الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"خاراسي" يزرع الافوكادو والجوافة والبرسيمون ووزارة الزراعة غائبة

نشر بتاريخ: 05/11/2012 ( آخر تحديث: 05/11/2012 الساعة: 10:22 )
الخليل- معا- بعد أن تقدم به السن وما عاد يقوى على متابعة أعماله داخل الخط الأخضر، قرر الحاج يونس أحمد عبد الهادي سياعرة "ابو فؤاد" والذي تجاوز الستين من عمره، أن يستقر في مسقط رأسه ببلدة خاراس الى الشمال الغربي من مدينة الخليل، وأن يقوم باستصلاح أراضيه المنتشرة في البلدة، فهو مزارع منذ خمسة وعشرين عاماً، فقرر أن يبدأ العمل في استصلاح نحو ثلاثين دونما، وبعد استشارته للعديد من المزارعين وأصحاب المشاتل من ذوي الخبرة في الزراعة، نصح بأن يزرع أرضه باللوزيات.

لم تتوقف طموح "ابو فؤاد" عند زراعة أشجار اللوزيات كما يقول، فموسم اللوزيات كان ضعيفاً في بدايته ولم تكن العوائد المادية موازية للعمل في فلاحة الأرض والاعتناء بأشجار اللوزيات، وفي أحد الأيام وبينما كان في زيارة لصديق له في مدينة قلقيلية، شاهد الجوافة على الاشجار فرق لها فؤاد ابو فؤاد، وبدأ يسأل عن زراعتها، وقال له صديقه بأنها بحاجة لقليل من الاعتناء ولكثير من الدفء والحرارة.
|193851|
البداية كانت من قلقيلية
يقول ابو فؤاد: سررت كثيراً برؤية أشجار الجوافة وأسرتني رائحتها وجمالها الفتان، وما أن عدت الى قريتي حتى بدأت بالاتصال مع أصدقائي خبراء الزراعة داخل الخط الأخضر، عن كيفية وآلية زراعة الجوافة في منطقة خاراس خاصة وأنها منطقة دافئة، وحضر أحدهم الى قريتي وأخذ يفحص التربة، وأخبرني بأن الأرض جيدة وتصلح لزراعة الجوافة، والأفوكادو".

وأضاف ابو فؤاد: لم اتمالك نفسي من السخرية من صديقي الخبير في الزراعة، وقلت له باستغراب: أفوكادو..! فقال لي نعم، أرضك صالحة لزراعة الافوكادو والجوافة، وأخذ يقنعني بأهمية أن أقوم بزراعة الافوكادو والجوافة، وأخبرني بأنه سيحضر لي أفضل أنواع الاشجار من داخل الخط الاخضر نظراً لندرة هذه الاصناف في الضفة الغربية، وبدأت بزراعتهما قبل أربع سنوات، وكم كنت سعيداً حينما جنيت ثمار تعبي وجهدي في المحصول الثاني".

وزاد في حديثه مع مراسلنا في الخليل:" من خلال التجربة والعمل الدؤوب وبعد أربع سنوات من زراعة الافوكادو والجوافة أصبحت امتلك الخبرة لزراعة أصناف جديدة لم تكن تزرع في بلادنا ألا وهي فاكهة البرسيمون -الكاكا- ذات الطعم الحلو والرائع، وكذلك الفستق الحلبي، وهناك صنف جديد من التين، بدأت بزراعته وإجراء التجارب عليه، وهذا الصنف من التين يعطي محصولين في العام الواحد، بعكس كافة أنواع التين الأخرى والتي بالكاد تعطي محصول واحد في العام، وقريباً ستنضج ثمار أول شجرة تين".
|193850|
الافوكادو لا ينضج على الشجرة
وقادت تجارب ابو فؤاد الى انضاج ثمار الافوكادو بطريقة آمنة وخالية من أية كيماويات، ويضيف في هذا الصدد: من المعروف أن ثمار الافوكادو لا تنضج على الشجرة، وهي تصل الى حد معين من النضوج، وبعد أن تكبر الثمرة يتم قطفها، وفي اسرائيل يقومون بعد قطفها برشها بمادة كيماوية لكي تنضج ومن ثم تذهب للسوق، أما عندي فقد قادتني تجاربي الى أن اقوم بقطف ثمار الافوكادو ووضعها داخل كراتين من الورق ومن ثم لفها بأكياس من النايلون ووضعها داخل غرفة مغلقة وتنضج الثمار وتصبح جاهزة للأكل في غضون ستة أيام".

مضيفاً: بهذه الطريقة الآمنة أضمن بأن تصل منتجاتي آمنة الى أبناء شعبي، وقد أصبح الطلب على مزروعاتي يزداد عاماً بعد عام، كونها منتجات آمنة".

وحول المعوقات التي واجهها ابو فؤاد خلال رحلة عمله وتجاربه في أرضه ومحاصيله الزراعية التي يندر زراعتها في بلادنا فلسطين، أشار الى أن مشكلة التسويق هي أهم مشكلة تواجهه، فمحصول الجوافة يقوم ببيعه في أسواق الضفة الغربية، وكذلك الافوكادو، ويتمنى بأن يقوم بتصدير الافوكادو الى الخارج.

وقال:" في الحقيقة لدي رغبة كبيرة جداً في تصدير منتجاتي الزراعة الى الخارج، لكن المشكلة تكمن في وزارة الزراعة، فمنذ أن بدأت بالعمل في أرضي قبل أربع سنوات، ولم يقم أي شخص من وزارة الزراعة، سواء مهندس زراعي أو مرشد زراعي، بزيارتي وتقديم النصح لي، وحتى أنني ذهبت الى مديرية الزراعة وطلبت منهم ان يحضروا الى أرضي ونقل تجربتي الى الآخرين، لكن لغاية الآن لم يحضر أي أحد منهم".
|193849|
ابو فؤاد: أتمنى بأن يأتي وزير الزراعة لزيارتي
ووجه ابو فؤاد دعوة لوزير الزراعة الفلسطينية، للقيام بزيارته والإطلاع بأم عينيه على مقدرة المزارع الفلسطيني في التغلب على الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وينتج أصنافاً من الفواكه لا تزرع في أراضينا، الافوكادو والجوافة والبرسيمون هي قصص نجاح للزراعة الفلسطينية، وأنا افتخر بأنني صانع هذه القصص، وعلى الرغم من أن عمري قد تجاوز الستين الا أنني مستمر في صناعة قصص نجاح أخرى لزراعتنا الفلسطينية.

أم فؤاد والتي واكبت عن كثب تجارب زوجها، أبدت سعادتها بالانجازات التي حققها زوجها، وطالبت وزير الزراعة الفلسطيني بأن يقوم زوجها بعقد دورات لمهندسي ومرشدي الوزارة، لمساعدتهم في ايصال خبرته العملية الى المزارعين وتشجيعهم على زراعة أصناف جديدة من الخضار والفواكه، والاعتماد على الزراعة التي هجرها الكثير من المزارعين بسبب عدم مقدرتهم على تسويقها والاعتناء بأرضهم أمام المنتجات الزراعية الاسرائيلية.
|193847|