الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف ماتت أم الأسير عبد الناصر عيسى؟

نشر بتاريخ: 01/11/2012 ( آخر تحديث: 01/11/2012 الساعة: 09:34 )
بقلم: فؤاد الخفش
في خمية الاعتصام التي نصبت على دوار مدينة نابلس فترة إضراب الحركة الأسيرة كانت تجلس الحاجة أم شاكر على كرسي متحرك تقوده ابنتها ، ومن حولها زوجات وأمهات وأخوات الأسرى تحمل بين يديها صورة الحبيب عبد الناصر عيسى وشقيقه عمر وابنه عطا الله تقول اللهم فرج كربهم وكن معيناً لهم .

مازحتها أكثر من مرة محاولاً التخفيف عنها متمنياً أن يطيل الله في عمرها كي تضم عبد الناصر المحكوم بالمؤبد والمعتقل منذ 18 عاماً بشكل متواصل وقبل هذا الاعتقال كانت اعتقالات لعبد الناصر ، فقالت بحسرة وأسىً كبير لم يبق يا ولدي بالعمر بقية .

قالت لي الحاجة أم شاكر والتي هدم الاحتلال منزلها مرة وهدد بهدمه مرة أخرى أن زوجها رحمه الله أمضى عشرة أعوام متواصلة في سجون الاحتلال وهدم منزلها لتخرج من بيت لآخر ، واعتقل أولادها وتحمّلت وصبرت وقالت فلسطين تستحق الكثير يا أمي .

وقالت لي أم شاكر رحمها الله أن الاحتلال اقتحم منزلها ليعتقل زوجها فخرج لهم عبد الناصر وكان حينها طفلاً صغيراً بضع سنوات وحمل مسدساً بلاستيكياً وأطلق النار عليهم ولم يكن قد تجاوز الثلاثة أعوام في حينها ، وكبر عبد الناصر وحمل السلاح وقاوم المحتل فهو من صغره رضع لبن العزة والكرامة .

قالت والله كنت أتمنى أن يخرج عبد الناصر بالصفقة والله كنت حابب أفرح فيه عبد الناصر ليس صغيراً بالعمر عمره أكثر من خمسة وأربعين عاماً ولكن الاحتلال أصر على بقائه في السجن والحمد لله .

طبعا عبد الناصر عيسى أكبر من أن يعرفه من هو مثلي هو رجل بألف رجل وقائد يحسب له الاحتلال ألف حساب وهو عضو الهيئة القيادة العليا للحركة الأسيرة وهو أمير الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وهو من وقّع وثيقة الوفاق الوطني في سجن هداريم وهو المفكّر المبدع والذي استطاع أن ينتزع من داخل سجنه شهادتي البكالوريوس والماجستير من الجامعة العبرية .

عبد الناصر عيسى والمعتقل منذ عقدين والمتواجد في زنزانة لم يخرج منها منذ عشرة أعوام والمتواجد معه شقيقه الصغير عمر أحضروا له والدته على كرسي متحرك لكي تزوره عبر سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر الدولي ألقى على أمه التي تعاني مشكلة في السمع السلام وطلب أن يقبل يديها وانهالت الوالدة تدعو له وهو يحاول أن يضم يدها لفمه ويقبلها أكبر عدد ممكن من القبلات لعله يطفئ شيئاً من تلك العاطفة التي تجتاح قلبه .

عبد الناصر عيسى والذي فقد والده وهو بالأسر ها هو يفقد أمه ومن حوله رفاق أسره يجلسون كل منهم مرة بهذه اللحظات فعباس السيد أمه توفاها الله وهو بالأسر وعمار الزبن فقد والديه وهو معتقل في سجون الاحتلال ووصفي قبها ونزيه أبو عون يدعوان الله أن يطيل بعمر والدتيهما المريضتين مشاعر مختفلة وممزوجة بكثير من الحزن والخوف والرجال ولكنه قدر الله .

أم شاكر انتقلت إلى رحمة ربها وهي تدعو الله أن يرضى عن ولديها ويفرج كربهما ويفك أسرهما وأن يجمعها بهما في جنات النعيم فيارب ارحمها وتقبّلها في الصالحين وعوضها وأولادها عوض خير إنك اللطيف الرحيم المجيب اللهم آمين.