الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يحدث للأمعري .... لنتعلم من تجاربنا !

نشر بتاريخ: 16/10/2012 ( آخر تحديث: 16/10/2012 الساعة: 19:12 )
كتب : فراس العاروري

سؤال يطرحه الشارع الرياضي والإعلامي بشكل عام ومشجعي الأمعري بشكل خاص , ماذا يحدث للأمعري في الدوري ؟
الجميع مهتم بمعرفة المُسببات التي أدت إلى التراجع المفاجئ على مستوى الأمعري , خصوصاً بعد بدايته المثالية للموسم الكروي وظفره بكأس الشهيد أبو عمار , ثم إنجازه الغير مسبوق على مستوى القارة , والذي فاق كل التوقعات بعد حصوله على وصيف كأس رئيس الإتحاد الأسيوي للمرة الأولى في تاريخ الأندية الفلسطينية , الأمر الذي كان من المتوقع أن ينعكس على مردوده محلياً ويعطيه دفعة قوية للمنافسة .

لكن ما حدث كان مغايراً تماماً , فظهر الأمعري بشكل باهت وغاب عن أداء لاعبيه الحرارة والحماسة والإنسجام التي طالما تميزوا بها , وهو ما ترجمته نتائج المباريات التي خاضها منذ وصوله فجمع نقطة واحدة من ثلاث مباريات ليقبع في المركز قبل الأخير وهو المركز الذي لم يسبق للنادي تبوئه , لتنهال الأسئلة على وضع الفريق من كل حدب وصوب.

البعض شكك بمستوى البطولة التي شارك بها الأمعري وبمستوى الأندية التي قابلها ووصفها بالضعف , وهذا الكلام غير صحيح , وغير مسؤول ومبني على التوقعات والتخمينات التي لا أساس لها من الصحة .
|192435|
فبحكم مرافقتي للفريق أثناء خوضه دور المجموعات في أيار , والتصفيات النهائية مؤخراً في أيلول , فمستوى الفرق التي واجهها متقدم وعلى الأقل يفوق مستوى أنديتنا بمراحل , وهم أبطال دول المنطقة , وبالتالي لا يجوز أن نحكم على مستوى البطولة الأسيوية من خلال نتائج الفريق محلياً , وتفسيرنا للأمور من هذا المنظور يعتبر تقزيماً وتشويهاً للإنجاز الذي حققه الفريق .

أما البعض الأخر فقد عزا تراجع الأداء إلى الإرهاق وعدم ترتيب الأوراق وغياب دكة البدلاء وصانع الألعاب , وهو ما أكدته إدارة نادي الأمعري وأضافت عليه إختلاف نوعية الأرضية فمنذ أكثر من شهر , يخوض الفريق مراناته ومبارياته على ملاعب تكتسي العشب الطبيعي وهذه الجزيئيات الصغيرة لها أثار كبيرة في عالم المستديرة , قد تكون هذه الأسباب صحيحة وتلامس الحقيقة في بعض جوانبها .

لكنني أعتقد أن هناك عامل أخر لم يؤخذ بالحسبان وهو العامل النفسي , لاعبو الأمعري حققوا أكبر إنجاز في تاريخ الرياضة الفلسطينية سواء على صعيد الأندية أو منتخباتنا الوطنية , فلم يسبق أن صعدنا على منصات التتويج في محفل رسمي منظم من الإتحاد الأسيوي على مستوى القارة , وكما أن للخسارة مضاعفاتها وأثارها وطرق للخروج منها وتجاوزها , فإن للإنتصار أيضاً منهجية لتوظيفه وإستغلاله ولا تقل أهمية في العمل عن منهجية الخسارة , ولهذا كان المثل الشائع " المحافظة على القمة , أصعب من الوصول إليها " , ونحن في هذا المجال ليس لنا باع طويل وخبرة كافية فمشاركاتنا محدودة ووصولنا للمراحل المتقدمة نادرة .

أما نقطة التحول في مسيرة الأمعري فكانت الظهور الأول له بعد عودته أرض الوطن بلقبه الأسيوي , وكان لا بد له من إرسال رسالة معينة للجمهور المحلي , لكنه فشل في إرسالها وأخفق في تحقيق الفوز على مؤسسة البيرة , مما جعل ثقته تهتز بنفسه , وخسارته أمام الأهلي برباعية وأمام المكبر لم تكن إلا إمتداداً لحالة إهتزاز الثقة التي يعيشها الأمعري , هذه الحالة نشاهدها في البطولات العالمية وبكثرة , فنرى أندية تقدم أداءً عالياً في بطولة قوية كأبطال أوروبا , وتخفق في تحقيق نتائج إيجابية في دورياتها المحلية الذي من المفترض أن يكون أقل قوة , وبالتالي يصبح الدوري للأندية المتعثرة بمثابة حاجزاً نفسياً وقلقاً يتحطم مع أول إنتصار , هذا المثال يحاكي واقع الأمعري في الدوري , الذي أصبح عقدة وشكل للفريق حاجز نفسي ,سيتحطم مع أول فوز له وينطلق بعدها , الدفاع المهلهل الذي رأيته أمام البيرة وأهلي الخليل والمكبر , لم يكن هو نفسه من تصدى لهجمات البطل السابق فريق الصين والمرشح الأول نادي وبلقان وبطل باكستان , وصمد ببسالة أمام صاحب الأرض حتى الثلث الأخير من المباراة النهائية وتحت أنظار 40 الف من جماهيره نادي الإستقلال , شبح الأمعري هو من يلعب فلا تتسرعوا في الحكم عليه , وإنتظروه مع أول إنتصار له .
|192434|
الفريق أُعد نفسياً للبطولة الأسيوية ولم يأخذ الوقت الكافي للإنخراط في الأجواء المحلية , هذه الفروق الصغيرة تعد كبيرة في عالم كرة القدم , لنتعلم من تجاربنا ولا نقسوا على أنفسنا وهذه تجربة عملية ومثال واضح لشباب الخليل وهلال القدس والظاهرية وكافة أنديتنا , كرة القدم بحر واسع وعالم كبير وما زلنا نخطوا خطواتنا الأولى .