الجمعة: 08/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كنيسة الجثمانية في القدس تحتضن أقدم أشجار زيتون في العالم

نشر بتاريخ: 04/11/2012 ( آخر تحديث: 04/11/2012 الساعة: 18:58 )
رام الله - معا - أظهرت نتائج دراسة علمية أجريت على الأشجار الثماني في بستان الزيتون في كنيسة الجثمانية في القدس، أنها تعتبر أقدم أشجار الزيتون في العالم من بين جميع أنواع الأشجار ذات الأوراق العريضة.

وأعلنت نتائج البحوث، اليوم الأحد، خلال احتفال نظمته مجموعة كشافة العائلة المقدسة الفلسطينية-دير اللاتين رام الله، بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، وبحضور وزيرة السياحة والاثار رولى معايعة، ووكيل وزارة الزراعة علي غياظة، ونائب محافظ رام الله والبيرة حمدان البرغوثي، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد، وراعي كنيسة العائلة المقدسة للاتين الأب رائد أبو ساحلية، وطاقم الباحثين الايطاليين من مؤسسة "لننمي السلام معاً".

وبدأ الاحتفال بالسلام الوطني الفلسطيني عزفته الفرقة الموسيقية لمجموعة كشافة العائلة المقدسة.

وافتتح الأب رائد أبو ساحلية الاحتفال بالترحيب بالضيوف، متطرقاً الى أهمية الدراسة التي نفذت على أشجار الزيتون في بستان كنيسة الجثمانية في القدس.

|193827|

وأوضح الأب رائد أبو ساحلية أن هذه أول دراسة من نوعها تجري على أشجار الزيتون التاريخية في الجسمانية على الاطلاق على مستوى العالم بأسره، وتكمن أهميتها بالدرجة الأولى ليس فقط معرفة عمر هذه الأشجار ولكن معرفة نوعها واصلها وحالتها الجينية والصحية.

ولفت الى أن الدراسة قد اثبتت بأن كل الأشجار من نفس النوع والاصل من الناحية الجينية وهناك تطابق بين الجذور والجذع والأغصان والأوراق والازهار والثمار مما يدل على انها أصلية ولم يتم تطعيمها (تركيبها) فيما بعد.

كما اثبتت بأن الأشجار في حالة صحية ممتازة ولا تعاني من اية أمراض أو فيروسات قطعياً، موضحاً أن هذا أمر نادر في الزيتون المعمر رغم تعرضه لعوامل الطبيعة خاصة وانها موجودة بجانب طريق عام.

وتابع الأب رائد أبو ساحلية انه وبالنسبة لعمر الزيتونات الذي يرجع الى عام 1150 ميلادي والذي تم التوصل اليه بدقة بتحليل خشب الجذع بكربون 14 فان هامش الخطأ في هذه النتيجة لا يتجاوز الـ 20 سنة.. وقد يبدو للوهلة الاولى بأنها ليست قديمة جدا ولا ترجع الى زمن السيد المسيح.. ولكن في الواقع فان هذه النتيجة اثبتت بأن هذه الزيتونات هي الاقدم على الاطلاق في العالم بين جميع انواع الاشجار ذات الاوراق العريضة.


|193826|

وأكد الأب رائد أبو ساحلية أن هذه الدراسة تبرز أهمية هذه الزيتونات كإرث حضاري في الارض المقدسة وفي القدس بالذات وهو اثبات اضافي على تجذر الفلسطينيين في هذه الارض مثل جذور هذا الزيتونات الضاربة في الارض.

وقدم طاقم الباحثين الايطاليين، عرضاً للنتائج التي توصلت لها الأبحاث، والتي أظهرت أن هذه الأشجار تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر، أي منذ حوالي تسعمائة سنة، مشيرين الى أن هذا التاريخ المحدد يشير فقط إلى الجزء الخارجي من الأشجار أي الجذع والفروع والأغصان، أما الجزء الباطني، أي الجذور، يعود إلى فترة أقدم بكثير.

وأشار الباحثون الى أن الدراسة كانت صعبة ودقيقة ومعقدة اذ انه تم أخذ عينات من التربة والجذوع والاغصان والاوراق والزهور وحبات الزيتون والزيت وتم فحص العينات في مختبرين مختلفين في مدينتي فلورنسا واوديني في ايطاليا من جهة، وفي العاصمة النمساوية فيينا. واظهرت الدراسة تطابقا شبه كلي في النتائج مما يؤكد على صحتها العلمية. واستندت الابحاث الى دراسة بستان الجسمانية وأشجار الزيتون في الكتاب المقدس وفي التاريخ وعلم الاثار وتاريخ الفن عبر العصور.

وبدأت هذه الأبحاث منذ عام 2009، واستمرت مدة ثلاث سنوات، وأشرف عليها طاقم من الباحثين من "المجلس الوطني للبحوث" (CNR)، ومن جامعات إيطالية، وبالتعاون مع مؤسسة غصن الزيتون الفلسطينية.

واعتبر منسق المشروع الخبير في تاريخ الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط البرفيسور جون جانفراتي، أن المشروع يمثل نموذج للجماعات المسيحية في الأرض المقدس لفهم بعض أسرار هذا المكان الجميل وللمحافظة على الأشجار المعرضة للخطر مؤكدا أهمية ومركزية هذا البستان فيما حصل فيه.

من جانبها، أكدت الوزيرة معايعة على أهمية هذه الدراسة، مشيرة الى أنها تعتبر ارث حضاري يشكل اضافة الى العديد من الأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين.

وتحدث وكيل وزارة الزراعة علي غياظة عن قيمة شجرة الزيتون عبر التاريخ في فلسطين، مؤكداً أن الدراسة أعطت مؤشرات تاريخية هامة.

من جانبه، أشار نائب محافظ رام الله والبيرة حمدان البرغوثي الى أن شجرة الزيتون تعتبر رمزاً للسلام الذي ينشده شعبنا الفلسطيني، كما أنها رمز للصمود في ظل الهجمة التي يشنها الاحتلال على الأرض الفلسطينية وأشجار الزيتون.

بدوره، شدد رئيس بلدية رام الله موسى حديد على أن الأهمية الوطنية والدينية لشجرة الزيتون، شاكراً كل من ساهم في انجاز هذه الدراسة.

وتخلل الاحتفال الذي نظمته مجموعة كشافة العائلة المقدسة الفلسطينية، فقرات فنية قدمها الفنان باسل زايد، والفنان جاك طنوس والعازف خضر عنطبيل، ومجموعة من العازفين والفنانين الشباب. وأقيم على هامش الاحتفال معرضاً للمنتجات المحلية، وزاوية للحناء والمعروضات التراثية باشراف من فرقة المنجدات والقائدة لورا ثيودوري.

وقال قائد المجموعة عصام مغنم في كلمته، الى أن احياء يوم التراث الفلسطيني يأتي في اطار سلسلة من النشاطات التي تقيمها المجموعة على مدار العام، والتي تتنوع بين الأنشطة الوطنية والكشفية والدينية والرياضية، شاكراً جميع من ساهم في انجاح الاحتفال.

وتولى عرافة الحفل القائدة مرام ثيودوري.