نيويورك تايمز تدعو أمريكا للاعتراف باتفاق مكة باعتباره نقطة بداية

بيت لحم- معا- أكدت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان الرئيس الامريكي جورج بوش أضاع أكثر من ست سنوات دون ان يتبنى سياسة جادة من أجل خفض العنف بين اسرائيل والفلسطينيين وتعزيز الديمقراطية، داعية البيت الابيض الى الاعتراف باتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس كنقطة بداية محتملة.

وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي اوردته اليوم الاحد على موقعها على الانترنت
- ان جولات وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس السابقة في المنطقة كانت
مجرد جولات جوفاء غير ان اعتراف البيت الابيض باتفاق مكة كنقطة بداية محتملة
سيتيح الفرصة لرايس لتحسين هذا السجل السيء عندما تجتمع مع رئيس الوزراء
الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد نحو اسبوع من الآن .

وأشارت الصحيفة الى أن السلام مع اسرائيل لم يكن موضوع لقاء القمة الذي عقده
القادة الفلسطينيون في مكة الاسبوع الماضي فقد استدعت الحكومة السعودية قادة حماس وفتح من اجل التفاوض حول انهاء اعمال العنف التي تنذر باشتعال حرب اهلية بينهما وهو الامر الذي سبب حالة من القلق والاحراج في العالم العربي .

غير ان اتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية الذى صيغ ، بحسب الصحيفة، ب
"عبارات مبهمة" ، قد يجعل اقامة سلام مع اسرائيل أمرا يمكن تصوره في حال موافقة حماس على حلول وسط أكبر وتقديم مساعدات دبلوماسية اكبر من جانب واشنطن.

ومضت صحيفة "نيويورك تايمز" تقول في مقالها الافتتاحي ان حركتي حماس وفتح
توصلتا من قبل الى تفاهمات غير انها ما لبثت أن انهارت ولكن اتفاق مكة قد يدوم
اكثر نظرا لاستغلال السعودية لثقلها الدبلوماسي بشكل كبير والوضع المالي المزري
للسلطة الفلسطينية

وأشارت الصحيفة إلى وجود تقارير عن استعداد السعودية لتقديم مساعدات ضخمة الى الحكومة الفلسطينية وهو ما قد يساعد على رؤية حماس ل"فوائد من وراء تحسن سلوكها" غير انه ينبغي على الرياض ان توضح ان استمرار مساعداتها الى الفلسطينيين سيتطلب برهانا واضحا على ان الحكومة الجديدة "تسيطر على الارهاب".

وشككت الصحيفة فيما اذا كانت حماس مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة الحاسمة، وأكدت ضرورة أن تشجعها اسرائيل والولايات المتحدة على ذلك من خلال توضيح ان بذل جهود شاملة ضد "الارهاب" سيحسن مناخ المفاوضات بشكل جذري ويفتح قنوات المساعدات.

وقالت الصحيفة فى ختام مقالها الافتتاحى إنه نظرا للشلل السياسى الحالى فى
اسرائيل فإنه سيتعين على واشنطن ان تأخذ بيدها زمام المبادرة لنقل هذه الرسالة
وهو الامر الذي سيتطلب شجاعة اضافية اكثر مما أظهرته إدارة بوش حتى الآن .