النجاح تحتفل بافتتاح محطة الرصد الزلزالي في منطقة العوجا
نشر بتاريخ: 24/10/2012 ( آخر تحديث: 24/10/2012 الساعة: 08:58 )
نابلس- معا- احتفلت جامعة النجاح الوطنية من خلال وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث بافتتاح محطة الرصد الزلزالي ودراسات علوم الارض في منطقة العوجا.
وجرى الافتتاح برعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة وبحضورهما وحضور السيد باول كارناتز، ممثل ممثلية المانيا في رام الله، والمهندس ماجد الفتياني، محافظ محافظة اريحا والاغوار، والدكتور جلال الدبيك، منسق عام المراكز العلمية في الجامعة، والدكتور كرسيتوفر كوتماير رئيس معهد أبحاث المناخ والزلازل" KIT "، والبروفسور ميخائيل ويبر أستاذ علوم الأرض " GFZ"..
وجرى افتتاح المحطة بالتعاون مع وزارة المالية الفلسطينية والمركز الألمانيHelmholtz-GFZ، والمؤسسة الالمانية DFG وبالتنسيق مع محافظة اريحا، ومجلس بلدي العوجا، ومركز العوجا البيئي.
وفي كلمة الجامعة رحب أ.د. حمد الله بالحضور جميعا وشكر المؤسسة الالمانية التي دعمت هذا المشروع، وأضاف أن هذه المحطة من اهم المشاريع التي تدعم البحث العلمي والتقدم التكنولوجي في فلسطين، وأضاف ان جامعة النجاح الوطنية تتعاون مع الجميع في للتعاون في مختلف المجالات من أجل المصلحة العامة.
وتحدث د.حمد الله عن دور الجامعة في بناء شبكة المراكز العلمية في العام 1993، مشيرا في موضوع محطة الرصد ان افتتاح الغرف المحصنة تحت الارض لاستيعاب الاجهزة اللازمة تم بتمويل من وزارة المالية وبتوجيهات رئيس الوزراء، والجزء الخاص بالرصد الزلزالي تم تركيبه قبل عدة اشهر، وسيستكمل لاحقا تركيب محطة GPS وتوصيل المحطة بالأقمار الصناعية وتم تمويل الأجهزة في المحطة وأجهزة اخرى ستصل فلسطين من قبل المؤسسة الألمانية DFG والمركز الألماني GFZ وتعد مؤسسة DFG من أكبر المؤسسات التي تقوم بتمويل الدراسات والابحثا في المانيا واوروبا.
وقدم الشكر للمؤسسات الألمانية التي دعمت المشروع، والى محافظة اريحا، ومنطقة العوجا على تعاونهم مع الجامعة في افتتاح المحطة.
اما السيد كوتومير فعبر عن سعادته بافتتاح هذه المحطة التي ستكون مرفدا هاما لدعم المشاريع، وشكر جامعة النجاح الوطنية التي اتاحت الفرصة لإقامة هذه المحطة وقدم الدعم اللازم لذلك، وتمنى ان يكون افتتاح المحطة مقدمة لبناء العديد من المشاريع في ذات المجال.
اما الدكتور كريستوفر فقال تقابلنا مع الدكتور جلال الدبيك اول مرة وتباحثنا في العديد من القضايا التي تخص الزلازل ووجدنا ضرورة اقامة محطة لمراقبة الزلازل في فلسطين بالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية، وشكر رئيس الجامعة على تعاونه لإنجاح المشروع.
أما السيد باول فقال ان هذا العمل جاء نتيجة العمل المشترك بين الجامعة والمؤسسات الألمانية وقد ادى العمل المشترك الى افتتاح اول محطة للرصد الزلزالي، وأكد دعم المانيا لمثل هذه المشاريع في فلسطين.
محافظ اريحا قال ان هذا المشروع الحيوي في منطقة الاغوار سيكون هاما للمحافظة باعتبارها من اكثر المحافظات الفلسطينية قربا من حفرة الانهدام، وشكر جامعة النجاح على اهتمامتها العلمية.
