الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوفد البرلماني الفلسطيني يختتم زيارته الناجحة لرومانيا

نشر بتاريخ: 11/10/2012 ( آخر تحديث: 11/10/2012 الساعة: 00:49 )
القدس- معا- بدأ الوفد زيارته لرومانيا بزيارة مدرسة القدس في بوخارست والتي تتبع لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية وهي واحدة من مدرستين فلسطينيتين الأولى في بوخارست والثانية في الدوحة، واجتمع الوفد بالهيئة التدريسية ومديرها واستمع منه عن المدرسة ونشاطاتها ونشأتها واطلع الوفد على الصفوف وتحدث مع التلاميذ كما استُقبلَ الوفد من المعلمين والمعلمات والطلاب بحفاوة وأناشيد وطنية.

يذكر أن هذه المدرسة والطلاب فيها من جنسيات مختلفة فلسطينية وعربية ونسبة عالية من أبناء الزواج الفلسطيني الروماني وهي حقيقة إنجاز ومفخرة لأبناء فلسطين في رومانيا وكل فلسطيني، وشكر الوفد الهيئة التدريسية على هذا الإنجاز والصرح المميز لأبناء شعبنا.

كما التقى الوفد عدداً من أبناء الجالية الفلسطينية ونظمت السفارة لقائين لأبناء الجالية في بوخارست حيث رحب الحضور بالوفد الفلسطيني وعبر عن دعمهم لأبناء شعبهم في فلسطين، من جهته أكد الوفد اهتمام القيادة الفلسطينية بأحوال الجالية في الخارج واستمرار اتصالاتها للاطلاع على أوضاعهم من خلال السفارة والسفير أحمد عقل

واستكمل الوفد البرلماني زيارته الخاصة لدولة رومانيا الصديقة بلقاء عدد من الشخصيات البرلمانية والتنفيذية الهامة في دولة رومانيا الصديقة، وكان الوفد قد بدأ أعماله لليوم الثاني بلقاء سكرتير الدولة للشؤون الخارجية في مقر وزارة الخارجية دان تيري حيث رحب المضيف بالوفد الفلسطيني وعبر عن سعادته بهذه الزيارة واستعرض العلاقات التقليدية الهامة بين فلسطين ورومانيا مؤكداً على أهمية فتح آفاق جديدة لهذه العلاقة، كما أكد الوزير على أهمية التعاون بين الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة وأنه سيتم عقد دورة تدريبية للكوادر الفلسطينية في المجال الدبلوماسي.

من جهته ونيابة عن الوفد الفلسطيني عبر عزام الأحمد عن شكره وتقديره لرومانيا واستعرض أمام دان تيري آخر التطورات السياسية وأشار لأهمية زيارة وزير الخارجية الروماني تيتوس كوريتان لفلسطين والمنطقة وأهمية الدور الذي تلعبه رومانيا تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأشاد بالعلاقات الرومانية الفلسطينية.

والتقى الوفد مستشار الرئيس الروماني الأول كريستيان يوكنت وزير الخارجية الرومانية السابق في مقر رئاسة الجمهورية الرومانية حيث استقبل الوفد بحفاوة وحرارة وأكد على احترامه الشخصي وبلده للعلاقة التي تربطه بفلسطين وشعبها وأشار لزياراته الماضية مرتين عندما كان نائب لوزير الخارجية وخاصة زيارته في العام 2002 للرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما كانت الدبابات الإسرائيلية تحاصره في مقر إقامته.

وأشار لأهمية العلاقة الرومانية الفلسطينية ونقل تحيات الرئيس الروماني للوفد الفلسطيني وطلب نقل تحيات الرئيس الروماني إلى الرئيس عباس حيث زار الرئيس الحالي فلسطين والتقى الرئيس أبو مازن.

وفي نفس الوقت أكد المستشار على نية الرئيس الروماني زيارة فلسطين في الشهر القادم.

وجدد عزام الأحمد شكره للرئيس الروماني وكل الأصدقاء الذين التقاهم على حسن الاستقبال والضيافة مؤكداً على أهمية الصداقة التي امتدت طويلاً.

