السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بانطلاقة الجبهة العربية: المصالحة بحاجة لإرادة ودعوة لاجراء الانتخابات

نشر بتاريخ: 18/10/2012 ( آخر تحديث: 18/10/2012 الساعة: 20:37 )
غزة - معا - نظمت الجبهة العربية الفلسطينية اليوم مهرجاناً جماهيرياً أحياءا للذكرى الـ(44 ) لانطلاقتها و(19) على التجديد وذلك في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة ، حيث حضره عدد كبير من قيادات الفصائل والشخصيات الوطنية والوجهاء ورجال الإصلاح ، وعدد كبير من أعضاء ومناصري الجبهة في قطاع غزة .

وقد ألقى د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، نقل خلالها تحيات الرئيس وتهانيه الحارة لقيادة وكوادر الجبهة، مؤكداً على أهمية الدور الذي لعبته الجبهة منذ انطلاقتها في مسيرة العمل الوطني وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومشيداً بالدور المميز للجبهة في الدفاع عن وحدة الصف الفلسطيني وبالقرار المستقل بعيداً عن كل أشكال التبعية والوصايا والاحتواء، مسجلاً للجبهة حرصها على المصالح الوطنية العليا لشعبنا والتي عبرت عنها من خلال مواقفها الوحدوية الرافضة للانقسام.

وفي سياق آخر تحدث د. الأغا عن التصعيد على قطاع غزة واصفاً إياه بالخطير، موضحاً انه ليس بمنأى عن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية من عدوان متواصل على كل ما هو فلسطيني من شجر وحجر وإنسان، مضيفاً ان إسرائيل تواصل عدوانها من خلال استمرار الاستيطان وإطلاق العنان للمستوطنين لمواصلة اعتداءاتهم وخصوصاً مع بدء موسم قطف الزيتون وجرائمهم بإحراق مئات الأشجار، متزامناً ذلك مع الحصار المالي على السلطة الفلسطينية والحملة المسعورة التي يقودها نتنياهو وليبرمان ضد القيادة الفلسطينية لتشويه صورتها واتهامها بتعطيل المفاوضات، وذلك لان إسرائيل تهدف إلى إفشال الجهود الدبلوماسية والسياسية للقيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة ، مؤكداً أن هذه الحملة لن تنطلي على احد ولن تثني الرئيس أبو مازن عن جهوده، موضحاً أن اللجنة التنفيذية اتخذت قراراً نهائياً بالذهاب الشهر القادم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم كل التهديدات والضغوطات التي وصلت إلى ممارسة الضغوط على الأمين العام للأمم المتحدة .

وأضاف الأغا نحن لا نطالب إلا بحقوقنا المشروعة ، وعلى الجميع أن يدرك انه لا يمكن تحقيق امن إسرائيل على حساب شعبنا، وان الحل هو وقف الاستيطان والإقرار بحل الدولتين ضمن سلام عادل وشامل ، داعياً العالم إلى تحمل مسئولياته تجاه شعبنا ووقف العدوان والحصار وتوفير الحماية لشعبنا .

أما جميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فقد أكد أن انطلاقة الجبهة كانت بمثابة الجسر الواصل بين الوطني والقومي وأنها جسدت مفهوماً أساسياً بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية وان لا مجال لنهوض الأمة إلا بوحدتها وان فلسطين هي الطريق لهذه الوحدة ، هذه المبادئ التي جسدتها الجبهة في قرار التجديد عام 1993م عندما اتخذ رفاق الجبهة الموقف الشجاع الذي أكدوا من خلاله التصاقهم بشعبهم وتمسكهم بالقرار الوطني المستقل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل أماكن تواجده، وجسدوا إضافة نوعية في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني.