واعتبر د. فياض أن إنشاء هذه المحطة الهامة التابعة لجامعة النجاح الوطنية، إنما يؤكد دور الجامعة في خدمة المجتمع واحتياجاته الحيوية، مشيراً إلى دور مؤسسات التعليم العالي في رفد المجتمع بالكفاءات القادرة على تلبية احتياجاته المختلفة.
وشكر رئيس الوزراء ألمانيا على الدعم الفني والعملي لإنشاء وتطوير هذه المحطة، كما عبر عن تقديره العميق للدعم الذي تقدمه ألمانيا للسلطة الوطنية ومساندة جهودها في تعميق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة.
وأشار فياض إلى أن إنشاء هذه المحطة في الأغوار رغم استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للوجود الفلسطيني فيها يعكس إصرار شعبنا على الصمود والبقاء على أرضه، وتصميمه على بناء مستقبله ومؤسسات دولته بكل مكوناتها على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، مشدداً على أن القدس والأغوار جزء لا يتجزأ من هذه الدولة ولن تكون إلاّ كذلك.
ومن الجدير ذكره أن هذه المحطة هي الأولى من نوعها في فلسطين من حيث طبيعة الأجهزة المستخدمة حالياً، أو التي سيتم استخدامها في المراحل اللاحقة. ويشار إلى أن بناء الغرف المحصنة تحت الأرض قد تم بتمويل من السلطة الوطنية، وتم تزويدها بالأجهزة كمرحلة أولى وسيتم استكمالها لاحقاً بتركيب محطة "GPS" وتوصيلها بالأقمار الصناعية، وذلك بتمويل من المؤسسة الألمانية " DFG"، والمركز الألماني "GFZ"، حيث تعتبر مؤسسة "DFG" من أكبر وأهم المؤسسات التي تمول الدراسات والأبحاث في ألمانيا وأوروبا، كما يشار إلى أن هذه المحطة تعتبر جزء من مشروع أبحاث دراسات البحر الميت، وبالإضافة إلى الرصد الزلزالي، يوجد أيضاً دراسات تتعلق في مجالات عدة منها المياه والتغيير المناخي، والتي ستشكل قاعدة معلومات مهمة في مواضيع علوم الأرض وهندسة الزلزال لفلسطين بشكل عام، ولمنطقة الأغوار بشكل خاص.
لقد انشأ مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في الجامعة ضمن عائلة المراكز العلمية في الجامعة، عملاً باهداف الخطة الاستراتيجية لجامعة النجاح الوطنية، وبشكل خاص الجزء المتعلق بخدمة المجتمع الفلسطيني ومؤسساته، والبحث العلمي (الابحاث التطبيقية)، وبسبب تنوع مهام واهداف المركز، يعمل كوحدات متخصصة ومتكاملة، وهي: وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل، وحدة أبحاث البناء والمواصلات، وحدة التخطيط الحضري والإقليمي، وحدة الحفاظ المعماري.
وتعتبر محطة العوجا نواة لتأسيس شبكة رصد زلزالي متكاملة، حيث سيتم خلال الاشهر القادمة تجهيز محطة اخرى في منطقة سلفيت، وذلك ضمن مشروع DESERVE الممول من المؤسسة الالمانية DFG ومعهدHelmholtz وبتعاون علمي وثيق مع المركز الالماني GFZ. ومن جهة اخرى سيتم قريباً ومن خلال مشروع علمي ممول جزئياً من المؤسسة الامريكية USAID المباشرة في انشاء محطتين للرصد الزلزالي في منطقة نابلس ومنطقة جنين، حيث نسعى وبالتعاون والتنسيق مع الحكومة ممثلة بدولة رئيس الوزراء لتطوير وانشاء شبكة وطنية متقدمة لرصد الزلازل.
وبالتنسيق مع محافظة اريحا، ومجلس بلدي العوجا، والمركز البيئي الذي نحن في ضيافته، ومع مؤسسات اخرى في المحافظة، تعمل وحدة علوم الارض وهندسة الزلازل، والوحدات والمراكز الاخرى في جامعة النجاح، وبالتعاون مع المؤسسات الالمانية GFZ و Helmholtz و... وغيرها من المؤسسات الالمانية والاوروبية على تطوير وحدة الرصد الزلزالي ودراسات علوم الارض، لكي تغطي عدد من المجالات، كتجهيز المحطة بمجسات واجهزة خاصة بالتغير المناخي(Climate change) ، والتنوع الحيوي(Biodiversity) ، والمسح المغناطيسي، وغيرها، وصولاً الى انشاء مركز علمي متقدم "مركز دراسات البحر الميت"، فمنطقة الاغوار كما نعرف، تعتبر مختبر طبيعي وحيد من نوعه في العالم.