واستعرض عزام الأحمد مع المستشار آخر التطورات السياسية والداخلية بشكل مفصل وسريع مشيراً إلى انسداد الأفق في وجه عملية السلام وانتشار مشاعر الإحباط بين الناس وضرب إسرائيل بعرض الحائط لكافة القرارات الدولية ووضع كل العراقيل أمام حل الدولتين.

وأشار إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة الاستيطان وأكد على أن إنجاز العمل لإحياء عملية السلام ورفض إسرائيل للسلام دفعنا للتوجه للأمم المتحدة لتتحمل مسؤولياتها لإقرار حق الدولة وتقرير المصير وتتحمل مسؤولياتها تجاه ممارسات الاحتلال على الأرض الفلسطينية وفرض سياسة الأمر الواقع.

ومن جهة أخرى أكد أن الفلسطينيين مهتمون بعلاقة الصداقة مع رومانيا مؤكدين على أهمية تفعيل دور رومانيا في العالم والمنطقة لأن رومانيا تلعب دورا مهما في المنطقة ولها علاقة جيدة مع جميع الأطراف ومتوازنة، مؤكداً اهتمام القيادة الفلسطينية بتفعيل العلاقات بكافة المجالات؛ سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفي أي مجال يمكن للشعبين تعزيز علاقاتهما مدللاً على عمق العلاقات من خلال عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في رومانيا والمتزوجون من نساء رومانيات ثم قام الوفد بجولة تعريفية بالمتحف الوطني وتعرفوا على تاريخ نشأته حتى اليوم ومراحل تطوره منذ الحقبة الملكية السابقة.

كما التقى الوفد على غداء عمل السيناتور رريو كيلورا عضو لجنة العلاقات الخارجية والذي زار فلسطين في شهر ديسمبر 2011 واستعرض أهمية العلاقة ورحب بالوفد ترحيباً بالغاً وعبر عن مدى تقديره ورغبته بزيارة فلسطين مرة ثانية بعد الانتخابات، وناقش الوفد معه الأوضاع السياسية بشكل عام والأوضاع العربية بشكل خاص وعلى وجه الخصوص الموضوع السوري.

وزار الوفد وزارة العدل والمالية واستمع من فريق الوزارة وخبرائها إلى شروح عن طبيعة عمل الوزارة ودورها وعلاقتها في البرلمان والقضاء في رومانيا، يشار إلى أن رومانيا تعيش فترة انتقالية لهيكلة جهازها القضائي بشكل عام.

والتقى الوفد مساءً وزار مقر البطرياركية الأرثوذكسية الرومانية وكان في استقبال الوفد نائب البطريارك الروماني وعدد من القساوسة وتم استقبال الوفد وتعريفه بالطرياركية وأهميتها للشعب الروماني والطائفة الأرثوذكسية واجتمع الوفد بالنائب البطريرك ومعاونيه وأكد على أن البطريرك له علاقات صداقة مع الشعب الفلسطيني ويقف مع قضيته العادلة ويكن له مشاعر التعاطف والتأييد، ويدعم حقه بقيام دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.

كما تطرق لأهمية العلاقة التي تربط البطرياركية بالقيادة الفلسطينية والطائفة الأرثوذكسية وأشار إلى الزيارة التي قام بها إلى فلسطين ودفئ المشاعر التي لمسها أثناء زيارته ولما يحمله من محبة وتقدير للشهيد ياسر عرفات والذي منح البطرياركية قطعة أرض في أريحا لبناء الكنيسة الأرثوذكسية عليها.

وأكد على حسن العلاقة التي تربط الفلسطينيين؛ مسلمين ومسيحيين والتي تعتبر نموذجاً للتعايش وتدل على وحدة هذا الشعب وتؤكد مراعاة هذا الشعب لمعتقداته وتقاليده واحترام السلطة الفلسطينية لأبناء الشعب الفلسطيني بجميع طوائفه مسلمين ومسيحيين.

وأكد عزام الأحمد باسم الوفد أن الشعب الفلسطيني شعب واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي فيه، وكل الشعب الفلسطيني رسول أمين على رسالة المسيح المحبة والسلام وندرك أن علينا في فلسطين واجب تاريخي للاستمرار في هذه الرسالة الذي بدأها المسيح عليه السلام، قائلاً أن الفلسطيني الأول هو السيد المسيح.

