فياض: آن الأوان لوقف التعامل مع إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون
نشر بتاريخ: 17/10/2012 ( آخر تحديث: 17/10/2012 الساعة: 13:57 )
رام الله- معا- دعا رئيس الوزراء د.سلام فياض إلى تكثيف حملات التضامن ونجدة المزارعين في قطف زيتونهم، قائلا "إنه آن الأوان لوقف التعامل مع إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون والتصدي لإرهاب مستوطنيها".
جاءت اقوال رئيس الوزراء خلال حديثه الإذاعي الذي أفرده هذا الأسبوع حول موسم قطف الزيتون والجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لحماية حصاده من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه.
وشدد على أن موسم قطف الزيتون، والجهود التي يبذلها أبناءُ شعبنا ليفلحوا أرضهم ويحموها، وليقطفوا زيتونهم، بات جزءاً من التراث الوطني الذي يُلخص كفاح شعبنا للثبات على أرضه، بل وأيضاً رسالة تحدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه المُستمرة ضد مُزارعينا ومحاصيلهم، سيما شجرة الزيتون التي أصبحت هدفاً للمستوطنين وإرهابهم بشتّى السبل من حرقٍ وقلعٍ وتدميرٍ وتخريب.
وأكد فياض على أن شعبنا الذي يخوضُ ببسالة معركة الصمود والبقاء على أرضه في كل مدينةٍ وقريةٍ ومخيم وخربة ومضرب من مضارب البدو أثبت أنه كزيتونه متجذرٌ في أرضه، ومصممٌ على البقاء عليها والتصدي لسياسات ومخططات الهدم والتدمير والاقتلاع والتخريب، واستذكر صورة الحاجة محفوظة اشتيه وهي تحتضنُ بجسدها شجرة الزيتون لتحميّ جذعها من إرهاب المستوطنين الذين قطعوا غصونها تحت حماية جيش الاحتلال، وقال: "الحاجة محفوظة باحتضانها شجرة الزيتون كما تحتضنُ الأمُ طفلها، تُظهر مدى تمسك شعبنا بأرضه وزيتونه المُتجذر في عمق التاريخ، وتحكي رواية صمود شعبنا على مدار سنوات كفاحه وسعيه المشروع والمتواصل للخلاص من الاحتلال ونيل حريته واستقلاله".
وحيا رئيس الوزراء المصور المُبدع علاء بدارنة، وكافة المصورين والإعلاميين الذين يعملون بإخلاص ويعرضون في كثير من الأحيان حياتهم للخطر لإبراز معاناة شعبنا وتوقه للحرية والانعتاق من نير الاحتلال.
واعتبر فياض أن هذا الموسم يُمثل لشعبنا مناسبةً وطنية، وليس فقط اجتماعية واقتصادية، وذلك لارتباط شجرة الزيتون في الوجدان الشعبيّ بصمود وتجذر شعبنا الفلسطيني في أرضه وبإصراره العنيد للدفاع عنها.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذا العام يشهد الكثير من اعتداءات المستوطنين، بل وتصاعداً فيها. فقد شهدت قريتا قريوت وبورين في نابلس، ويطا في الخليل، ورأس كركر في رام الله والعديد من المناطق الأخرى تصعيداً خطيراً، حيث بدأ المستوطنون بقطع أشجار الزيتون وحرقها قبل بدء الموسم، وقال: "ما أن بدأ مزارعونا بجني ثمارهم حتى هاجم المستوطنون أراضي المزارعين وزيتونهم في كل المحافظات، بل، وقاموا بسرقة المحاصيل في بعض المناطق. كما قاموا بملاحقة المزارعين والاعتداء عليهم ومنعهم من الوصول إلى أرضهم".
وشدد رئيس الوزراء على أن هذه الاعتداءات الإرهابية المُمنهجة ضد مزارعينا وأرضنا ومحاصلينا، إنما تهدفُ إلى المس بمقدرات المواطن الفلسطيني وتضييق مصادر الحياة عليه، لتقويض قدرته على الصمود والبقاء، مُشيراً إلى أن اقتصادنا الوطني يعتمدُ بشكلٍ ملموس على إنتاج وتصدير وتسويق الزيت والزيتون، وهو يتكبد خسائر سنوية كبيرة جرّاء ما يتعرضُ له من استهداف.
وأكد فياض على أن الآوان قد آن لوقف التعامل مع إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون، وللتدخل الفاعل من قبل المجتمع الدوليّ لإلزامها بقواعد القانون الدوليّ، والتصدي لإرهاب مستوطنيها، وإلغاء كافة العراقيل والمُعيقات التي تحول دون وصول المزارعين لأرضهم وجني محاصيلهم، كما آن الأوان لإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه وفي مواجهة ما يشهدهُ موسمُ قطف الزيتون من اعتداءات المستوطنين الإرهابية، فإن روح التضامن والتعاون والعونة والتطوع تتجدد كل عام لتُعبر عن وحدة شعبنا وتلاحمه وتضامنه، خاصةً في أرياف الوطن. وقال: "إن هذه الروح الأصيلة والمُتجذرة في نفوس أبناء شعبنا هي رسالة وحدة في مواجهة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، مفادها أن شعبنا لن يستكين إطلاقاً، وأنه متمسك بحقه في الحياة على أرضه حراً أبياً كريماً، وهو مصمم على نيل حقوقه الوطنية في كنف دولة فلسطين المُستقلة"، ودعا أبناء شعبنا إلى المزيد من التضامن والوقوف إلى جانب مزارعينا لحماية الأرض ونجدة أصحابها، ومد يد العون لهم ومشاركتهم قطف زيتونهم، وخاصةً في الحقول المحاذية للمستوطنات والجدار، والتي تتعرض يومياً لمثل هذه الاعتداءات.
وأكد فياض على أن شعبنا وهو يُحيي موسم قطف الزيتون فأنه يحتفل بزيتونه وبصمود مزارعينا في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه، وقال: "إذ نُحيي في هذه الأيام موسم قطف الزيتون، فإننا نحتفلُ بزيتوننا، كما نحتفلُ بصمود فلاحنا، وبما يقومُ به يومياً، وما يسطرهُ من إرادةٍ لا تنكسر للاستمرار في الثبات والصمود والبقاء على الأرض، ونعم في إصراره على الوصول إلى شجر زيتونه وحقله، بالرغم من ممارسات الاحتلال وجدرانه وإرهاب مستوطنيه".
وفي نهاية حديثه، حيا رئيس الوزراء أبناء شعبنا على صمودهم وثباتهم، وهم يفلحون الأرض ويحموها من اعتداءات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، وقال: "صمودكم أقوى من الاحتلال والاستيطان، وسيظل شعبنا كزيتونه، مُتجذراً في أرضه، وإذا كان غصنُ الزيتون رمزاً للسلام، وهو كذلك، فجذع شجرة الزيتون الذي احتضنته الحاجة محفوظة هو رمزٌ للتحدي ولإصرار شعبنا على التمسك بحقوقه".