السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرا :خانيونس بانتظار مشاريع سياحية واقتصادية وبناء مدن سكنية بمئات الملايين من الدولارات وتوقع انهيار الموسم الزراعي

نشر بتاريخ: 05/08/2005 ( آخر تحديث: 05/08/2005 الساعة: 20:31 )
معا - خان يونس - أكد د. أسامة الفرا رئيس الاتحاد الفلسطينى للهيئات المحلية ورئيس بلدية خان يونس ، أن البلديات جاهزة للتعاطي مع كافة الاستحقاقات التي يفرضها الانسحاب الإسرائيلي ، المرتقب من قطاع غزة ، إذا توفرت الميزانيات اللازمة والتزمت الدول المانحة بوعدها بتقديم (3 مليار دولار ) الذي تعهدت في وقت سابق بتقديمه للسلطة الوطنية لتخصيصه في تنفيذ مشاريع تطويرية وتنموية بعد الانسحاب .

وأشار الفرا إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها البلديات وخاصة بلدية خانيونس ، مع قرب موعد الانسحاب داعيا الى ضرورة أن تتوفر الميزانيات المطلوبة لجعل قطاع غزة قصة نجاح تمتد إلى سائر الأراضي الفلسطينية .

ودعا الفرا المواطنين بتامين المخزون الغذائي تحسبا لاي طارئ قد يحدث خلال عملية الانسحاب الإسرائيلي من غزة خاصة تلك المناطق المتوقع أن يشدد الاحتلال الحصار عليها خلال مرحلة الانسحاب المزمع من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية داعيا لضرورة التنسيق بين كافة الوزارات والهيئات المحلية ومنظمات الإغاثة والمساعدات الدولية والمحلية .

مشاريع حيوية هامة:

وحول أهم المشاريع المستقبلية المنوي تنفيذها بعد عملية الانسحاب من غزة ؟ قال الفرا :" هناك منحة كريمة وسخية من دولة الإمارات العربية بقيمة (100)مليون دولار لبناء مدينة الشيخ خليفة بن زايد السكنية والتي تعتبر اكبر مشروع ممول في فلسطين , و التي من المتوقع بنائها على أنقاض مستوطنة موراج المحررة ، بالإضافة لبناء (600 ) وحدة سكنية بدعم من الحكومة اليابانية وبمبلغ أجمالي ( 12 )مليون دولار لصالح المهدمة منازلهم في مخيم خانيونس , تقوم على إنشائها وكالة الغوث الدولية ، كما يوجد مشروع بقيمة 5 ملايين دولار,لإعمار منازل للذين تهدمت بيوتهم من سكان مدينة خان يونس , يضاف إلى ذلك 20مليون دولار من أجل تطوير طريق صلاح الدين السريع , كما حصلنا على موافقة إيطالية لدعم البنية التحتية لمدينة خان يونس بمبلغ إجمالي ( 5) مليون يورو , و كذلك (6 ) ملايين دولار لتصريف مياه الأمطار , مقدمة من وكالة التنمية الأمريكية, كما يوجد مشروع لتأهيل مخيم خان يونس,و ربط شوارع رئيسية و عمل بنية تحتية داخله, بقيمة (160) مليون دولار, و ذلك بالتعاون مع وكالة الغوث الدولية التي ستتولى جمع المبالغ من الدول المانحة, بعد الانسحاب من قطاع غزة."

و يتوقع د. الفرا أن تحظى مدينة خان يونس بدعم سخي, من الدول المانحة , و أن تشهد حركة مشاريع ، سياحية و، واقتصادية ، وصناعية نشطة , تساعد المدينة على تخطي كل الصعاب , و تخلق فرص عمل جيدة, فيما يساعد خان يونس على ذلك أنها ستستعيد اكبر مساحة مسلوبة من أراضي قطاع غزة استفاد منها الاحتلال, بواقع إجمالي (15700) دونما

خصخصة المستوطنات:

وأشار الفرا إلى أن هناك حديثا يدور حول خصخصة مزارع المستوطنات وإيجاد شركة لإدارتها وان لدى السلطة توجه عام في عدم التنافس مع القطاع الخاص وذلك لتوزيع الأدوار وخلق حالة من التنمية المستدامة في الاراضى الفلسطينية المحررة . موضحا أن هناك أنظارا متفائلة من المستثمرين واصحاب رؤوس الأموال يرغبون بتنفيذ مشاريع متنوعة مع تحقيق الانسحاب المزمع من قطاع غزة .

