية، والتركيز على تحليل عناصر التراث جنباً الى جنب مع جمع هذا التراث، وتخصيص مساقات في التراث الشعبي بشكل أوسع في دراسات اللغة العربية والانثروبولوجيا (الآثار والتاريخ) والفنون الجميلة، والحرص على دمج التراث الفلسطيني بين مكونات المجتمع الفلسطيني في أماكن تواجده كافة.
وعقد في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز، والمعهد الكوري الفلسطيني المتميز لتكنولوجيا المعلومات برعاية الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وبدعم من وزارة الثقافة.
وحضر حفل الإفتتاح الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، والسيدة سهام البرغوثي، وزيرة الثقافة، والسيد ابراهيم الحافي، مدير عام محافظات الشمال في وزارة السياحة ممثلا عن وزيرة السياحة والدكتور حسن نعيرات، عميد كلية الفنون الجميلة، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأعضاء اللجنة التحضيرية، وطلبة الكلية وعدد كبير من المدعوين.
وألقى الدكتور حسن نعيرات كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر رحب فيها بالحضور والمشاركين في فعاليات المؤتمر الرابع حول الفن والتراث الشعبي الفلسطيني والذي أصبح عرفاً سنوياً يتم عقده كل عام متزامناً مع يوم التراث الشعبي الفلسطيني الذي تحييه وزارة الثقافة.
وأضاف نعيرات أن هذا المؤتمر يهدف إلى ترسيخ الهوية الوطنية وتبيان الاخطار التي تهددها وتحاول تدميرها وتزويرها وسرقتها، ومن أجل ذلك لا بد لنا من توعية الأجيال الشابة إلى أهمية التراث بكافة أنواعه والتعريف به وخصوصاً عن طريق دور العلم سواء في المدارس أو الجامعات من أجل وقف هذه الممارسات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد د.ن عيرات أن المحافظة على هذا التراث والثقافة والفن مسؤولية وطنية وقومية وقد حرصت جامعة النجاح الوطنية ووزارة الثقافة ووزارة السياحة على تحمل هذه المسؤولية حيث أنشأت الجامعة في حرمها متحفاً تراثياً احتوى على المئات من القطع التراثية الفلسطينية بعد أن كانت مهددة بالضياع والانقراض.
ورحب أ.د.حمد الله بكلمته بالحضور والمشاركين في المؤتمر، وأضاف يأتي إنعقاد هذا المؤتمر تواصلا مع مؤتمرات ثلاثة خلت في السنوات السابقة، لأن الاهتمام بالتراث والفن الشعبي يؤكد اهتمامنا بهويتنا وثقافتنا، ولأن التراث الفلسطيني وعلى مدى عشرات السنين يتعرض الى الكثير من محاولات التحريف والطمس أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من أي شعب تتجه العوامل والظروف التي يمر بها شعبنا، سواء كان هذا التراث مادياً أو معنوياً.
وأضاف د.حمد الله أنه وحتى نقلل من الأخطار فمن واجب الجميع وعلى الصعيدين الرسمي وغير الرسمي العمل ضمن خطة مدروسة ومنهج دقيق من أجل حماية هذا التراث الذي يعتبره كل فلسطيني غيور إرثاً حضارياً وإنسانياً وأممياً لفلسطين والعرب والشعوب الإسلامية والمسيحية لأن تـراث فلسطين نتـاج لحضارات أصيلـة قديمة ومـن مختلف الديانـات والمعتقدات عاشت في هذه الأرض حقباً زمنية مختلفة، وفلسطين أيضاً لها موروث وأماكن مقدسة لمختلف الديانات فعاش فيها أو زارها أنبياء وعلماء وتلامذة علم وفكر.
وأضاف د.حمد الله إن الأمم المتحدة ومؤسساتها اعتنت عناية كبيرة بالتراث وعناصره عن طريق سن التشريعات والقوانين الدولية للحفاظ على تراث الأمم وعناصر تاريخها الذي ترجم جهد أجيال وأجيال عبر مئات السنين.
وأشار إلى أن جامعة النجاح الوطنية تسعى دائما للتعاون مع الجميع من خلال أجهزتها ووحداتها العلمية والفنية مثل كلية الفنون الجميلة، ومركز التوثيق بمكتبة الجامعة، وقسم الآثار، ومركز التخطيط الحضري والإقليمي ومتحف التراث الشعبي الفلسطيني تسهم وتشارك في كثيـر من المشاريع للمحافظـة علـى التـراث وعناصـره الماديـة والمعنويـة والمخطوطات ومحاولة التعديل والترميم دون المساس بالأصالة.
أما الوزيرة البرغوثي فقد شكرت كلية الفنون الجميلة على متابعتها السنوية وحرصها على الإستمرار في عقد المؤتمر بشكل سنوي، وعبرت عن سعادتها للمشاركة في المؤتمر الذي يقام في جامعة النجاح الوطنية، وأضافت أن التراث يشكل قاعدة هامة في الحفاظ على الشخصية الوطنية لشعبنا وقيمها الروحية، وهو احد الجوانب في صراعنا مع الاحتلال على الوجود والتراث والثقافة والحضارة، عمد الاحتلال إلى سلب تراثنا الوطني وإدعائه لنفسه وفبركة روايته المزيفة، بديلاً عن رواية الحق الفلسطيني الحضاري والثقافي الممتد منذ آلاف السنين، وأضافت أن الوزراة في السابع من تشرين أول من كل عما تحتفل بيوم الثقافة الفلسطيني، وتضع برامج للعمل للعام القادم لتعريف الأجيال بتراثنا وثقافتنا.
