الجمعة: 08/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العملاق سليم حمدان " أبو السلم " في ذمة الله

نشر بتاريخ: 28/10/2012 ( آخر تحديث: 28/10/2012 الساعة: 16:18 )
بقلم: تيسير نصر الله/ رئيس مركز شباب بلاطة

بعد رحلة حافلة في العطاء والتميز رحل الرياضي الكبير، والإعلامي المميز سليم حمدان الأب الروحي لنادي الوحدات، ومؤسس صحيفة الوحدات الرياضية، والعضو المؤسس لمركز شباب بلاطة أواسط الخمسينيات من القرن الماضي. إنّ رحيله خسارة كبيرة للحركة الرياضية الفلسطينية والعربية، وللإعلام الرياضي العربي، لأن سليم حمدان، الذي لم تعقه الإعاقة ولم تحل بينه وبين التميز والإبداع، كان مسكوناً بفلسطينيته، ومتابعاً من الطراز الأول لتفاصيل الحركة الرياضية الفلسطينية والعربية، وأرشيفاً لها.

كان لي شرف اللقاء به في أكثر من محطة، ولكنني كنت أسمع عنه الكثير من أصدقائه القدامى الذين رافقوه في رحلة البداية لتأسيس مركز شباب بلاطة في العام 1954، وما أن التقيته في نادي الوحدات أثناء فترة تواجدي بالأردن مطلع التسعينيات أثناء إبعادي القسري عن فلسطين حتى تأكدت تماماً صحة ما سمعت عن انتمائه لفلسطين، وعشقه لتراثها وعاداتها وتقاليدها، وجدته بسيطاً، يتحدث باللهجة الفلسطينية العامية، يتذكر كل حارة وبيت وشخص في مخيم بلاطة وغيره من المخيمات، وفي المقابل وجدت فيه الإصرار والإرادة التي لا تلين، والقدرة على التواصل في مختلف الميادين رغم الشلل النصفي الذي أصابه في طفولته، فكان حاضراً ومؤثراً ولافتاً أينما تواجد.

كان اللقاء الأخير به هنا في فلسطين، وبالتحديد في مخيم بلاطة، حيث نظّمت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة ومركز شباب بلاطة لقاءً معه في حديقة الفينيق مطلع عام 2012 مع مجموعة من أصدقائه ، وقمت بمرافقته في جولته التي قام بها في شوارع مخيم بلاطة بالسيارة لرؤية بعض الأصدقاء، وهو الذي لم يدخل مخيم بلاطة منذ عدة سنوات، ولكنه كان يعرف تضاريس المخيم وكأنه غادره منذ مدة بسيطة، فيسأل عن هذا الصديق أو ذاك، أو هذا البيت أو ذاك، نعم، كان متقد الذاكرة، حميمي في علاقاته القديمة، ودود ، كنت اراقب كلماته وحركاته بدقة، فوجدته عملاقاً شامخاً، أحببت فيه هذا الوفاء لمخيمه وأصدقائه وجيرانه وأبناء شعبه. ثم ذهبنا سوياً إلى ملعب بلدية نابلس لمشاهدة مباراة دولية بكرة القدم على هامش اللقاء الخاص لملتقى الاعلاميين العرب الذي عكف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة الأخ اللواء جبريل الرجوب تنظيمه بشكل سنوي، وكان أبو السلم رحمه الله عضواً دائماً في هذا الملتقى، وله حضوره المميز، واحترامه الكبير من الجميع.

نودعك، أيها العملاق، ونحن نستذكر فيك هذا الجزء اليسير من سيرتك العطرة، نودعك ونحن بحاجة لأمثالك ، فالمشوار الرياضي الذي ابتدأته ما زال في بداياته، وفلسطين التي أحببت تعمّق وجودها الرياضي وترسّخه بإرادة المخلصين، وبقيادة الأخ أبو رامي الرجوب على المستويات العربية والقارية والدولية ، فنم قرير العين أيها العزيز، وإلى جنات الخلد مع الشهداء .