وطالب السلطة بضرورة ترتيب خطتها الشاملة وعرضها على جميع المؤسسات والهيئات المختلفة واطلاعها على الخبراء للنهوض والعمل بها . وقال أن المشاريع الإستراتيجية التي ستنفذها السلطة في قطاع غزة كالميناء والمطار وتحلية مياه البحر ستسهم بشكل كبير في إنعاش الوضع الاقتصادي موضحا أن توجيه معظم المشاريع التطويرية إلى قطاع غزه مرده إلى قلة الأموال التي خصصت للاستثمار في القطاع خلال السنوات الماضية .

وأكد الفرا على ضرورة أن تعطى السلطة الوطنية مزيدا من الصلاحيات للهيئات المحلية لفرض نفوذها على الأرض كي تتحمل مسؤولية كبيرة في لعب دور محوري بعد الانسحاب وبما يؤدى إلى تقوية الاقتصاد الفلسطيني مشيرا إلى أن الهيئات المحلية هي التي تمثل السلطة المركزية على الأرض بحكم احتكاكها بالمواطنين .وأشار إلى أهمية الدعم المالي لإعادة إنشاء البنية التحتية التي دمرها الاحتلال .

تضحيات جسام:

ونوه الفرا إلى ضرورة أن يحظى أهالي الشهداء وأصحاب البيوت التي دمرها الاحتلال بتكريما عاليا بعد الانسحاب وتعويضهم عن الإضرار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي آلمت بهم مشيرا إلى أن الانسحاب من غزة جاء بعد تضحيات جسام ونضالات مريرة قدمها الشعب الفلسطيني من اجل تحرير أرضه مضيفا أن أكثر من أربعة آلاف شهيد قدمته هذه الانتفاضة فيما دمر جيش الاحتلال حوالي 7،951 منزلا بصورة كاملة وأكد أن السلطة بحاجة إلى 62 مليون دولار لإعادة بناء ماد مره الاحتلال من منازل للفلسطينيين في الضفة وغزة وذلك بعد الانسحاب من غزة .وأفاد أن معظم المنازل التي تعرضت للدمار الإسرائيلي بصورة كبيرة كانت في مدن خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة .

وقال : "يجب أن تكون هناك إستراتيجية مشتركة وواضحة من قبل جميع القوى الفلسطينية حتى لا نعطي للاحتلال الذرائع ليوجه ضرباته لأبناء الشعب الفلسطيني أثناء مغادرته للقطاع مطالبا المواطنين بضرورة تسهيل عمل اللجان والمؤسسات والمتطوعين خلال عملية الانسحاب حتى لا نفسد لحظات الفرح والنصر . داعيا السلطة الوطنية الي ضرورة أن تجرى مسحا شاملا لكل المناطق التي سيخليها الاحتلال مباشرة قبل توافد المواطنين خاصة في ظل التلكؤ الإسرائيلي حول التنسيق في خطة الانسحاب مع الجهات المعنية في السلطة الوطنية .

توفير ميزانيات خاصة:

قال رئيس الهيئات المحلية "لقد التقينا رئيس مجلس الوزراء احمد قريع وطلبنا دعم ميزانيات طوارئ للهيئات والمجالس المحلية المتاخمة للمستوطنات وضرورة تشغيل برنامج بطالة خاص بالبلديات حتى تتمكن من القيام بواجبها الخدماتى والانسانى اتجاه المواطنين ".

مطالبا مجلس الوزراء بضرورة وضع محافظة خان يونس على سلم أولويات خطة التطوير الشاملة التي ستنفذها السلطة الوطنية بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة . وذلك تعويضا عن المعاناة الكبيرة التي ألحقها الاستيطان خلال ربع قرن في أرجاء المدينة .

