موفد معا للانتخابات الامريكية يعرض سيناريوهات الرئاسة
نشر بتاريخ: 30/10/2012 ( آخر تحديث: 31/10/2012 الساعة: 10:10 )
توليدو-أوهايو – موفد معا عبد الحكيم صلاح – نظام انتخابات الرئاسة الأمريكية فريد من نوعه ومعقد بعض الشيء نظرا لقدمه وعدم إجراء تعديلات تذكر. والغريب في هذا النظام أنه قد يتيح للمرشح الذي لا يحصل على العدد الأكبر من إجمالي أصوات الناخبين أن يفوز بالرئاسةكما حدث عام 2000 حين فاز جورج بوش الإبن على منافسه الديمقراطي آنذاك آل جور رغم حصول الأخير على عدد أكبر من إجمالي الأصوات أو ما يسميه الأمريكيون الأصوات الشعبية.
لتوضيح ذلك لا بد من تلخيص العملية الانتخابية في عجالة. ينبغي للمرشح الذي يفوز في انتخابات الرئاسة أن يحصل على 270 على الأقل من أصل 538 صوتا فيما يسمى في الولايات المتحدة بالمجمع الانتخابي. وهذا المجمع مقسم إلى حصص موزعة بين الولايات الخمسين إضافة إلى واشنطن العاصمة يساوي عدد ممثلي كل ولاية في كل من مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي. وتتراوح هذه الحصص ما بين 55 صوتا لولاية كاليفورنيا الأكبر من حيث عدد السكان، وبين 3 أصوات لصغرى الولايات مثل فيرمونت.
تجري الانتخابات في كل ولاية على حده والفائز في كل ولاية يأخذ الجمل بما حمل من عدد أصواته أيا كان الفارق في عدد الأصوات. فعلى سبيل المثال لو أن أحد المرشحين تفوق على منافسه في كاليفورنيا كبرى الولايات بفارق 1000 صوت فقط فإنه سيحظى بكافة أصوات الولاية ال 55 في المجمع الانتخابي. وفي المقابل قد يتفوق المرشح الآخر في ولاية كبيرة أخرى مثل نيويورك ولكن بفارق مليون صوت فإنه سيحصل على 29 صوتا هي حصة نيويورك في المجمع الانتخابي.
قد يسأل سائل لماذا جاء هذا النظام أو ما يسمى بالمجمع الانتخابي. “هذا المجمع الانتخابي وضعه المؤسسون الآباء للولايات المتحدة في حينه كي تحظى الولايات الصغيرة بشيء من النفوذ" على حد تعبير باتريك بوتلر نائب رئيس قسم البرامج في المركز الدولي للصحفيين في واشنطن العاصمة.
أما في حال تساوي عدد الأصوات الانتخابية أي حصول كل مرشح على 269 صوتا فإن من يحسم الأمر هو مجلس النواب ولكن دون أن يصوت كافة النواب بل يعطى لكل ولاية صوت واحد فقط. ولو حدث التعادل في هذا العام فسوف يفوز المرشح الجمهوري ميت رومني نظرا لأن الحزب الجمهوري يحظى بغالبية في مجلس النواب بواقع 240-190.
أما نائب الرئيس في حالة تساوي عدد الأصوات فيقرره مجلس الشيوخ بحيث يمنح لكل سيناتور صوت واحد، وهو حاليا محسوم للحزب الديمقراطي بواقع 53-47. وفي هذه الحالة قد يحدث سيناريو غريب من نوعه إذ قد يجد نائب الرئيس الحالي جو بايدن من الحزب الديمقراطي نفسه نائبا للرئيس الجمهوري ميت رومني بعد كل التهجمات التي وججها له في المناظرة الأولى في الحادي عشر من أكتوبر.
الأغرب من هذا كله أن هناك تسع ولايات هي غالبا من يقول كلمة الفصل في سباق الرئاسة الأمريكية وهذه الولايات تعرف هنا باسم "الولايات المتأرجحة" لأنها تتأرجح بين الحزب الجمهوري والديمقراطي بينما باقي الولايات محسومة لهذا الحزب أو ذاك. هذه الولايات هي نيفادا، وكولورادو، وأيوا، وويسكونسن، وأوهايو، وفيرجينيا، وكارولاينا الشمالية، وفلوريدا، ونيو هامشاير. وهذه الولايات تملك112 صوتا في ما يسمى بالمجمع الانتخابي.
ولاية أوهايو على سبيل المثال تملك 18 صوتا انتخابيا وقد كانت لها كلمة فاصلة في الانتخابات الرئاسية منذ عام 1964، بحيث أن كل من فاز بأصوات أوهايو منذ ذلك الوقت (12 مرشحا) أصبح رئيسا للولايات المتحدة.
بالعودة إلى سيناريو الفوز والخسارة لا بد من التذكير أنه حدث في تاريخ الانتخابات الأمريكية أربع مرات أن فاز بالرئاسة مرشح دون أن يحظى بأكبر عدد من إجمالي الأصوات أو ما يسمى الأصوات الشعبية، وكان ذلك أعوام 1824، 1876، 1888، وعام 2000.
ولو حدث ذلك هذا العام فستكون المرة الخامسة لكنها ستكون المرة الأولى التي يفوز الرئيس الموجود في المنصب والذي يخوض الانتخابات من أجل فترة ثانية دون أن يحظى بأكبر عدد من إجمالي الأصوات. بمعنى آخر في الحالات الأربعة الماضية كان الفائز مرشحا للمرة الأولى ولم يكن رئيسا يترشح لفترة ثانية