وتستمر الهفوات التحكيمية!!؟
نشر بتاريخ: 05/11/2012 ( آخر تحديث: 05/11/2012 الساعة: 19:50 )
بقلم: الحكم الدولي مهيوب الصادق
من الطبيعي أن يتبادر إلى أذهاننا أن الحكم إنسان من لحم ودم وعواطف يصيب تارة ويخطئ تارة أخرى، اذا , من المحظور علينا أن نجرده من انسانيته التي حباها الله تعالى له، فعليه يقع كاهل اتخاذ القرارات الحاسمة داخل الميدان طبقاً لموقفه في تلك اللحظة، فجوهر العملية التحكيمة اتخاذ المواقف الصحيحة التي توفر أكبر قدر من الرؤية للحكم، وعمل الحكم يغلفه الهفوات التحكيمية أو ما يسمى " بالأخطاء التحكيمية ", والذي يعمل يخطىء والذي لا يعمل لا يخطىء, فكل من يعتقد أن كرة القدم سوف تخلو يوما من الأخطاء ، واهم ... واهم ... واهم!!!! فالحكم يسعى دائماً إلى تحقيق " العدالة " وهو يطبق القانون بعد اقتناعه أن الحالة تستحق قرار يتخذه في حينه، دون مجاملة أو أية حسابات أخرى عند التطبيق السليم للقانون نصاً وروحاً، وذلك ضمن ظروف تسمح بذلك – الأمن والحماية للحكام- والأمن هنا ذو شقين فالأول يتمحور حول الأمن الداخلي الشخصي الذي يتبلور من خلال الثقة التي يَمنحها الاتحاد الوطني ولجنة الحكام للحكم.
والشق الثاني الأمن الملموس داخل الميدان وتواجد عناصر الأمن والشرطة لحفظ النظام، نعود مرة اخرى للحديث عن العدالة, وهي ركيزة أساسية يستند إليها الحكم داخل الميدان ، وهي ضمير الحكم قلباً وقالباً ورقيب على سلوكه وبدونها لا يكون النجاح حليف الحكم، وعليه فإن رؤية العدالة تختلف من شخص لآخر، فنجد أن الجمهور له رؤيته و كذا الإداري و المدرب أو الإعلامي، فلكل منهم رؤيته الخاصة به, ومن المسلمات ألا تتفق و قرار الحكم ,وذلك لكثير من الأسباب أهمها اختلاف مجال الرؤية أو المشاهدة بين الحكم والمشاهد و أن الحكم هو الأكثر قدرة على تقدير الحالات والأكثر حرصاً على إصدار القرار الصحيح، أعتقد جازماً أن التشكيك في نزاهة وأمانة الحكم مرفوض كلياً، فهذا الموضوع غير قابل للنقاش لأن كل لجنة حكام في أنحاء المعمورة تعي جيداً أخلاقيات حكامها، ولديها قناعة بإمكانياتهم – فالهفوات في التحكيم تكون على الدوام موضع دراسة وتحليل واهتمام من قبل لجنة الحكام، فالمهم هنا أن يتفهم الجميع طبيعة عمل الحكم فالأخطاء لن ولم تتوقف في المنافسات الرياضية بمسمياتها المختلفة ، فالأخطاء موجودة وربما تكون في بعض الاحيان جدلية مؤثرة على نتيجة المباراة، ولكن من الأهمية بمكان أن نستبعد فكرة أن الحكم يبيت النية لفريق ما على حساب الفريق الآخر ، فالتخلص النهائي والأبدي من الأخطاء التحكيمية ضرب من الخيال، فالقول الفصل هنا, أن الحكم معرض للخطأ في المسائل التقديرية وأن الحل يكمن في منح الثقة له بشكل كبير، وأن يتعاون جميع عناصر اللعبة كلاً حسب دوره بهذا الصدد ، مع توفر الثقة والإحترام المتبادل وحسن النوايا، ولا بد من نقد وليس انتقاد التحكيم، حتى يتم توظيفه في مجال النصح والإرشاد للحكام،فأحسن الحكام أقلهم أخطاءا ، وبالله عليكم , لماذا يتقبل الجمهور أو الإداري او المدرب خطأ اللاعب ولا يتقبل خطأ الحكام !!!!!؟؟؟؟؟!!!!!!!