"الضمير" تطالب المقالة بفتح تحقيق جدي في وفاة المواطن الزقزوق
نشر بتاريخ: 18/10/2012 ( آخر تحديث: 18/10/2012 الساعة: 07:26 )
غزة - معا - طالبت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان الحكومة المقالة بفتح تحقيق جدي بملابسات وظروف اعتقال ووفاة المواطن محمد سعيد عبد المطلب الزقزوق، البالغ من العمر (27 عاماً) في مقر نظارة مركز شرطة خان يونس.
كما طالبت في بيان وصل "معا" الحكومة بنشر نتائج التحقيق على الملأ، على أن تضمن عملية التحقيق من مدى مراعاة هذه الأجهزة الشرطية والحكومية لحقوق المحتجزين وضمانات الاحتجاز والتوقيف.
وتوفي مساء الثلاثاء الموافق 16 أكتوبر(تشرين الأول)2012 المواطن: محمد سعيد عبد المطلب الزقزوق، البالغ من العمر (27 عاماً) في مقر نظارة مركز شرطة خان يونس، وذلك بعد حوالي 8 ساعات من إيقافه على ذمة قضية جنائية.
ووفقا للمعلومات التي وثقتها الضمير، المستندة لإفادة والد الضحية، فإنه عند حوالي الساعة 06:30 من مساء الثلاثاء تلقى اتصالاً هاتفياً من قبل شخص عرف عن نفسه بالعمل في شرطة خان يونس، أوضح له أن ابنه محمد قد توفي داخل مشفى ناصر الطبي بخان يونس، موضحا أن أفراد من الشرطة الخاصة قد منعته من مشاهدة جثمان ابنه إلا بعد حوالي ساعة و نصف من وصوله إلى المشفى في خان يونس.
وذكر، أنه عند حوالي الساعة 09:00 صباحاً أقدم عنصرين على متن دراجة نارية إلى منزلهم متحدثين له أنهما من المباحث بمركز القرارة ولديهما أمر باعتقال الضحية على خلفية شكوى سجلت ضده من قبل عمه، و بالفعل قاما باقتياده على متن الدراجة النارية إلى مكان مجهول.
فيما أفاد مدير مركز شرطة خان يونس المقدم علي القدرة "أبو الطاهر"، أن الضحية أوقف بناءا على مذكرة قبض صدرت بحقه من النيابة العامة بخان يونس وذلك على ذمة قضية جنائية تقدم بها عمه بشكوى مفادها محاولة حرق سيارته، وقد جرى توقيفه بعد تدوين أقواله لدى مكتب تحقيق خان يونس( المدينة ) وذلك عند الساعة 01:00 ظهرا.
منوها "القدرة" أن الضحية قام لمدة ساعتين ونصف بعد توقيفه بأعمال عنف وشغب وسب وشتم وسب الذات الإلهية والطرق على الأبواب بصورة مستمرة وعنيفة مما حدى به لأخذ قرار بحجزه بشكل انفرادي لمدة ما تقارب من نصف ساعة، فيما توصلت العناصر الشرطية لاتفاق معه يقضي بالتزامه الهدوء مقابل إخراجه لممر(الفورة) بالنظارة، ومع ذلك استمر بأعمال الشعب و قد قام بخلع جميع ملابسة وتبرز على أرضية ممر النظارة ووضع القذرات على نفسه وعلى جدران النظارة مما آثار استياء الموقوفين وحدوث فوضي داخل النظارة من قبلهم، ما دفع الشرطة لارجاعه مرة أخرى إلى الحجز الانفرادي، وجرى تكبيل يديه وقدميه لمدة ساعتين تقريباً. وعند حوالي الساعة 07:30 مساء قام أحد الموقوفين( ما يعرف بالشاويش) بملاحظة وجود حبل مربوط في شباك الحجز فقام بابلاغ إدارة النظارة التي أتضح لها أن الضحية قام بربط عنقه بحبل مرتبط بشباك غرفة الحجز يعتقد أنه قام بقطعه من "بطانية" على حد قوله ، وبعد ذلك قامت إدارة النظارة بنقلة إلى مشفى ناصر الطبي.
وفقاً للإفادة الشفهية لأحد الموقوفين في النظارة، فإنه يؤكد أن الضحية قام بأعمال شغب وعنف منذ وصوله النظارة، فقام افراد الشرطة بضربه "الفلكة" مرتين تقريباُ، و عند الساعة 07:30 مساء لم يسمع له صوتاً، الأمر الذي استدعى بنا التوجه لغرفة الحجز الانفرادي ، لنجد حبل مربوط بعنقه متصلا بشباك الحجز ، وعند حوالي الساعة 07:45 مساء وصلت سيارة إسعاف إلى النظارة ونقلت الضحية وهو مازال – كما يعتقد مقدم الإفادة - على قيد الحياة.
بمعاينة الباحث الميداني للضمير لغرفة الحجز الانفرادي التي كان بداخلها الضحية فان مساحتها تبلغ تقريبا طول 2 متر، بعرض 1:20 سنتيمتر، مع وجود بطانية ومنشفة عليها بقايا براز. وبالمعاينة العينية للباحث الميداني لجثة الضحية و ذلك عند حوالي الساعة 12:30 من ظهر يوم الأربعاء الموافق 17 أكتوبر 2012، اتضح وجود علامات تدلل على تعرض الضحية لكدمات في الجهة اليسرى لجسده وبشكل خاص على اليد وأسفل الصدر و القدم، وكذلك وجود علامات بسيطة أسفل القدمين، وعلامات بسيطة في الرقبة.
وفقاً لإفادة يوسف العامودي، مدير عام الطب الشرعي في مشفى الشفاء بغزة، فقد أوضح أنه تلقى اتصالاً هاتفياُ من رئيس النيابة العامة بخان يونس، نقل له السماح لكافة المنظمات الحقوقية بحضور عملية تشريح الجثة ومعاينتها وذلك بناء على قرار من النائب العام الدكتور إسماعيل جبر .
وأوضح انه تم اخذ عينات من جسد الضحية لاستكمال عمليات الفحص الجنائي الشرعي، فيما رفض أن يعطي أي تفاصيل أخرى تتعلق بأسباب الوفاة.
واعربت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان عن اسفها لوفاة المواطن الزقزوق ( أب لأربعة أطفال) في ظروف وملابسات غير واضحة بشكل دقيق.