الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف ابتلعت القاهرة رولا الغزيّة؟

نشر بتاريخ: 22/10/2012 ( آخر تحديث: 22/10/2012 الساعة: 19:10 )
غزة- تقرير معا - "أنا مستعدة لبيع منزلي ودفع ما أملك لقاء معرفة مصير ابنتي رولا؟؟؟" عبارات انطلقت من أم جفت دموعها بكاء على ابنتها التي اختفت منذ ما يقارب العشرة أشهر، أم تشققت قدماها وهي تجوب شوارع القاهرة بحثا عن ابنتها التي تقول إنها "راحت ضحية" عصابات مصرية- فلسطينية في مصر.

قصة الفتاة رولا الحمارنة والتي تبلغ من العمر ( 29 سنة) بدأت في مدينة العريش المصرية برفقة والدتها المريضة وقريبتهم "أم فتحي" التي تعرف جيدا طرقات وأزقة القاهرة.

ولأول مرة في حياتها تعبر رولا إلى مصر بتاريخ 29/11/2011 برفقة والدتها إلى العريش وهناك ذهبت إلى السوق وتفاجأت بإحدى السيدات الفلسطينيات تقطن مصر منذ مدة، فأخذت ترحب بهم بعبارات استغربت لها الأم التي أكدت أنه لا تعرف هذه السيدة.

أم علي والدة رولا قالت لمراسلة لـ معا: "فجأة ظهرت لنا سيدة قالت إنها تدعى "ر. ق" وأخذت ترحب بنا ونحن لا نعرفها وأخذت تسأل عن ابنتي وعن عمرها وبعد عدة ايام ظلّت تلاحقنا واكتشفت أنها تسعى إلى تزويج ابنتي- حسب ادعائها- من احد الشباب المصريين وهنا قاطعتها بأننا لسنا هنا لهذا الغرض وطردتها".

محاولات هذه السيدة لم تقف عند هذا الحد وإنما قامت بجلب اثنين من الشباب المصريين أحدهم يدعى "عبد الفتاح" والآخر "طارق" ادعت بأنهما شقيقان جاءا برفقة والدتهما لرؤية العروس (رولا ) دون موافقة الأخيرة ووالدتها في ظل محاولات إغرائهم بشتى الوسائل فما لبثت أم علي أن صرخت بوجهها مرة أخرى وطردتها حتى تكف شرها عن ابنتها.

وتتابع أم علي: "سافرنا إلى القاهرة حتى أتعالج بعد ثلاثة أيام من مكوثنا في العريش إلى فندق اللواء في العتبة وفي اليوم الثاني قررنا نحن الثلاثة ( رولا وانا وقريبتنا أم فتحي) النزول إلى سوق العتبة لشراء بعض الحاجيات لدكانة صغير فتحتها رولا في غزة تعتاش منها بعد أن طلّقها زوجها".

وتضيف "وإحنا في السوق ظلت أم فتحي تلح وتصر علي أن اعيد رولا إلى الفندق وسط رفضي المطلق لذلك دون أن يخطر ببالي أن مكيدة يتم تحضيرها، (ر. ق وأم فتحي والشابان المصريان جزء منها)، وعند إلحاحها للانفراد برولا قررت أنني لا أريد العلاج وأننا سنعود لغزة في اقرب وقت".

تأخر قرار أم علي وغابت عشرة دقائق فقط عن رولا فعادت ولكنها لم تجدها فقد أخذتها أم فتحي الى عيادة دكتور باطني- كما قالت لها إحدى الجارات- ولم تعد بها.

وفي هذا الصدد تضيف أم علي "أصبحت الساعة 11.30 عادت المرأة العجوز في إشارة لام فتحي ولم تعد رولا معها، وهنا بدأت أصرخ وابكي وهي لم تعرني انتباها فالتم علينا من كان بالفندق من الفلسطينيين الذين حدثتهم عما حصل معنا".

تدخلات بعض النزلاء الفلسطينيين لمعرفة ما حدث مع رولا أوصلتهم لسائق التاكسي الذي أوصلهم بدوره إلى العيادة التي كانت بحلوان المصرية وهناك اعترف السائق أن السيدة العجوز بحسب المواصفات التي أدلى بها للشرطة المصرية كانت برفقة أحد الرجلين اللذين جاءا إلى العريش برفقة "ر. ق" لرؤية رولا.

اختفت رولا وتركت والدتها المسنة وحيدة في القاهرة تبكي وجعا على فراقها ماذا تفعل..؟ اجتمعت العائلة في القاهرة وبدأت محاولات البحث عنها بعد أن تم تبليغ جميع مراكز الشرطة المصرية بالحادث وعاد إخوتها إلى العريش وعبثا فعلوا بالعثور على "ر. ق" أو أي خيط يقود لها وهي المتزوجة من مصري الجنسية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن مواصفات الشابين هي ذات المواصفات التي تحدث عنها كل من سائق التاكسي في وصفه للرجل الذي صاحب المرأة العجوز وصاحب الفندق وهي ذات المواصفات التي تحدثت عنها "ر.ق" لرولا في أول مرة التقت بها.

طرقت عائلة رولا كل الأبواب في مصر فلم تترك قسم شرطة إلا وتركت بلاغا به وطرقت باب السفارة الفلسطينية في القاهرة كما لجأت إلى الإخوان المسلمين كما قالت ام علي حيث أجمعت النتائج على أن صاحبة العيادة والشابين المصريين والفلسطينية من العريش اختفوا جميعا وهم جزء من تشكيل عصابي يتاجر بالبشر.