وأضافت البرغوثي أن عدد الأوراق العلمية المقدمة في هذا المؤتمر ونوعيتها تدلل على عمق تراثنا وقوته. وبينت كذلك أن الحكومة الفلسطينية تقدر عاليا جهود جامعة النجاح الوطنية وتفتخر بالجامعة بصفتها صرح أكاديمي عريق يسعى للحفاظ على تراثنا عبر العديد من البرامج المتعددة في الجامعة.
وشاركت جوقة جامعة النجاح الوطنية بفقرة فنية تراثية نالت إعجاب الحضور، كما تم خلال الجلسة الإفتتاحية تكريم متحف التراث العربي الفلسطيني في سخنين، وتكريم المرحوم الاستاذ عبد العزيز أبو هدبا. كما تم بعد الجلسة الإفتتاحية افتتاح معرض الأزياء الشعبية الفلسطينية وزيارة متحف جامعة النجاح للتراث الشعبي.
وتم خلال الجلسة الإفتتاحية تنظيم عرض للأزياء الشعبية الفلسطينية، قدمته بنات جمعية إنعاش الأسرة ضم عرض لجميع ملابس المناطق الفلسطينية.
وقُدم في المؤتمر أكثر من خمسة عشر بحثا علميا قدمها باحثون مختصون في التراث الشعبي الفلسطيني ففي الجلسة الأولى التي تولى رئاستها د. إدريس جرادات، قدم د. عبد الحكيم خليل سيد أحمد بحثا بعنوان: التجليات الرمزية للوشم في المعتقد الشعبي بين الخصوصية الثقافية والثقافة الشعبية، وقدم د. وليد أحمد السيد بحثا آخر في الجلسة الأولى حمل عنوان:دلالات الهوية والرمز في الفولكلور الشعبي، أ.وتناول عمر عبد الرحمن نمر في بحثه رسالة الزيّ الشعبي في المأثور القولي، أما د. مروان العلان فقد تحدث عن نقوش الثوب الفلسطيني ونقوش قبة الصخرة في القدس جذور مشتركة لحضارة واحدة، وتناول أ. محمود اشنيور، الإبعاد الدينية والصحية والبيئية والاجتماعية والجمالية في الزي الشعبي الفلسطيني.
اما في الجلسة الثانية والت كان رئيسها أ.د.خليل عودة، قدم د. عطا أبو جبين بحثا تحدث فيه عن الأزياء الشعبية التراثية في جنوب محافظة الخليل، أما أ. مجدي خضر الكردي فاختار الحديث عن الكوفية الفلسطينية زيا شعبيا ورمزا نضاليا، في حين قدم د. إدريس جرادات بحثا بعنوان من الأزياء الشعبية الفلسطينية، ثوب الشلتة التعمري بين التهويد والاندثار، وقدمت د. مها يحيى، ود. ميرفت عياش بحثا مشتركا حول الحلي التقليدية المكملة للأزياء الفلسطينية، وقدم د. عمر شكارنة، د. حسين الدراويش، د. مفيد عرقوب بحثا مشتركا الأزياء الفلسطينية في المأثور الشعبي والقولي والفني (دراسة تحليلية)، وختم الجلسة الثانية د. طالب الصوافي ببحث بعنوان الحلي في التراث الشعبي الفلسطيني.
وفي الجلسة الثالة والأخيرة من جلسات المؤتمر تولى رئاستها أ.د. يحيى جبر تحدث أ. مازن عبد اللطيف عن الزي الشعبي الفلسطيني بين الحداثة والتهويد، وقدمت أ. رجاء حسن الميناوي، بحثا بعنوان علاقة الزي بالهوية الوطنية وتطوره وآلية الحفاظ عليه، في حين قدمت نجوى مجد قصيدة شعرية بعنوان تراثنا جذورنا وغدنا، وقدم أ.محمد ذياب أبو صالح بحثا تناول فيه الزي ( اللباس )، في منطقة دورا جنوب الخليل دليل على الهوية، وختم الجلسة الثالثة والأخيرة أ. خليفة جاد الله، ببحث بعنوان رحيق النغم في الأدب الشعبي الفلسطيني وعلاقته بالأزياء الشعبية التراثية الفلسطينية .
وتم على هامش تنظيم أمسية فنية تراثية أحيتها مجموعة من الفرق الفنية الشعبية الفلسطينية على مسرح المرحوم حكمت المصري، فقد شارك في الأمسية فرقة كنعان للفن الشعبي، وفرقة زجل، والفنان إبراهيم صبيحات والفرقة الموسيقية، الذين قدموا جميعا عروضا وفقرات فنية عكست واقع التراث الشعبي الفلسطيني.