الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

زيارة وداعية غمرتها الدموع بين الاسير مجد زيادة ووالدته المريضة

نشر بتاريخ: 17/10/2012 ( آخر تحديث: 17/10/2012 الساعة: 11:28 )
رام الله- معا- أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن الاسير الفلسطيني مجد محمود زيادة 27 عاما سكان رام الله المحكوم بالسجن 30 عاما، تمكن من زيارة والدته المريضة بالسرطان دون قضبان وشبك في سجن عوفر العسكري وذلك بعد ترتيبات أجراها الصليب الأحمر.

والدة الاسير مجد لم تستطع زيارته منذ أكثر من عامين بسبب المرض الخبيث، وهو ابنها الوحيد وقد تمنت أن تراه وتحتضنه قبل أن يسوء وضعها الصحي أكثر وأكثر.

وبجهود كبيرة من الصليب الأحمر الدولي تم نقل الاسير مجد من سجن نفحة إلى سجن عوفر العسكري لإجراء الزيارة لوالدته وذلك على ضوء عدم قدرة والدة مجد السفر لمسافة طويلة إلى سجن نفحة،وقد وافقت السلطات الإسرائيلية على ذلك.

يوم الثلاثاء 16/10/2012تم نقل والدة الاسير مجد زيادة عبر سيارة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، وعلى الحجاز الإسرائيلي تم نقلها عبر سيارة إسعاف إسرائيلية إلى داخل سجن عوفر العسكري، حيث جرت الزيارة وجها لوجه وبدون شبك وقضبان.

بعد 11 عاما من اعتقال مجد تستطيع والدته المريضة المعلقة بين الحياة والموت من احتضان ولدها وشم رائحته وسماع صوته في مشهد مؤثر انسحب السجانون على أثره، وتركوا الأم مع ابنها في لحظات عناق تغمرها الدموع وكأنها لحظات وداع أخيرة.

أم مجد عاشت مشاعر متناقضة بين أن يراها ولدها في هذه الحالة الصحية وبين شوقها الكبير لأن تراه بعد غياب طويل، وهذه حال المئات من أمهات الأسرى المريضات اللواتي توقفن عن زيارة أبنائهن بسبب المرض أو بسبب الوفاة.

الاسير محمود غلمة وصف واقع الزيارة بأنه مليء بالمشاعر المؤلمة، فرح ودموع وألم تمتزج في عناق الأم بولدها، الكل بكى، السماء والجدران والقضبان بكت، أمام لحظات تحرر منها مجد من قيوده ورأى أمه بلا لوح زجاجي، حيث انهال يقبل يديها ويضمها كأنه لا يريد أن تنته هذه اللحظات التاريخية.

أم مجد زيادة التي عادت من الزيارة لأخذ جلسات العلاج الكيماوي اعتبرت أن زيارة ولدها هي أفضل علاج لها، امتلأ صدرها برائحة ابنها الاسير، وقد شعرت بالشفاء، بينما عاد مجد إلى غرفته في السجن متسائلا هل استطيع أن أرى أمي مرة أخرى.

يبدو أن السجن هو مجموع الأسئلة الموجعة بين الأمهات وأبنائهن في السجون في رحلة طالت وتعثرت، ولم يبق سوى الصمود بسلاح الأمل والصبر و مقاومة التحديات الاحتلالية التي تزرع الحرمان الإنساني في كل مكان.