واستعرض الوفد الاعتداءات الإسرائيلية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين على المساجد والكنائس في فلسطين وخاصة الاعتداء الأخير على الكنيسة الرومانية شرقي القدس وكتابة عبارات مسيئة للسيد المسيح على جدرانها والاعتداء على مساجد في الضفة الغربية من قبل مستوطنين وأيضاً أطلع الوفد نيابة البطريرك على ما تفرضه إسرائيل من قيود على حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين وخاصة حرية زيارة الأماكن المقدسة في القدس وأكد على أهمية أن تلعب البطرياركية دوراً لوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية.

وأكد فؤاد كوكلي وبوصفه عضواً في الجمعية الأرثوذكسية العالمية للبطريرك عن واقع الكنسية وهمومها واحتياجاتها وما تحظى به من رعاية عند السلطة الفلسطينية وطالب البطريرك بتشجيع الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين لدعم الشعب الفلسطيني والتأكيد على قدسية الأماكن المقدسة وحرية العبادة فيها، وأكد الوفد على أهمية نقاش الحج في المستقبل القريب وخاصة الحجاج الرومانيين.

من جهته حمّل البطريارك تحياته للشعب الفلسطيني وتمنياته له بإنجاز حقوقه وقيام الدولة الفلسطينية وانتهاء معاناته، كما حمّل الوفد ارق تحياته للقيادة الفلسطينية وعبر عن شكره وامتنانه لها لما تقدمه للكنائس من رعاية واهتمام.

واختتم الوفد زيارته بلقاء السيناتور تيرويل باريا سكرتير عام اللجنة التي تهتم بشؤون الرومانيين بالخارج وهو أيضاً صديق لفلسطين وعضو عن رومانيا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وتربطه علاقة طيبة بالوفد الفلسطيني هناك، وأكد باديا على مدى تأثره بزيارة فلسطين في وقت سابق وزيارته لأريحا والكنسية الأرثوذكسية وحسن الضيافة والاستقبال هناك.

وأكد عزام الأحمد وعضو المجلس التشريعي قيس ابو ليلى على اعتزازهم بالعلاقة برومانيا الصديقة واستعرض معهم النشاطات التي تمت أثناء زيارة الوفد لرومانيا وشكروا موقفه والنواب الرومانيين في الجمعية الرومانية الداعم للشعب والقضية الفلسطينية، كما تم نقاش أوضاع الرومانيات المتزوجات من فلسطينيين واطمأن السيناتور على أحوالهن مؤكداً على حسن المعاملة والاحترام أثناء زياته لفلسطين، كما ناقش الوفد مع السيناتور باديا كيفية تطوير العلاقة الفلسطينية الرومانية، وتم نقاش فكرة تطوير العلاقات السياحية وبخاصة المتبادلة، واستعرض بعض الأفكار والمقترحات لتشجيع السياحة إلى رومانيا لما يوجد بها من مواقع سياحية ومنتجعات المياه المعدنية والطبيعة الخلابة، ولما يسهم من تطوير العلاقة والتبادل الثقافي بين الشعبين كما تم في الاجتماع الاستماع لآخر التطورات السياسية في عملية السلام وطلب العضوية في الأمم المتحدة،

واعتبرت الزيارة ناجحة وبناءه وخطوة هامة في تعزيز العلاقة الفلسطينية الرومانية على كل المستويات وخاصة البرلمانية منها، كما أكد الوفد لكل من التقاهم على أهمية الدور الروماني وما يكنه شعبنا من احترام وتقدير لرومانيا شعباً ومؤسسات وتقديرنا للقيادة الرومانية كما يؤكد على أن رومانيا قادرة على لعب دور في المنطقة وفي جميع الدول العربية لما لها من مكانة واحترام واستقلالية وتوازن في علاقاتها وخبرة دبلوماسية عريقة، وبهذا نعتقد أن الدور الروماني بدأ يعاد إحياءه وتنشيطه وفي هذا السياق تأتي زيارة تيتوس كورليتان وزير الخارجية الروماني للمنطقة ولفلسطين وهو من الشخصيات الفاعلة والهامة لمجلس الشيوخ الروماني ولديه اهتمام وإرادة للعمل لخدمة هذه التوجهات، وقناعة منه بأهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه رومانيا للسلام في المنطقة والعالم.