الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: للقطاع الخاص دور في تحقيق التكامل وتكريس المسؤولية الاجتماعية

نشر بتاريخ: 01/11/2012 ( آخر تحديث: 01/11/2012 الساعة: 20:25 )
رام الله - معا - أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور سلام فياض، اليوم الخميس، أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص الفلسطيني في سبيل تحقيق التكامل بين تكريس مبدأ المسؤولية الاجتماعية، والمساهمة عبر تنفيذ مشاريع مختلفة في توفير المزيد من فرص العمل، وزيادة الإنتاجية، بما يعود بالفائدة على النشاط الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية.

جاءت تأكيدات د. فياض هذه خلال حفل إطلاق مبادرة "وطني أولاً"، الذي أقامته شركة القدس للإعمار والاستثمار "جديكو"، الذراع السياحي لشركة "باديكو القابضة"، في فندق موفنبيك رام الله، حيث تهدف هذه المبادرة إلى دعم وتطوير منتجات عدد من التعاونيات النسوية، وتسويقها في عدد من الفنادق وتحديدا تلك المصنفة "خمس نجوم".

وأشار د. فياض إلى أن المسؤولية الاجتماعية هي جزء لا يتجزء من العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المجتمعي، واعتبر أن التعاطي معه على هذا الأساس من شأنه أن ينعكس في تجاوز النظرة النمطية لهذا المفهوم لدى البعض، القائمة على أن المسؤولية الاجتماعية وكأنها بند إضافي في عمل الشركات.

واعتبر د. فياض أن المبادرة وما تحظى به التعاونيات على المستويين الرسمي والشعبي، يعد إقراراً بالدور الحيوي للقطاع التعاوني، في إطار عملية التمكين الذاتي، موضحاً أن المبادرة تسعى بشكل علمي إلى ترسيخ التوجه نحو الانتقال ومزيد من التحول في قطاع التعاونيات، لتصبح أكثر إنتاجا، ومساهمة في النشاط الاقتصادي والتشغيل.

|193601|ولفت إلى وجاهة اسم المبادرة، مؤكداً حتى يكون الوطني أولا، يجب أن نعد كافة قطاعات الإنتاج، لتصبح على درجة عالية من الجودة والقدرة التنافسية.

وأكد د. فياض على حيوية مبادرة "وطني أولا"، لجهة المساعدة في النهوض بواقع ومساهمة القطاع التعاوني خاصة النسوي منه على الصعيد الاقتصادي، وأكد أن المبادرة تنسجم مع جهود السلطة الوطنية وعنايتها بتقوية هذا القطاع.

وقال د. فياض: لنا مع التعاونيات تاريخ عريق، وتقليد أصيل يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي، وبالتالي فإن قطاع التعاون أسهم في تعزيز قدرة المواطنين على الصمود في وجه التحديات وكافة أصناف المعاناة.

من جهته، أكد وزير الزراعة م. وليد عساف، على حيوية المبادرة لجهة فتح آفاق تسويقية أمام منتجات الجمعيات التعاونية المستهدفة، لافتا إلى دور المبادرة في التحول من توفير منتجات يدوية تقليدية، إلى أخرى تراعي متطلبات شتى الأذواق، وبما يزيد قدرتها التنافسية.

وقال م. عساف: لدينا 300 مؤسسة، وجمعية وناد نسوي، تعمل فيها آلاف وربما عشرات الآلاف من النساء، وبالتالي فإن تنفيذ مثل هكذا مبادرات سيجعلن معيلات لأسرهن.

وأوضح عساف أن منتجات الجمعيات المستهدفة تتمتع بجودة كبيرة، وقدرة على المنافسة، عدا عن كونها عضوية بالكامل، وبالتالي فإن ترويجها في الفنادق سيمثل إضافة نوعية لها.

وأشار عساف إلى أن 18 جمعية خضعت للاختبار ضمن المبادرة، نجحت منها 12 جمعية، مبينا أن 18 منتجا سيجري تسويقها، لافتا إلى أنه سيتم مستقبلا توسيع نطاق المبادرة.

