الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

طائر الزرزور المهاجر المرحب به من المزارع الفلسطيني يغزو أريحا بأعداد كبيرة

نشر بتاريخ: 15/02/2007 ( آخر تحديث: 15/02/2007 الساعة: 11:37 )
اريحا - معا - رصدت جمعية الحياة البرية في هذه الفترة اعدادا كبيرة من طير الزرزور Sturnus vulgaris المهاجر من مناطق غرب وشرق أوروبا, الذي يأتي الى فلسطين ابتداء من أواسط/نهاية شهر تشرين ثاني الى فترة بداية الربيع حيث يعود الى موطنه في أوروبا حيث يتزاوج ويتكاثر ويعود الى موقع هجرته مرة ثانية.

ويمتاز هذا الطير بحياته الاجتماعية في فترة هجرته الشتوية حيث يتواجد بالآلاف حيث سجل في هذا الموسم بأعداد تقدر بعشرة آلاف طير، وهذا عدد كبير لموقع أريحا حيث تم رصد أعداده بكميات أقل في السنوات الماضية ، ويعتبر هذا الطير طير مرحب به أحيانا من قبل المزارع الفلسطيني حيث أنه العنوان في جلب الأمطار حيث يقول المثل الفلسطيني"سنة الزرزور احرث الأرض البور" وهذا يعني أن على المزارع أن يقوم بفلاحة الأرض استعداده لهطول الأمطار مع العلم بان الأمطار في هذا العام قد هطلت بكمية مقبولة حتى الآن...ويهاجر من المناطق الباردة الى الأكثر حرارة..على الرغم من أنه غير مرغوب بصيده من قبل الصياد لاستعماله في الغذاء وغير مرغوب بأعداده الكبيرة من قبل المزارع نفسه... وهو من الطيور التي قد تعيش في موطنها الأصلي بالقرب من البيوت والمناطق السكنية حيث يعشش فيها أيضا..

ويتصف هذا الطير بالذكاء والدهاء على حد سواء وبصوته الرنان والحاد وبحركته المميزة والسريعة سواء على الأرض كالمشي أو في حركة طيرانه في السماء قصص كثيرة فاقت أي نوع أخر من أصناف الطيور العالمية..حيث يقوم أثناء طيرانه في السماء بتكوين أشكال بهلوانية أثناء فترات الصباح أو المساء أو فترات بحثه عن غذائه الذي يتكون من الحشرات والديدان في مناطق مكبات النفايات والمزارع الحيوانية والحبوب والبذور والمحاصيل الحقلية التي تتواجد في المناطق الزراعية... وكذلك فقد جلبه المتنقلين من أوروبا معهم الى بقية أرجاء المعمورة حين غزو واستقروا في بعض أجزاء العالم في القرون الخمسة الماضية حيث وصل معهم الى شمال أمريكا وجنوب إفريقيا وغرب استراليا ونيوزلندة أيضا..وهو من الطيور المزعجة فتكاثره بأعداد كبيرة تعطيه فرصة لزيادة أعداده بصورة غير عقلانية ...ومن صفاته أيضا أن ألوانه براقة وجميلة ويمكن رؤية ريشه الأخضر اللامع والمسود مع الكثير من البقع البيضاء الصغيرة والمنقار طويل نسبيا.

وكما تقوم حكومة استراليا بإعطاء مبالغ للصيادين لاصطياد هذه الطيور حين وصولها الى المناطق الزراعية الحدودية لهذه القارة للقضاء على أكبر عدد منها لأن الاستراليين يعتبرونها مدمرة لمناطقهم ومحاصيلهم الزراعية... وفي واشنطن نفسها يتواجد هذا الطير بكميات مزعجة للأهالي والسكان المحليين أيضا..

وبالنسبة لتواجده في فلسطين ،يعتبر من الطيور الشائعة في مختلف أنحاء البلاد من مناطق جبلية والأغوار وأريحا وقد تم رصده من قبل باحثي جمعية الحياة البرية في كل من نابلس بكمية تزيد عن عشرين آلف طير عام 1997 وفي هذا العام بأكثر من عشرة آلاف طير في منطقة أريحا وهذه أعداد يمكن تسجيلها في مناطق أخرى من فلسطين في هذا الموسم..

ويتصف هذا الطير بانتقائه لمنطقة حيث يلتزم بها طيلة فترة حياته سواء في موئله الأصلي أو في مناطق زيارته وهجرته...وكما يعيش في مناطق زراعية أو مفتوحة أو سكنية.