الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"نساء مبدعات" ينسجن مصادر رزقهن في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 10/10/2012 ( آخر تحديث: 11/10/2012 الساعة: 06:16 )
غزة - تقرير معا - على الرغم من الحالة الصعبة التي تعيشها المرأة الفلسطينية؛ إلا أنها كعادتها تصنع من الألم أملاً يغمر تفاصيل حياتها، وينعكس على بيتها وأسرتها، فهي كغيرها من نساء العالم تحرص على العناية والاهتمام بمنزلها، وإبرازه بأجمل صورة حتى لو كان بنائه قد تصدع، وسقطت نوافذه الزجاجية بفعل القصف، وتضع لمساتها الجمالية على كل قطعة رغم ضعف الإمكانيات والموارد، هذا ما تفعله النساء المبدعات في غزة، من أبسط الموارد يصنعن مصدر زرق لهن ولعائلاتهن.

من خلال معرض "نساء مبدعات" الذي أقيم اليوم الأربعاء في غزة، بدعم من الصندوق الإقليمي الاجتماعي الثقافي للاجئين الفلسطينيين بالشراكة مع مركز العمل التنموي "معا" والتعاون الدولي الألماني (GIZ)، تجد الكثير من النساء المبدعات اللواتي نسجن أجمل القطع الحرفية الفنية من التطريز والإكسسوارات التي زيّن بها المعرض.

تقول إيمان البيوك منسقة المشروع ان المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات اللاجئين الفلسطينيين وبخاصة النساء على إيجاد فرص عمل لبدء نشاطات مدرة للدخل من خلال تعزيز مهارتهم المهنية مثل التطريز وصناعة الإكسسوارات وتمكينهم من توفير مصادر للدخل.

وتضيف البيوك أن المشروع ينفذ بالشراكة مع عدد من مؤسسات المجتمع المحلي وهي جمعية العطاء الخيرية في بيت حانون ونادي خدمات رفح ونادي خدمات النصيرات، وأن المشروع نفذ جلسات تدريب على أعمال حرف يدوية مثال تصنيع ملابس والتطريز والتريكو وأن عدد المستفيدات وصل إلى 360 سيدة.

|191820|

"تعرّف عن ماهية ما تطرزه كمن يكشف سراً عزيزاً" تقول إكرام الغصين إحدى المشاركات في المعرض وتضيف :" هذا هو التطريز الغزّاوي، وذلك نسبةً إلى التصميم المستنبط في قضاء غزة الرسم الكبير هو الذي يميّز التطريز الغزاوي عن غيره من المناطق والبلدات الفلسطينية".

وتتابع الغصين " تعلمت التطريز من والدتي وكنت أمارسه كهواية ثم بدأت بعد أن ضاق الحال بي إلى اعتماده كحرفة وكمصدر رزق، فهو موهبة ولمن يتقنها تعطيه الكثير، فالكثيرون في غزة يرغبون للقطع المطرزة وخصوصا إذا كانت تواكب الموضة والعصر، فأصبحت أطرز الحقائب والأحذية والملابس العصرية وهي تلقى إقبالا كبيرا".

|191821|

في زاوية أخرى من المعرض عرضت غدير عمر (24 عاما) بعضا من تصاميمها للإكسسوارات والحلي، تقول غدير " تصميم الإكسسوارات والحلي موهبة رافقتني منذ الصغر لم أفكر أن أستغلها كمصدر دخل في يوم من الأيام، لكن الظروف فتحت أمامي هذا المجال منذ سنة، فأنا خريجة هندسة اتصالات وتكنولوجيا معلومات، لكنني لم أجد وظيفة إلى اليوم، فقررت أن أصمم الحلي وأبيعها في المحال التجارية".

أما عن المشروع ومشاركتها فتضيف عمر" عملت كمدربة لـ 12 متدربة على تصميم الإكسسوارات خلال المشروع، وكانت هذه التجربة الأولى لي للتدريب، فهذا المجال يعتبر جديد في غزة، فأغلب الحلي الموجود هو عبارة عن صناعة صينية نستوردها ولا يوجد صنع محلي".

وتتابع عمر " في بداية صناعتي للحلي والإكسسوارات وجدت إقبالا كبيرا من قبل السيدات، فما أقوم بصناعته يكون دقيقا ومتقنا ومميزا عن الحلي الموجودة في السوق، وجميع النساء تفضل الطابع الخاص فيما ترتديه".

عن الصعوبات تقول عمر " في البداية لم أكن أجد صعوبات كثيرة، لكن مع ازدياد الطلب على التصاميم التي انفذها وأردت أن أتوسع في العمل، تفاجأت بعدم وجود مواد خام كافة في السوق، وهناك بعض المواد الخام يجب أن أوصي عليها حتى تأتي من الخارج وسعرها مرتفع لسبب عدم توافرها في غزة مثل بعض أنواع الكريستال وبعض أنواع الخرز التي تكون مكلفة نوعا ما".

|191822|
وعن طموحاتها تخبرنا عمر " أتمنى أن أعرف المزيد عن تصميم الإكسسوارات والحلي وأن أشارك في معارض خارج غزة، فهذا المجال بالنسبة لنا في غزة لازال جديدا وغير معروف، حتى أنه لا توجد أماكن لتدريس في مجال التصميم، فهي علم بالإضافة لأنها موهبة، وأرجو من الله أن يوفقني لأفتتح محل تجاري خاص بي لأعرض فيه ما أقوم بتصميمه".