من ناحيته، أكد رئيس مجلس إدارة باديكو القابضة منيب المصري، أن المبادرة تأتي بهدف دعم المنتج الوطني، وتعزيز ثقافة الإقبال عليه على أوسع نطاق ممكن.

وأوضح المصري أن هناك كثيرا من المنتجات الفلسطينية، التي استطاعت أن تفرض نفسها، وتخترق أسواقا عالمية، وبين أن باديكو تسعى عبر هذه المبادرة إلى تطوير المنتج من حيث معايير الجودة المعمول بها دوليا، وللمساهمة في ترويجها على المستويين المحلي والدولي، كون المبادرة تسعى إلى تشجيع المنتج الوطني من منتجات غذائية وتقليدية، والمساهمة في ترويجها.

وأشار المصري إلى مساهمة المبادرة في تعريف السياح وزوار فلسطين بالمنتجات الفلسطينية، وبين أن باديكو تتطلع عبر المبادرة إلى دعم اقتصاد المجتمع المحلي في إطار الجهود لتمكين الاقتصاد الوطني.

وشدد المصري على التزام باديكو بالعمل وإيجاد شراكات من أجل تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية، خاصة في المناطق المهمشة والمعزولة، لافتا إلى أن هذا التوجه يصب في خانة تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والعمل لقيام الدولة المستقلة.

وأثنى على شركاء باديكو في تنفيذ المبادرة، وتحديدا وزارة الزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة "فاو"، مبينا أن الباب مفتوح أمام انضمام المزيد من الشركاء.

من قبله، قدم الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة سمير حليلة، شرحا عن المبادرة، مشيرا إلى أن التحضير لإطلاقها بدأ منذ نحو أربعة أشهر، وقال: لأول مرة يخرج عن نطاق المسؤولية الاجتماعية مبادرة، لتصبح جزءا من عمليات الإنتاج، وإن هذا المشروع يمكن أن تكون قيمته كبيرة على مستوى التعاونيات والمجتمع.

وأوضح حليلة انعكاس المبادرة في توفير منتجات فلسطينية للفنادق، مشيرا إلى تفاعل الكثير منها والمطاعم مع فكرة المبادرة، مشيراً إلى أن هذه المنتجات سيتم توفيرها للفنادق.

من جهته، عبر ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فرودي مورينغ، عن سعادته لمشاركة البرنامج في المبادرة، التي أكد أهميتها البالغة على الصعيد الاقتصادي.

وقال مورينغ إن المبادرة مهمة لجهة دعم المنتج الفلسطيني، خاصة ذلك الذي تصنعه التعاونيات، مبينا أن المبادرة ستستهم في تقوية الأخيرة وتعزيز دورها، وفتح آفاق جديدة لها لتسويق منتجاتها، وذكر أن المبادرة ستسهم في إخراج تسعة آلاف عائلة من الفقر، لافتا إلى أنه في المرحلة الثانية منها ستشارك نحو 20 ألف أسرة.

وبين مورينغ أن المبادرة سيكون لها آثار إيجابية على الصعيد الاقتصادي، ولمستقبل إقامة الدولة المستقلة، لافتا بالمقابل إلى ضرورة تكامل القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، والحد من مشكلات البطالة والفقر.

من قبله، اعتبر المنسق الأول للطوارئ وإعادة التأهيل في منظمة الغذاء العالمي "فاو" سيريل فيراند، أن الحفل حدث في غاية الأهمية، خاصة وأنه يجمع بين التعاونيات، والقطاعين العام والخاص، إضافة إلى منظمات دولية وغيرها، وشدد على اهتمام "فاو" بدعم جهود محاربة الفقر، منوها إلى أهمية المبادرة في دفع القطاع التعاوني قدما.

وأكد فيراند أن المنتجات التي سيجري التركيز عليها، ستتمتع بمزايا أكثر تنافسية من ذي قبل، داعيا بالمقابل السلطة إلى مزيد من العمل لتهيئة بيئة أفضل لتطوير قطاع الأعمال.

وفي ختام الحفل وقع وليدعساف وسمير حليلة ومورينغ وفيراند اتفاقيات شراكة بخصوص المبادرة، قبل أن يصار إلى إجراء جولة في معرض منتجات يخص عددا من الجمعيات التعاونية.