يذكر أن وحدة علوم الارض وهندسة الزلازل تقوم بالعديد من الفعاليات فرغم محدودية الامكانات المالية، وبفضل دعم ورعاية ادارة الجامعة ومجلس امنائها، نفذ المركز عدد كبير من الفعاليات والانشطة العلمية، والتي تم توجيهها لتشمل جميع فئات المجتمع، ابتداء من المواطن العادي ومروراً بالمختصين ووصولاً لصناع القرار، ومن اهمها اصدار الخارطة الزلزالية، وتقديم الاستشارات العلمية للقطاع الخاص وللمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، واجراء الدراسات الزلزالية لمواقع المباني، ودراسات تقييم المنشاَت القائمة والانزلاقات الارضية وغيرها، واجراء الدورات وورشات العمل والندوات والمؤتمرات، وذلك لرفع وبناء قدرات المؤسسات، ووتنفيذ برامج توعية عامة في مجال الحد من مخاطر الكوارث الزلزالية، وذلك من خلال استخدام وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية واصدار النشرات والكتب العلمية في مجال تخصص المركز، والمشاركة في اللجان الاستشارية والعلمية والفنية التابعة للمؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية، والمشاركة في الفعاليات التي تنفذها المؤسسات الاممية كاليونسكو، والاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث UNISDR وغيرها، والفعاليات التي تنفذها عدد من المؤسسات العلمية العربية والدولية العاملة في مجال الحد من مخاطر الكوارث، والشراكة والتنسيق مع عدد من المؤسسات الفلسطينية منها: نقابة المهندسين – مركز القدس، واتحاد المهندسين، والدفاع المدني، والهيئة الوطنية للحد من الكوارث، وعمل دراسات وتقديم تقارير دولية في مجال تقييم المخاطر في فلسطين وتقييم الاحتياجات، وتنفيذ عدد من المشاريع بالتعاون مع مؤسسات دولية.
وسيباشر قريباً مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث، ومن خلال مشروع علمي ممول جزء منه من المؤسسة الامريكية USAID وبالتسيق مع محافظة اريحا، بأجراء دراسات لتحديد مناطق التضخيم الزلزالي ومستويات هذا التضخيم، وصولاً الى انتاج الخرائط التفصيلية المعروفة باسم Seismic Microzonation Maps ، والتي ستساهم بدورها في وضع سياسة فعالة لاستخدامات الاراضي لمدينة اريحا ومحيطها وفقاً للمعايير العالمية، وهذا سينعكس ايجاباً على عملية الاستثمار.
وفي خطوة متقدمة في إطار التشريعات والقوانيين (الحكم الرشيد)، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الأشغال العامة والإسكان، ووزارة الحكم المحلي، ونقابة المهندسين ووحدة هندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية لاعتماد التصميم الزلزالي للمباني، وبناءً على هذه المذكرة اقرت الجهات الرسمية ذات العلاقة " ضرورة الالتزام بالتصميم الزلزالي للمنشاَت"، وتم تبني كودة الزلازل الأردنية، وباشرت نقابة المهندسين وبالتنسيق مع وحدة هندسة الزلازل في جامعة النجاح في التحضير لإجراء دورات تأهيلية، لتطوير قدرات المهندسين العاملين في مجال تصميم المباني وتنفيذها.
وفي خطوة في الاتجاه الصحيح دعى اليها المركز، تم خلال العام 2012 اعتماد معايير الحد من مخاطر الكوارث في دليل التخطيط الفيزيائي "دليل إجراءات وأدوات إعداد المخططات الهيكلية في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وسيتم لاحقاً العمل على اعتماد متطلبات ومعايير الحد من مخاطر الكوارث في الدليل التفصيلي لكل قطاع من القطاعات التي يتضمنها الدليل العام.