الخميس: 23/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

في رسالة للرئيس- الأسرى المرضى: الشهادة أرحم من السجن

نشر بتاريخ: 20/10/2012 ( آخر تحديث: 20/10/2012 الساعة: 13:25 )
رام الله- معا - قام وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بزيارة الى منزل الأسير المحرر علاء الدين حسونة 32 عاما، سكان الخليل الذي قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال، وقد قضاها في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي حيث كان يعاني من مرض القلب.

وقد رافق قراقع خلال زيارته أبو العبد سكافي رئيس لجنة أهالي الأسرى في الخليل، وفريد الأطرش مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في منطقة الجنوب، وكمال هماش عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي.

وقال قراقع في احتفال استقبال الأسير علاء في ديوان آل حسونة أن وضع الأسرى المرضى في السجون أصبح لا يطاق بسبب تفاقم الأمراض في اجسادهم و سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تمارسها ادارة السجون، واعتبر قراقع ان الأسرى المرضى تمارس بحقهم سياسة الموت البطيء، مطالبا بتدخل عاجل للإفراج الفوري عنهم وارسال لجان تحقيق دولية حول تردي الأوضاع الصحية في السجون.

وقد سلم الأسير علاء حسونة الذي أجرى عملية قلب مفتوح داخل السجن رسالة موجهة من الأسرى المرضى الى الرئيس أبو مازن والى كافة قوى وفصائل الشعب الفلسطيني، وهذا نص الرسالة التي جاءت تحت عنوان: صرخة الم و أمل:


بسم الله الرحمن الرحيم
جماهير شعبنا الصامد في الوطن فلسطين وفي الشتات
سيادة الأخ الرئيس محمود عباس رئيس الجنة التنفيذية لم . ت . ف ورئيس سلطتنا و دولتنا العتيدة
الأخوة والرفاق والمجاهدين قادة وأبناء فصائل وأحزاب العمل الوطني والإسلامي.
الأخ عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين.
الأخوات والأخوة قادة رؤساء مؤسسات العمل الأهلي والجماهيري.

من إخوانكم وأبناكم المرضى القابعين في مقبرة الشهداء الأحياء فيما يسمى مشفى سجن الرملة، بهامات لا زالت وستبقى مرفوعة، وبأجساد انهكها الإعياء و المرض، وبأرواح تتنسم الحرية والحياة في زمن يضيق فيه القيد وتتعرى على صفحاته كل قيم الإنسانية والعدالة أمام جبروت وصلف القوة و ظلماتها، من آهات آلامنا وقساوة معاناتنا، وبمشاعر تجيش بحرقة الأمل وبأنات لإحتضان ثرى الوطن الحبيب، ولقاء الأحبة والأبناء والأحفاد والزوجات والأهل، وبعيون ترنو لشقائق النعمان تشق صخر الأرض انتظارا لخطى مناضليها، ولأزقة عايشتنا براءة الطفولة، وبراري احتضنت شقاوة المراهقة وهضاب سهرت تحمي ليالي النضال والرجولة.

لجماهير عشقنا النضال ومارسناه بدفق أوجاعها ونبضات تطلعاتها ودفئ أحضانها نخاطبكم بصرخة ألم و أمل وقد تكون لبعضنا صرخته الأخيرة .... ونقول أننا لا نخشى الموت و الا لما كنا واجهناها مرارا وتكرارا حين اخترنا طريق الكفاح لتحرير أرضنا وشعبنا، بل ان ما نخشاه هو أن لا نلفظ اخر ما تبقى من نفس بين أحضان احبتنا و اهلنا و أبناء شعبنا.

نخاطبكم من موقع العضو من الجسد، ومن موقف الإدراك الواعي والمثمن لكل ما بذل من جهود ونضالات لوضع قضية الأسرى والمرضى والقدامى منهم على وجه الخصوص في مقدمة جداول أعمالكم، وابراز الأخ الرئيس للقضية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصرار قيادات شعبنا و مؤسساته الوطنية والأهلية المختلفة والجهود المعطاة من الأخ وزير شؤون الأسرى في دفع قضيتنا دوما للواجهة و تحديدا الإصرار على شرط تحريرنا قبل استئناف أي شكل من الأحاديث مع عدو الإنسانية، مغتصب الحقوق ومدنس المقدسات، الذي يمعن وبصلف محموم في ممارسة ابشع سياسات التضييق والحرمان والإهمال الطبي المقصود ضدنا كمرضى.

فنحن متروكين لأقدارنا وألامنا و أمراضنا، دون أية رعاية طبية حقيقية، اللهم عزلنا عن بقية اخواننا الأسرى كي لا يشكل وجودنا بينهمم مصدرا اضافيا لتفجر الأوضاع داخل السجون. ان ما نتلقاه من علاج ينحصر بمسكنات تخدر أوجاع امراض مستعصية تفتك كل لحظة بأجسادنا، وتفاقم من خطورة وضعنا وتقربنا اكثر للحظة الإنضمام لقافلة من سبقونا وتخرجوا شهداء من ما يسمى مستشفى الرملة، وها هي أرواحهم تحوم متسائلة عن سر بقائنا متشبثين بحياة الشهادة منها أرحم، فلكم العزة يا من سبقتمونا و تحررتم شهداء، ويبدوا ان انتظاركم لإنضمام بعضنا القريب لقافلتكم لن يطول، فالسلام والرحمة على أرواحكم يا محمد أبو هدوان وجمعة الكيالي و زهير لبادة و مراد أبو سكوت......

ستكون الشهادة الطف وأرحم من وضع يعيش فيه خمسة عشر مناضلا في ظروف يطحنهم فيها القهر والألم والمرض، منها سبع حالات اعاقة مستديمة وأمراض مستعصية، بعضها كل ليلة يكرر وصيته الأخيرة وأمانيه الأخيرة أن يلفظ آخر ما تبقى من أنفاس بين أحضان اهله و محبيه وجماهير شعبه.

لتصل رسالتنا لكل ضمير ما يزال ينبض حبا للأرض ومناضليها، لجماهير شعبنا وهي تطرق جدران خزان أوجاعنا و أوجاعها، لمناضلينا البواسل، اخوتنا و مجاهدينا ورفاقنا : لا تتركونا ننزف في ميدان المعركة !! ولفصائلنا وقوانا الوطنية والإسلامية نقول: قوتنا في وحدتنا انهاء الإنقسام واعادة اللحمة الوطنية شرط واجب لتحررنا و سيحاكم التاريخ كل من لا يسهم في اعادة اللحمه ورص الصفوف.

المجد والخلود لشهدائنا البررة والعزة لجرحانا
الحرية للوطن وللأسرى
الخزي والعار للإحتلال
اخوانكم ورفاقكم ومجاهديكم

الأسرى المرضى في مشفى سجن الرملة