وأشار الفرا في أن نصف المستوطنات في القطاع تحتل ثلث مساحة خان يونس مما أعاق تطوير هذه المدينة وشل الحركة الاقتصادية فيها وهروب رأس المال الفلسطيني وإضعاف تطبيق التنمية المستدامة فيها وأكد الفرا أن محافظة خان يونس هي المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي تفتقر لمشروع الصرف الصحي الذي بدأته البلدية مؤخرا على مسؤولياتها الخاصة دون الرجوع لمجلس الوزراء وللسلطة الوطنية والتي يقع بالدرجة الأولى على مسؤولية تنفيذه على السلطة المركزية لأنه يحتاج لميزانيات ضخمة مطالبا بضرورة تجنيد الدعم المادي لإنجاز المشروع الحيوي للمدينة .وذكر الفرا أن احتلال كامل أراضى مواصى خان يونس أدى لتعطيل المشاريع السياحية التي كانت تنوى البلدية تنفيذها ضمن خطتها التنموية .

سماسرة أراضى:

وحذر الفرا من عمليات شراء مشبوهة لأراضى المواصي بقطاع غزة وقيام سماسرة بشراء أراضي الفلسطينيين القاطنين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة وذلك استعدادا للانسحاب المرتقب من قطاع غزة في شهر أغسطس المقبل .

وحذر الفرا من وقوف شركات استثمارية وجهات غير معروفة وراء عمليات الشراء التي تتم بسرية معتبرا أنها عمليات خطيرة ومشكوك بأمره، ودعا السلطة الوطنية لمواجهة هذه الأعمال وحماية أراضى خان يونس من العابثين ونبه الفرا المواطنين من خطورة الانجرار وراء أعمال البيع والشراء في هذه الفترة الحرجة .

حالة طوارئ:

وأوضح د. الفرا أن هناك محاور رئيسية يجب على ا لبلدية أخذها في عين الاعتبار تتمثل في موضوع التعامل مع النفايات الصلبة، إذا ما فرضت إسرائيل حصارا أو إغلاقا طويلا قد يمتد لعدة أسابيع، وكذلك ضمان وصول المياه وخدمات الصرف الصحي للمواطنين وضمان تشغيل آبار المياه ومحطات ضخ الصرف الصحي دون توقف وضمان وجود احتياطي من الوقود لتشغيل هذه المحطات حال انقطاع الكهرباء لفترات طويلة ووجود قطع غيار للمرافق والمعدات والآليات الخدماتية الرئيسية، داعيا لضرورة توفير حماية لمرافق ومنشآت البلدية من أي عبث أو سرقة أو تخريب إذا ما حدثت فوضى جراء هذه الممارسات الاحتلالية و الاستعداد للتعامل مع النتائج إذا ما تعرض المدنيون للقصف أو العدوان ومدى قدرة البلدية على مساعدة المواطنين .

انهيار الموسم الزراعي:

وحذر الفرا من انهيار العمل البلدي وتقليص الخدمات إذا لم تتوفر الميزانيات المطلوبة التي تحافظ على استقرار الحكم المحلى في المدن والمحافظات وقال أن الهيئات المحلية شكلت لجان طوارئ للتعاطي مع مرحلة الانسحاب رغم أنها تمر بضائقة مالية خانقة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وحيث أن خطة الانسحاب الإسرائيلي من المستوطنات سيضيف على كاهل البلديات أعباءً أخرى نتيجة لما يمكن أن تقوم به القوات الإسرائيلية من إجراءات واغلاقات تؤثر بشكل كبير على تقديم الخدمات للمواطنين . متوقعا من انهيار الموسم الزراعي وتكبد المزارعين خسائر فادحة في منتجاتهم خاصة المناطق الزراعية المجاورة للمستوطنات والثكنات العسكرية وبالتحديد منطقتي مواصى خان يونس ورفح وذلك جراء إغلاق الطرق وإعلان المنطقة عسكرية مغلقة .