وفي الموضوع السياسي قال شحادة أن الذكرى تأتي وشعبنا في ذروة معاركه حيث العدوان المتواصل والحصار المضروب على قطاع غزة والإغلاق المتواصل للمعابر والإبقاء على الحواجز في الضفة الغربية وحملات المداهمات والاعتقالات اليومية، مروراً بمواصلة مخططات التوسع الاستيطاني التي شملت كل أرجاء الوطن ومضي إسرائيل في مشروع تهويد القدس والمساس بأهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة والتعدي على كافة الأراضي الفلسطينية والتشجيع الواضح للمستوطنين في التعدي على أهلنا وأرضنا ومياهنا في كل مكان، هذا بالإضافة إلى ما تتعرض له السلطة من حصار مالي بهدف إجهاضها وإسقاطها، ووقوفها ضد جهودنا الوطنية في الحصول على عضوية الأمم المتحدة مدعومة من الإدارة الأمريكية التي تراجعت عن وعودها ومواقفها مغلبة اعتبارات الانتخابات الرئاسية على مصالح ومصداقية الولايات المتحدة في المنطقة مستغلين في ذلك الانقسام البغيض الذي يعيشه شعبنا وكذلك التطورات التي حصلت في الوطن العربي وانشغال أقطارنا العربية بظروفها وتحدياتها الداخلية، وكذلك الغياب الفاضح للإرادة الدولية التي أصبحت أسيرة للقرار الأمريكي المنحاز كليا إلى إسرائيل .

وأضاف شحادة: أن هذه التحديات تتطلب وقفة مسؤولة وشجاعة مما يتطلب من "الإخوة" في حركة حماس الذين نحرص على دورهم باعتبارهم احد المكونات الأساسية للشعب الفلسطيني أن يغادروا عقلية العمل كمسئولين عن حركة حماس إلى عقلية العمل كشركاء أساسيين في المسئولية عن الشعب الفلسطيني، ونقول لهم "آن الأوان لرؤية الصورة والواقع في عيون شعبنا ومن خلال معاناته، وان ما تعيشه غزة اليوم من ظروف صعبة وقاسية والتراجع الكبير في الدعم الدولي لحقوقنا الوطنية هي مؤشرات خطيرة لابد من التوقف عندها وإعادة النظر بها".

وتابع شحادة "إننا في الجبهة العربية الفلسطينية ونحن نؤكد على ضرورة مراجعة حماس لموقفها من تعطيل عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة باعتبارها العقبة الرئيسية التي تحول دون إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني كوسيلة لوحدة شعبنا.

وقال " نقول أن إنجاح المصالحة يحتاج إلى إرادة جادة وحقيقية والى استجابة جدية لمنطق العقل والخروج من المعادلات التنظيمية أو الإقليمية أو الدولية والاحتكام لمعادلة الشعب والوطن، وتقديم المرونة اللازمة من برامجنا التنظيمية لمصلحة البرنامج الوطني باعتبار أن المكاسب التي يحققها أي طرف من خلال العمل الوطني الموحد اكبر بكثير من المراهنة على المتغيرات في الساحة العربية ، مضيفا أن الموقف الآخر الذي يمكن أن نواجه به الاحتلال والسياسة العنصرية هو التأكيد على لحمة شعبنا وأرضنا ودعم توجه القيادة للأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة كمقدمة للاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين".

أما النائب جميل المجدلاوي والذي ألقى كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية، فقد توجه بالتهنئة إلى الجبهة بذكرى الانطلاقة والتجديد وقال:" آن لنا أن ننهي هذا الانقسام بسواعدنا لأنه لن ينتهي من تلقاء نفسه، ولن ينتهي ونحن ننتظر كما ينتظر الأخ أبو مازن وحركة فتح وحركة حماس للتطورات الإقليمية والدولية علها تسعف أي منهما ، ولكننا نقول أنه لا يجوز لنا أن نبقى في مواقع الانتظار والترقب وعلينا النزول للشوارع هنا في غزة وهناك في الضفة حتى نفرض الوحدة الوطنية".

وأضاف المجدلاوي"أن الوضع الآن هو أن حماس تعطل عمل لجنة الانتخابات المركزية وهذه خطيئة كبرى وحماس تفاقم من معاناة شعبنا وتحد من فاعلية الجميع وتفرض قبضة الأمن في غزة"، متسائلاً ما الذي يمنع الرئيس أبو مازن من دعوة الإطار القيادي لم.ت.ف لوضع حماس أمام مسئولياتها" ، متهماً الرئيس أبو مازن وقيادة حماس بتلاقف المواقف.

ودعا المجدلاوي إلى إجراء الانتخابات البلدية في قطاع غزة ، متسائلاً ما دخل الانقسام في الانتخابات؟ ومن الأفضل أن تعين المجالس البلدية في غزة أو أن تنتخب انتخاباً؟، داعياً أيضاً الشباب في الجامعات إلى إجراء انتخابات مجالس الطلبة وفق التمثيل النسبي الكامل .