الأيادي الناعمة تساهم في تدوير النفايات الصلبة بقطاع غزة
نشر بتاريخ: 10/10/2012 ( آخر تحديث: 10/10/2012 الساعة: 15:48 )
غزة- تقرير معا- أيادي فلسطينية ناعمة وضعت عليها غطاء سميك "قفازات"، وعلى فمها وأنفها وضعت "كمامة" وأخذت تعبث بين علب وأكياس النفايات تحاول فرزها.. وفي أول مصنع لإعادة تدوير النفايات في غزة تقف 26 عاملة يقمن بفرز النفايات كل حسب صنفه، ومن ثم وضعها في حاويات جديدة يبلغ عددها حوالي 6 حاويات .
شروط وضعت لاختيار المرأة العاملة منها أن تكون غير حامل، وليست مصابة بالحساسية ومن أسرة فقيرة، وأن تعمل من الساعة الـ 8 صباحًا حتى الـ 2مساءً, وأن يتراوح عمرها ما بين 30- 50 سنة, وتعمل براتب 1200 شيقل لمدة 22 يومًا، وبعد ذلك تأتي مجموعة أخرى للعمل على بند البطالة.
أم أحمد إحدى العاملات في المصنع والتي تقوم بفرز النفايات ,أوضحت لـ "معا" أنها سعيدة بهذا العمل لأن أسرتها تعاني من مستوى معيشي سيء دفعها للعمل, لتلبية حاجات أبنائها الستة والذين يحتاجون لمصروفات يومية مدرسية وجامعية.
وأضافت:" أول ما بدأنا العمل كان صعب علينا, ولكن بعد ذلك اصبح سهل", مبينة أنه في ظل الحصار يجب أن يتم إنشاء مشاريع جديدة لإيجاد فرص عمل للعائلات الفقيرة.
المهندس سمير عفيفي الذي راودته فكرة إنشاء مصنع تدوير نفايات منذ 15 عاماً تمكن أخيراً من تطبيقها وإنشاء مصنع لأول مرة في فلسطين لتدوير النفايات الصلبة وإعادة تصنيعها.|191664|
عفيفي بين لـ معا أنه حاول مراراً إقناع مؤسسات مانحة لضرورة تنفيذ مشروع بناء المصنع, مبيناً أنه في البداية لم يجد أي قبول للفكرة, ولكن محاولاته نجحت بعد مناقشة لأكثر من 3سنوات , موضحاً أنه كمرحلة أولى تم الحصول على منحة من الحكومة اليابانية من خلال undp .
وأوضح العفيفي أن المصنع أنشأ في مدينة رفح جنوب قطاع غزة على أرض كانت تشكل مجمع نفايات كبير, موضحاً أنه من خلال إقامة المصنع على هذه الأرض تم تقليل الضرر البيئي والصحي على سكان المناطق المجاورة له.
وبين عفيفي أنه بعد تجميع النفايات من المنازل, يتم نقلها إلى المصنع, ومن ثم فرز المواد المختلفة من بلاستيك وورق وحديد وغير ذلك , وإعادة تصنيعها من جديد والاستفادة منها, مبيناً أنه تم الاستفادة من المواد العضوية لتصنيع السماد العضوي الذي يحتاجه القطاع وكان يقوم باستيراده من الخارج.
وأكد أن تم عمل خط الإنتاج الأول في المصنع والذي يستوعب لـ 120 طنا من النفايات لمنطقة تل السلطان, ومدينة رفح الجنوبية , مشيراً الى أنهم بصدد عمل خط إنتاج آخر يستوعب نفايات مدينة رفح بالكامل وجزء من مدينة خانيونس, إذا تم توفير المبالغ التي يحتاجها من المؤسسات المانحة.
وأضاف :" الاستفادة كبيرة من إنشاء هذا المصنع , أهمها أنه قلل كمية النفايات التي يتم وصولها إلى المكب, بالإضافة إلى أنه وفر فرص عمل ثابتة لحوالي 30 شخص".
ودعا إلى تشجيع رؤوس الأموال بالخارج, مبيناً أنه يتوقع في مراحله المتقدمة أن يتم إعادة التكلفة كاملة من خلال المواد التي يتم فصلها والمواد العضوية التي يتم بيعها للشركات, ما يعني أن التكاليف العائدة ستكون كافية لتغطية تكاليف التشغيل.|191666|
وبين أن من الأهداف المستقبلية للمصنع الاستفادة من النفايات الصلبة لإنتاج الطاقة بغزة، موضحاً أن النفايات الصلبة من خلال حرقها من الممكن أن تغطي من 7 إلى 10 % من إجمالي الطاقة.
وتأمل عفيفي أن يتم تعميم فكرة المصنع على كل قطاع غزة والضفة الغربية للاستفادة من كل النفايات الصلبة, مشيراً أنه لو تم ذلك سيتم توفير أكثر من 30 دونما تستهلك حالياً لدفن النفايات في قطاع غزة, في ظل قلة الأراضي.
وأشار الى أن الأجهزة والماكينات المستخدمة للتصنيع تم تشكيلها بأيد فلسطينية, ولم يتم الاستعانة بأي من الخبرات الخارجية, مبيناً أن الخبرات المحلية قامت بشكل تطوعي بالعمل, موضحاً أنه لو تم إعطاء المشروع لشركات أجنبية لكلفهم أكثر من 3 ملايين دولار, في حين أنه كلفه حالياً ما يقارب مليون دولار.
رئيس بلدية رفح صبحي رضوان بين لـ " معا " أن إنشاء المصنع من المشاريع الإستراتيجية , مبيناً أنه سيوجد صناعات في غزة منها تصنيع البلاستيك, وصناعة الورق والزجاج, وإعادة استخدام الحديد.
وبين أن المشروع له أثر اقتصادي هام , ويقلل من الأرض المستخدمة كمكبات للنفايات, مشيراً أن المشروع بحاجة إلى تطوير.
بأيدي فلسطينية تم إنشاء هذا المشروع وينتظر أن يتم تطويره, للوصول إلى كل فلسطين, والاستفادة من النفايات الصلبة , وتقليل الاعتماد على الخارج.
|191663|