الجمعة: 08/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثقافة الخسارة يجب ان تكون حاضرة

نشر بتاريخ: 13/10/2012 ( آخر تحديث: 13/10/2012 الساعة: 13:13 )
الخليل - معا - كتب: احمد قيسيه - كرة القدم هي مجموعة قصص قصيرة تحتوي بين طياتها على مفاهيم عديدة اهمها الانتصار لمن بذل وتعب كما الخسارة لمن لم يحالفه التوفيق وعانده الحظ وليس دائما الخاسر مقصر بالضرورة ولكن المنتصر ( ناجح ) حتي لو كان الانتصار بضربة حظ ، اذن الخسارة جزء من طبيعة لعبة كرة القدم و على كل من يتابع تقبلها بثقافة القارئ لجميع قصص هذه اللعبة وليس بأسلوب الاجتزاء وعليه ان يتذوق مرارة الخسارة حتي لو كانت علقما كي يتسني له تذوق طعم حلاوة الفوز وان الشيء بضده يعرف ومن يعرف معني الخسارة ويفهمها سوف تكون لديه مناعة لتلافي تكرارها ودائما ما تكون منطلقا لترتيب الاوراق وتلافي الاخطاء للعودة الطبيعية لطريق الانتصارات ويجب ان يكون ذلك خاليا من البحث عن اكباش فداء تراق دمائها على مذبح ألخسارة هذه هي باختصار ثقافة الخسارة وهي نفس ثقافة الكبار.

في ديربي محافظة خليل الرحمن خسر الغزلان وفاز فريق الشباب ورغم ان النتيجة ثقيلة وغير متوقعة و دون الخوض في تفاصيل فنية وأمور تكتيكية نتركها لأصحابها اتوقف عند بعض النقاط لعل فيها ما يستحق التذكير به بعين الناقد وليس المحلل .

الملعب البيتي : شوط طويل قطع حتي وصلنا لهذا المفهوم وان يلعب كل فريق علي ملعبه البيتي لامجال للحديث عن نقل مباريات الى ملاعب محايدة مهما كانت اهميتها وهذا مؤشر جيد على تطور الرياضة و مدعاة حقيقية لتمكين كل الفرق من امتلاك ملعب بيتي و رفع مستوى البنية التحتية الرياضية.

الجمهور والتعليقات : جماهير غفيرة ملأت مدرجات ملعب الحسين وكانت على المستوي وكانت التعليقات مميزة وألهمني كثيرا قراءة الفاتحة بصوت واحد قبل انطلاق المباراة ولم يكن هنالك خروج عن النص الا من بعض الالفاظ التي اتمني ان تزول وان لا تتكرر في ملاعبنا لأننا مسلمون وأخلاقنا يجب ان تكون عاليه بقدر سمو تعاليم ديننا الحنيف وأتوقف هنا عند جمهور الظاهرية الذي استحق الاحترام خصوصا انه التزم التشجيع النظيف طوال المباراة رغم خسارة فريقه ولم ينسحب كما يحدث كثيرا بل استمر وحيي فريقه بعد انتهاء المباراة.

الرد في مرحلة الإياب هكذا كان لسان حال جماهير الظاهرية بعد اللقاء فالكل كان مطمئنا على قدرة فريقهم على العودة و الدخول في غمار اللقاءات القادمة و ان الديربي على مرحلتين و انهم واثقين من قدرة فريقهم على الرد في مباراة الاياب مستحضرين ارقام و نتائج من تاريخ لقاءات الفريقين.

نقطة ليست ناصعة: حقيقة ساءنا ما حدث للاعب امير ابو عرار عندما دخل بالخطأ في طريق يسلكه جمهور شباب الخليل و هو يستقل سيارته الشخصية و حدث ما حدث من اعتداء علية و تكسير اجزاء من سيارته لذا الاعتذار من شيم الكبار.

العبرة في الخواتيم : اللقاء كان في الاسبوع السادس و بقي من عمر الدوري ستة عشر اسبوعا مع بقاء لقائين مؤجلين للظاهرية و الحديث عن ابطال في هذه المرحلة يجانبه المنطق و من يريد ان يعتلي صدارة الدوري و يحظى باللقب وجب عليه الاستمرار في العمل دون توقف او احباط و اصحاب النفس الطويل هم دائما ما يصلون خط النهاية مخلفين ورائهم من يتقاعس في منتصف الطريق.

التحكيم ببراءة: في مثل هذه المباريات عادة ما يلقى على التحكيم كثير من اللوم و الانتقادات و كثير ما يحمل مسؤولية النتيجة التي ينتهي اليها اللقاء لكن هذه المرة خرج التحكيم بشهادة مميزة بقيادة الحكم القدير جواد عاصي و استحق الاحترام .

المشاركات الخارجية مهمة: فريق الغزلان يمثل كل فلسطين في بطولة عربية مرموقة و امامه استحقاق كبير عندما يسافر الى العراق للعب امام فريق عريق( القوة الجوية) لذا كلنا امال ان يرفع هذا الفريق رؤؤسنا عاليا كما سبق و فعل فرق شباب الامعري.
اخيرا نقول مبروك لشباب الخليل هذا الفوز و حظا اوفر للظاهرية, الفريقان كبيران و المنافسة بينهم قديمة حديثة لا تنتهي عند لقاء و المباريات سجال و هذه هي حلاوة كرة القدم و هذه هي ثقافة الخسارة كما ثقافة الفوز.