بعد عام- صفقة شاليط عززت خيار "المقاومة" وخطت معالم طريق صعب
نشر بتاريخ: 18/10/2012 ( آخر تحديث: 18/10/2012 الساعة: 13:02 )
غزة- تقرير خاص معا - بعد عام على صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية، ما زالت الفصائل الفلسطينية في غزة ترى أن المقاومة هي السبيل الأنجع لتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، ولا سيما من خلال عمليات تهدف لأسرى جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى.
وبموجب الصفقة التي تمت في مثل هذا اليوم قبل عام أفرجت إسرائيل عن 1027 أسيرا فلسطينيا على مرحلتين، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي كان قد مضى على أسره بأيدي فصائل المقاومة بغزة خمس سنوات.
الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام قال "إن أهم الدروس المستقاة من الصفقة هي أن المقاومة أفضل الطرق واقصرها لاسترجاع الحقوق وتحقيق الأهداف".
وأضاف عزام في حديث لـ معا "أن موضوع الأسرى ظل رهن السياسية الإسرائيلية ولم تنجح كل الاتفاقيات التي وقعها الفلسطينيون والأطراف العربية لتحرير الأسرى سوى المقاومة هي التي استطاعت تحريرهم".
وشدد على ضرورة "تماسك المقاومة" وتشكيل غرفة عمليات موحدة لجميع الفصائل.
من جهته، قال مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي إن الأسرى الفلسطينيين لا يمكن أن يُحرروا إلا إذا تم أسر جنود أو مستوطنين لمبادلتهم، وهناك أسرى محكومون بالسجن المؤبد ولن يوافق الاحتلال على إطلاق سراحهم بسهولة إلا إذا كان مضطرا وتنازل عن شروطه.
أما عن الوسيط المصري، فقال "لا يملك الوسيط المصري أي قوة للضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ باقي شروط الصفقة ولكنه يحاول رغم حالة التعنت الإسرائيلي".
من جانبه شدد عطا الله أبو السبح وزير الأسرى والمحررين بالحكومة المقالة على ضرورة العمل بكل الوسائل المتاحة من اجل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال والذين يتعرضون لهجمة شرسة من قبل مصلحة السجون.
وقال أبو السبح إن "ملف الأسرى لن يُغلق ولن يظل هناك أسير فلسطيني وهذا إن دل فإنما يدل على عدم شرعية إسرائيل وأنها كيان عدواني غاصب"، مشدداً على أن "تبييض السجون مرهون بزوال إسرائيل".
واعتبر موفق حميد مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في جمعية الأسرى والمحررين "حسام" صفقة التبادل بمثابة بارقة أمل إلى الأسرى داخل السجون وبالذات أصحاب المحكوميات العالية الذين امضوا أكثر من عشرين عاما والبالغ عددهم الان 112 أسيرا قبل اتفاق أوسلو.
وقال حميد لـ معا كما تعتبر بارقة أمل إلى أسرى غزة البالغ عددهم 750 أسيرا، مشيرا إلى الصفقات السابقة عاما 1966 عندما قامت حركة فتح بخطف جندي إسرائيلي ومبادلته بالأسير محمود حجازي في عام 1971، والى الصفقة التي تمت في العام 85 عندما أفرج عن 1155 أسيرا وغيرها من الصفقات.
وأشار حميد إلى النصوص التي لم تلتزم بها إسرائيل في صفقة التبادل مثل تحسين أوضاع الأسرى من ناحية المأكل والملبس والعلاج، وزيادة قمع الأسرى واقتحام السجون حيث وصل عدد الاقتحامات من الصفقة إلى أكثر من 300 عملية اقتحام وقمع للأسرى، كما قامت إسرائيل باعتقال أكثر من 20 أسيرا محررا في الصفقة وباقي منهم 7 أسرى داخل السجون، كما لم تلتزم إسرائيل ببرنامج الزيارات لأسرى غزة والإحكام الإدارية.
ودعا حميد الوسيط المصري للضغط على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ ما تم الاتفاق علية في الصفقة.
في ذات السياق أكد أبو مجاهد، الناطق الإعلامي للجان المقاومة أن "صفقة وفاء الأحرار لن تكون الاخيرة وشاليط لن يكون الأخير"، مشددا على ان وفاء الأحرار سوف تتكرر بنسخ متعددة لتكتب النصر للأسرى والشعب الفلسطيني.
وقال ابو مجاهد إن الإنتصار في صفقة "وفاء الأحرار" شكل بداية لمرحلة جديدة في تعامل المقاومة مع ملف الأسرى عنوانها "لن نترك للمحتل التحكم بمصير رجالنا وشبابنا ونسائنا في سجونه وزنازينه".
وأشار أبو مجاهد في بيان وصل معا نسخة منه الى أن تلك المرحلة دشنت بالدماء الطاهرة من الشهداء الأبرار وترسخت عبر أسطورة "الوهم المتبدد".
وأكد أن الطريق لحرية الأسراى يتم عبر عمليات أسر الجنود الاسرائيلين، مشددا أن المقاومة لن تقف عاجزة أمام ذلك والإلتزام بتحقيق الحرية للأسرى واجب شرعي يحتم على الجميع السعي نحو ذلك الهدف بكل ما توفر من وسائل.
وأوضح أبو مجاهد أن المقاومة الفلسطينية بكافة ألوانها تسعى لتكرار صفقة وفاء الأحرار وأسر شاليط جديد فالطريق أضحى واضح لمن أراد أن يشارك في إنجاز حرية الأسراى الذين يعانون مع عدوان الاسرائيلي ويحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وأضاف الناطق بإسم لجان المقاومة أن ما يتعرض له الأسراى والأسيرات من ظلم في السجون الاسرائيلية يستنفر المقاومين ويستفزهم للعمل بكل ما يملكون من وسيلة للتعجيل بخلاص الأسراى من واقع المأساة والمعاناة داخل زنازين الاحتلال.
كما قالت كتائب المجاهدين- الجناح العسكري لحركة المجاهدين- إن صفقة وفاء الاحرار اكدت أن خيار المقاومة هو الانجع لانتزاع الحقوق وأن الصفقة لم تكن لتنجز الا بصمود المقاومة وثباتها امام كل الضغوط.
وتابعت الكتائب في بيان وصل معا نسخة منه في الذكرى الاولى لصفقة وفاء الاحرار: "ها هي الذكرى الاولى لصفقة وفاء الاحرار المباركة تمر علينا ونحن اكثر اصرارا على انتزاع كل حقوقنا, تلك الصفقة التي اثبتت مجددا ان المقاومة الأبية أنها الاقدر على الوقوف بوجه العدوان الاسرائيلي المستمر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني"، مؤكدة ان الاحتلال لا يفهم الا لغة المقاومة ولا يجيد الحوار الا مع البندقية.
وشددت الكتائب أن صفقة وفاء الاحرار هي "سابقة جهادية" لن تكون الاخيرة مؤكدة أن "زمن الهزائم قد ولى عهده بلا رجعة وبدأ عصر الانتصارات والكرامة".
(يتبع..)