فياض: شعبنا مصمم على المضي قدماً لنيل حريته واستقلاله
نشر بتاريخ: 24/10/2012 ( آخر تحديث: 24/10/2012 الساعة: 12:47 )
رام الله- معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن إحياء قيم التضامن والتكافل الاجتماعي بات مطلوباً ومُلحاً أكثر من أي وقتٍ مضى، في ظل ما يُعانيه شعبُنا من ظلم الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، ومن الأعباء الباهظة المُترتبة على ممارساته، وخاصةً في ظل الأزمة المالية التي تُواجهها السلطة الوطنية وما يُرافقها من تزايد صعوبة الأوضاع المعيشية للكثير من المواطنين.
وعبّر فياض عن ثقته بأن عيد الأضحى، ولما يُمثله من قيم التضحية والمودة والإخاء، سيشهد كما في كل عام، العديد من مظاهر التكافل والمودة بين أبناء شعبنا خاصةً مع الفقراء، مثلما تشهدُ هذه الأيام صوراً مُشرفةً من التضامن والعون والمساندة مع المزارعين في قطاف زيتونهم، سيما في المناطق المُحاذية للجدار والاستيطان، والذين يعانون يومياً من تصاعدٍ غير مسبوق في وتيرة اعتداءات المستوطنين ضد أرضهم ومحاصيلهم.
جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي أفرده رئيس الوزراء هذا الأسبوع حول ضرورة إحياء مبادئ التكافل والتطوع والتضامن الاجتماعي، حيث أكد على أن التكافل الاجتماعيّ يكتسبُ أهميةً خاصة اليوم في فلسطين، حيث يعيشُ أبناءُ شعبنا ظروفاً استثنائيةً صعبة بفعل تضييق الاحتلال الإسرائيليّ على مصادر رزق المواطنين وسبل حياتهم، واستمراره في فرض نظام التحكم والسيطرة التعسفيّ، بما في ذلك استمرار الحصار على قطاع غزة، في محاولةٍ لتقويض قدرة شعبنا على الصمود والبقاء، والحد كذلك من قدرة اقتصادنا الوطنيّ على النمو والتطور بكامل طاقاته.
وأكد فياض على أن شعبنا تميز على مدار سنوات نضاله من أجل نيل الحرية والاستقلال بروح التضامن والتعاون والتكافل ومد يد العون للفقراء والمحتاجين لمساعدتهم في تدبير شؤون حياتهم، كما تميز مجتمُعنا بدورٍ مُتقدم لمؤسساته الأهلية في تقديم الخدمات للمحتاجين والتخفيف من معاناتهم، وبما ساهم في حماية نسيج المجتمع، وقال: "إن التكافل والتضامن بين أبناء شعبنا كانا وما يزالان جزءاً من تراث شعبنا وثقافته وتقاليده، ويُشكلان واحداً من مقومات قدرته على الصمود ومواجهة التحديات".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن قيم التكافل والتطوع والتضامن الاجتماعي كانت وثيقة الصلة بالواقع الفلسطيني في جميع مراحله. إذ انخرط شعبُنا في العمل التطوعي تاريخياً فيما كان يُعرف بالعونة، عندما كان مئات الرجال والنساء يتشاركون في قطف الزيتون وبناء البيوت وحصاد القمح. ثم ارتبط مفهوم التكافل الاجتماعي بالواقع الفلسطيني، حيث تم تطويعه ليصبح أداةً لخدمة الوطن، وحشد التضامن مع المزارعين، ومواجهة ممارسات الاحتلال وخاصةً المُتعلقة بمصادرة الأرض وتضييق الخناق على أصحابها، وتشكلت لجان الدفاع عن الأرض ولجان العمل التطوعي، وكان للشباب والطلاب دور كبير فيها.
وشدد فياض على أن السلطة الوطنية عملت، وبالتعاون مع كافة مؤسسات ومكونات المجتمع، على التصدي لكل الظروف والمعيقات، وسعت إلى توفير أقصى ما تستطيعُ من مقومات لصمود المواطنين، وتمكينهم من البقاء على أرضهم، وتلبية احتياجاتهم وتقديم الخدمات لهم من خلال إرساء أسس وقواعد نظام حماية اجتماعية وطنيّ وشامل.
وأشار إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية اعتمدت برنامج التحويلات النقدية كأحد مكونات البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية للتخفيف من حدة الفقر والوصول إلى الفئات الأكثر فقراً وتهميشاً في بلادنا، مؤكداً على أن السلطة الوطنية تعهدت بمواصلة توسيع شبكة الأمان الاجتماعي القائمة، وعملت على ألا تمسها إجراءات تقليص العجز في الموازنة، وقال: "سنستمرُ في العمل بكل جديةٍ والتزام لبلورة الإطار والمرجعية والتشريعات والأموال اللازمة والكفيلة بالوصول إلى نظامٍ اجتماعي يليقُ بالإنسان الفلسطينيّ، فنحنُ نسعى من خلال برامجنا لتقديم خدمات مميزة وبناء مستقبل أفضل لأبناء شعبنا ليعيشوا بكرامة".
ودعا رئيس الوزراء كافة مؤسسات المجتمع المدني للعمل على تشجيع وتطوير مفاهيم ومجالات التضامن الاجتماعي، ودعم المبادرات الفردية والجماعية لإذكاء وترسيخ هذه القيم النبيلة بين الأسر الفلسطينية، وبما يُعززُ روح المودة والشعور بالمسؤولية الاجتماعية بين جميع المواطنين، وبما يُحقق التكاتف والمساندة مع الأفراد والأسر الأقل حظاً في المجتمع، وقال: "إن تبني أسرة مُحتاجة وتمكينها من تلبية احتياجاتها، أو المُساهمة في تعليم طالبٍ جامعيّ، أو رسم البسمة على وجه طفل أو طفلةٍ يتيمة، وغير ذلك من مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي، وبما يشملُ أيضاً زيارة أسر الشهداء والأسرى، تُشكل جميعها بلسماً يُضفي روح الأخوة لشعبٍ ينشد العيش بكرامة ومصمم على المضي قُدماً في سعيه لنيل حريته واستقلاله". وأكد على ثقته بأن شعباً يشعرُ فيه القادر بعوزٍ المُحتاج ويمدُ له يد العون، سيكونُ قادراً على المضي موحداً لبناء دولته الحرة المُستقلة وكاملة السيادة.