الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسير عبد ربه: اقسام العزل ارحم بكثير من ظروف احتجاز الأسرى المرضى

نشر بتاريخ: 31/10/2012 ( آخر تحديث: 31/10/2012 الساعة: 17:08 )
الاسير عبد ربه: اقسام العزل ارحم بكثير من ظروف احتجاز الأسرى المرضى
رام الله- معا- وصف ممثل الأسرى في عيادة سجن "الرملة " عيسى عبد ربه الواقع الاعتقالي الذي يحتجز به المرضى الذين يعانون من أوضاع صحية صعبه، وأمراض خطيرة وإعاقة، بالكارثي، والذي يمكن احتماله بأي حال من الاحوال نتيجة الاهمال الطبي الذي فاقم من معاناتهم.

وبين محامي نادي الأسير خلال زيارته للأسير عبد ربه الذي دخل يوم الاثنين الموافق 28 اكتوبر2012 عامه التاسع والعشرين في الاعتقال، أن إدارة السجن نقلته منذ شهر "لعيادة سجن الرملة" بناء على طلب الأسرى المرضى ليكون ممثلهم ويتابع أوضاعهم وقضاياهم بحكم تجربته وخبرته الطويلة كونه من عمداء الحركة الأسيرة وتنقل بين كافة السجون بما فيها "عيادة الرملة" .

وقال عبد ربه " أنه منذ احضاره وجد أن الوضع في "عيادة سجن الرملة" في غاية الصعوبة حيث يعيش المرضى أوضاع مأساوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى "، وأضاف " خلال سنوات اعتقالي الطويلة ترددت على المستشفى بين الحين والآخر ولكن على الرغم من الظروف السيئة الدائمة إلا أن الأوضاع الآن بسوئها وصعوبتها لم تمر علي سابقا".

الأسير عبد ربه (49 عاما ) من مخيم الدهيشة والمعتقل منذ 28-10-1984 والمحكوم بالسجن المؤبد ، أبلغ محامي نادي الأسير أن القسم الذي يحتجز فيه المرضى عبارة عن قسم عزل ، واضاف " من خلال تجربتي في العزل عدة مرات وجدت أن ظروف العزل أرحم من وضع المرضى هنا ، فالقسم بعيد جدا عن باقي الأقسام ومقطوع عنها"، واضاف " في السابق كانت الإدارة تحضر الأسرى القادمين من السجون لإجراء فحوصات وعلاجات لقسم الأسرى الدائمين ، ولكنها اليوم توقفت عن ذلك وتحتجزهم في "المعبار" مما أدى لانقطاعهم تماماً عن باقي السجون ولم يعد هناك أي تواصل مع باقي الأسرى ، ولم تعد تصلهم أية أخبار وكأنهم جزء بعيد عن باقي السجون والأسرى"، وأضاف الأسير "أن هذه مسألة ملحة وضرورية وبحاجة الى تدخل من باقي السجون من أجل وضع حد لهذا الاجراء المبرمج ".

وأكد الاسير عبد ربه لمحامي نادي الأسير ، أن الإدارة تمارس سياسة تفرض المعاناة على المرضى في كل نواحي حياتهم وحتى ابسطها ، فعلى صعيد المردوان، ذكر ان طوله لا يتجاوز ال 7 متر ولا مجال للحركة فيه ومع ذلك وضعت الإدارة فيه الثلاجة ، ويضطر الأسرى لاستخدامه للطبخ، مشيرا الى انها تتجاهل وجود سبع أسرى مقعدين في القسم وكل منهم يحتاج لمساحة للحركة فإذا التقى كرسيين متحركين يغلق المردوان تماماً ولا مجال للحركة فيه، مؤكدا ان هذا الوضع في غاية الصعوبة ويقيد حركة الأسرى.

وذكر ممثل الأسرى،أن الأكل وتحضير الطعام يجري في المردوان ، وبعكس باقي السجون لا يستطيعون الطبخ داخل الغرف بسبب الحالات الصحية الموجودة في الغرف ، وأيضاً الحلاقة تتم في المردوان لعدم وجود مكان آخر، واضاف " يمكن لأي كان أن يتصور صعوبة وخطورة الوضع الذي نتحدث عنه والذي يستمر يوميا دون اهتمام من الادارة ".

وافاد ممثل الأسرى ان الوضع سيء جدا بسبب التقصير الكبير من قبل الطاقم الطبي الموجود في عيادة سجن الرملة والذين من المفروض أن يقدموا الخدمات الطبية للأسرى، موضحا انهم يهملون المرضى طبيا وصحيا ، حيث يقوم الأسرى الأصحاء (العمال) الموجودين للعمل في القسم بكل شيء من توزيع الدواء ومساعدة باقي الأسرى المرضى والمقعدين وحتى قد تصل لرعايتهم والإشراف عليهم وإعطائهم الإبر التي من المفروض أن يعطيهم اياها الممرض الموجود في القسم.

وخلال حديثه لمحامي نادي الأسير ، أشار الأسير عبد ربه لحالة الأسير المريض العمور الذي اجريت له عملية قلب مفتوح في مستشفى "تل هشومير" ، وقال " لم يبق تحت الرقابة الطبية في المستشفى المدني ولم يمنحوه فرصة حتى عدة أيام أخرى وأحضروه "لعيادة سجن الرملة" على الرغم من سوء وضعها بعد يومين من العملية"، مشيرا الى أنه من المعروف ان من يجري عملية قلب مفتوح يحتاج للبقاء تحت الرقابة الطبية عدة أيام لا تقل عن 10 ان لم تكن أكثر.

واضاف محامي النادي "أعلمني ممثل الاسرى أنهم قاموا بفتح صدر العمور الى ما فوق المعدة وهناك 18 غرزة في كلتا قدميه بالإضافة الى تورم فيهما، علما أن الطبيب أخبره أنه وفي حال تورم القدمين ممكن أن تؤدي للوفاة " .

وطالب الممثل بضرورة أن يزور الأسير العمور طبيب من الخارج لفحصه والإشراف عليه حتى يطمئنوا عليه ويتأكدوا أن حالته الصحية بعد العملية جيدة ، مؤكدا أن هناك اهمال طبي ولا يوجد متابعة من قبل الطبيب في عيادة سجن الرملة وأن من يشرف عليه ويتابع حالته هم الأسرى الموجودين حوله.

وأكد الأسير عبد ربه أن الحالات الموجودة في الرملة من أصعب الحالات التي يمكن أن تكون وبحاجة الى متابعة صادقة وجادة من قبل الخارج.

من جانبه ، قال رئيس النادي قدورة فارس ، أن كافة طواقمه تعمل بجهود حثيثه لمواصلة حملتها التي تطالب باغلاق "عيادة سجن الرملة" التي تعتبر مقبرة للموت البطيء للأسرى ونقلهم جميعا لمستشفيات مدنية وتوفير الرعاية الصحية لهم ، واضاف " أن مؤسسات حقوق الإنسان مطالبة بتحمل مسؤولياتها لوضع حد للاستهتار الإسرائيلي بالقوانين والأعراف الدولية واتخاذ خطوات عملية لانقاذ حياة المرضى لأن استمرار احتجازهم في ظروف الرملة تشكل أكبر خطر على حياتهم ".