الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رجال إصلاح يطالبون بتشكيل لجان نسائية لمساندتهم بعملهم الاصلاحي

نشر بتاريخ: 24/10/2012 ( آخر تحديث: 24/10/2012 الساعة: 08:35 )
غزة-معا- طالب رجال إصلاح ومخاتير بضرورة العمل على تدريب كادر نسائي من مختلف التوجهات الفكرية في المجتمع تدريبا متخصصا يطور من قدراتهن المهاراتية والقانونية تمهيدا لدمجهن بجهود الوساطة المجتمعية المستندة على القانون ليعملن بجانب رجال الإصلاح.

وأكد المطالبون أن الواقع أثبت الحاجة الملحة لهذه اللجان وخاصة أن العديد من النساء ظلمن بشكل أو بأخر نتيجة عدم قدرتهن على التواصل مباشرة مع رجال الإصلاح وعرض مشاكلهن بتفاصيلها دون حرج نظرا للحواجز التي تفرضها العادات والتقاليد .

جاءت مطالبة المخاتير ورجال الإصلاح خلال اختتام الدورة التدريبية المتخصصة التي نظمها ائتلاف وصال التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان للمخاتير ورجال الإصلاح والتي زودتهم بالمعلومات و المهارات في التعامل مع قضايا النساء وفق الأصول القانونية و الأخلاقية و الإنسانية .

وركزت محاور التدريب الذى استمر لمدة ثلاثة ايام متتالية واستهدفت (25) من المخاتير ورجال الاصلاح على المفاهيم الرئيسية في النوع الاجتماعي والعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، والمنظومة التشريعية في فلسطين وحقوق المرأة في القوانين المحلية والإسلام، وواقع المرأة بين النص القانوني والواقع التطبيقي والشرعة الدولية لحقوق الإنسان وتطبيقات على اتفاقية "سيداو" وإعلان منع العنف ضد المرأة، ومهارات الاستقبال والتقصي ومؤشرات العنف ضد النساء المعنفات وخطة التدخل مع النساء المعنفات.

وأوضح أسامة أبو عيطة ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في غزة أن استهداف المخاتير ورجال الإصلاح للعمل معهم كفئة مجتمعية فاعلة هو مدخل لتعزيز الوعي بحقوق النساء والحماية من العنف المبنى على النوع الاجتماعي، نظرا لأنهم يتعاطون بشكل مباشر مع الخلافات الأسرية التي عادت ما تكون النساء ضحيتها .

وأضاف أبو عيطة :" بناء على الدراسات التى أشارت إلى أن النساء يلجأن الى شبكات الحماية الاجتماعية المكونة من الأهل والأقارب والمخاتير، ارتأينا استهداف هذه الفئة وتأطيرها وتزويدها بالخبرات اللازمة لمناصرة قضايا المرأة ورفع الظلم عنها لكي تصل لتلك الفئات التي لا تستطيع الوصول للمراكز المتخصصة" .

وتابع ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في غزة أن صندوق الأمم المتحدة للسكان وبالشراكة مع وصال انتبه لهذه الفئة من خلال معالجته الشاملة لقضايا العنف المبنى على النوع الاجتماعي على مختلف الأصعدة ،حيث تم استهداف مقدمي الخدمات الصحية والمؤسسات المجتمعية والمخاتير ورجال الإصلاح والنساء الرياديات بالمجتمع لتشكيل مجموعات داعمة تنشر المفاهيم الحقوقية لحماية وتمكين النساء بالتناغم مع عاداتنا وتقاليدنا والاتفاقيات الدولية .

وأشارت مها الراعي منسقة ائتلاف وصال إلى أن هذه الدورة التدريبية تأتي ضمن الخطة الإستراتيجية للائتلاف في العمل على تحسين ومعارف ومهارات مختلف فئات وشرائح المجتمع في التعامل مع قضايا النوع الاجتماعي وحماية النساء من العنف، إضافة إلى تعزيز دورهم المناصر لحقوق المرأة في التجمعات المحلية.

وأوضحت الراعي أن تدريب المخاتير يهدف إلى إضافة قوة وخبرة للمخاتير بالجانب القانوني لأنهم يحتكموا إلى العادات والتقاليد والتي جزء كبير منها يغفل حقوق المرأة , وتدريبهم على حل المشكلات من خلال تزويدهم بالمعلومات و المهارات في التعامل مع قضايا النساء وفق الأصول القانونية و الأخلاقية و الإنسانية .

وبينت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت أهمية الدور الذي يلعبه رجال الإصلاح في المجتمع وفى رفع الظلم عن المرأة وإعادة حقوقها ، مؤكدة أن النظام العشائري جزء لا يتجزأ من نظام العدالة وهو يعتبر نظام العدالة الغير رسمي، منوهه لدوره الكبير في حل العديد من القضايا الاجتماعية .

وأكد الاخصائى القانوني زاهر السقا المشرف على التدريب أن الدورة أعادت صياغة بعض المفاهيم لدى الرجال الإصلاح وخاصة فيما يتعلق بقضايا النساء وضرورة حمايتهن من العنف الواقع عليهن ،ومناصرتهن في حقوقهن كالميراث وحقهن بالحضانة وغيرها وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وليس وفق العادات والتقاليد .

المختار عارف قدوم أكد أن الدورة أعطته الفرصة للتعرف على موضوعات لم يكن يعلم عنها الكثير وخاصةً قضايا النوع الاجتماعي، وكذلك الجانب القانوني في التدريب الذي مكنه من التعرف على القوانين والإجراءات في التعامل مع انتهاكات حقوق المرأة.