الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كفر لاقف... حكاية قرية كانت امنة حتى حاصرها الجدار وابتلع ارضها غول الاستيطان!

نشر بتاريخ: 16/02/2007 ( آخر تحديث: 16/02/2007 الساعة: 19:11 )
قلقيلية - معا- رائد عمر - تقع قرية كفر لاقف التي تبعد 15 كم إلى الشرق من قلقيلية على الشارع الرئيسي الذي يربط محافظة قلقيلية بمحافظة نابلس بالقرب من اكبر تجمع استيطاني في الضفة الغربية ويشمل تجمعات قرنيه شمرون وجينات شمرون وعمانويل والمنطقة الصناعية اديرت إضافة إلى تجمع استيطاني لرجل الاستيطان الأول المعروف باسم زوهر.

كذبة الامن !!

وبحجة الأمن لتلك المستوطنات حسب الادعاءات الإسرائيلية تقوم إسرائيل بإقامة جدار فاصل على غرار الجدار الذي أقامته في العام 2002 والذي التهم أراضي المواطنين في محافظة قلقيلية وفي هذه المرحلة الجديدة التي تهدف إلى ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إليها حسب "خطة التجميع"عدا عن الجدار الفاصل الذي بنته على أطراف الضفة الغربية ويلتهم الجدار المخطط أكثر ما يلتهم أراضي قرية كفر لاقف الذي سيعزل ما يزيد عن 1000 من سكان القرية وسيغلق مدخلها الوحيد التي قامت إسرائيل في الأعوام الأخيرة بتحويله أكثر من مرة فيما سيتلف 1600 شجرة زيتون ويعزل ما يفوق 5500 شجرة زيتون وألف دنم ليصبح الوصول إليها مستحيلا وهي مصدر رزق مئات العائلات الفلسطينية في القرية.

وكل ذلك حسب الادعاءات الإسرائيلية لدواع أمنية وهذا ما ينفيه سكان القرية ويصرون على مواصلة العمل في أراضيهم بالرغم من المضايقات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين وبمسانده جنودهم .

حيث بدأ المجلس القروي بإعادة تأهيل وتوسيع مدخل القرية المهدد بالإغلاق وذلك كخطوة تحد ضد القرار الإسرائيلي الذي تسلمه مجلس القرية والذي يوضح بان مسار الجدار سيغلق المدخل بالكامل وفق الخريطة المرفقة بالقرار والتي قدمها لنا رئيس المجلس القروي السيد سامي عيسى.

وأضاف عيسى نحن نعمل على توسيع المدخل لإيصال رسالة بان هذا المدخل يعتبر المدخل الوحيد للقرية وإغلاقه سيعزل القرية عن محيطها الخارجي وسنعمل على تطويره وحمايته مهما كلف الأمر.

معرشات بيع الخضار .. كانت الخطوة الاولى !

وعن مضايقات المستوطنين تحدث السيد عبد الله ناصر رئيس المجلس السابق لقرية كفر لاقف والذي قال" في العام 1996 قامت مجموعة من المستوطنين ببناء معرشات لبيع الخضار على مدخل القرية وبدات بالتحرش بسكان القرية ونسائها أثناء مرورهم عبر المدخل مما أثار غضب المواطنين في القرية حيث قام السكان بتنظيم مسيرة احتجاجية تم خلالها إزالة تلك المعرشات بعد مواجهات مع المستوطنين و قوات الاحتلال استمرت لعدة ساعات أصيب واعتقل خلالها العشرات من شبان القرية.

ويضيف ناصر "من ضمن المضايقات أيضا أن قوات الاحتلال منعت المجلس المحلي من أن ينصب مظلة انتظار على مدخل القرية للمسافرين من طلاب وطالبات مما يضطرهم للانتظار تحت المطر في الشتاء وحرارة الشمس في الصيف كي يتمكنوا من السفر إلى مدن الضفة الغربية".

ويؤكد ناصر أن سكان القرية لا يملكون سوى الصمود في أراضيهم وبلدتهم من اجل تطويرها والوقوف بوجه تلك الهجمات الاستيطانية.

العصا .. والجزرة!!

أما الحاج سليمان صالح جبر "ابو انور" والذي يبلغ من العمر 63 عاما والذي يمتلك قطعة ارض تبلغ مساحتها قرابة 32 دونما تقع جميعها وسط مستوطنة جينات شومرون ولا تسمح له سلطات الاحتلال بدخولها سوى مرتين في العام وبحراسة إسرائيلية ولمدة محددة فلم تحميه تلك الحراسة من اعتداءات المستوطنين الذين يرشقونه وأفراد أسرته بالحجارة أثناء تواجدهم في أرضهم لجني ثمار الزيتون وتجنبا للمشاكل حسب ما يبلغه به جنود الاحتلال يخرجونه من أرضه.

ويضيف الحاج أبو أنور والحسرة والألم يعتصران قلبه انه يتعرض أيضا إلى الكثير الكثير من الشتائم والمضايقات من قبل المستوطنين الذين لم يتوانوا عن تقديم الإغراءات له من اجل ترك أرضه أو بيعها لهم.

واضاف الحاج أبو أنور يقول " يريدون أن اترك ارضي إما بالترغيب أو بالترهيب ...الحل الوحيد هو إزالة تلك المستوطنات وإعادة الأراضي الاصحابها ".

وما زال الحاج أبو أنور ينتظر المجهول لمعرفة مصير أرضه الواقعة داخل المستوطنة.

احمد قدورة .. انه جدار سياسي لا امني.

من جانبه فقد اكد رئيس جمعية الزيتون احمد قدورة وهو من قرية كفر لاقف وأحد المتضررين من الجدار والمناهضين له" إن الجدار المخطط ليس جدارا امنيا لحماية المستوطنات وإنما هو اولا واخرا جدار سياسي وفق خطة سياسية اسرائيلية تفصل الشمال عن الجنوب خصوصا انه سيمر من شارع قلقيلية نابلس ويقطعه وهذا الشارع هو احد الشرايين الرئيسية في الضفة الغربية وتمرير الجدار منه يعني تجزئة المناطق والحكم بالاعدام على أكثر من 20 الف مواطن في محافظة قلقيلية بمن فيهم اهالي قرية كفر لاقف".

ويضيف قدورة الذي صادرت اسرائيل 500 دونما من ارضه ان "الجدار سيقام بحجة حماية ثلاث كتل استيطانية هي غاني شومرون معاليه شومرون وكرني شومرون احدى أكبر الكتل الاستيطانية في المنطقة مع العلم ان هذه المستوطنات محاطة بأسياج ومناطق يحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها حتى لفلاحة اراضيهم الزراعية.

وتابع يقول " لذلك الحديث عن سياج أمني هو هراء لأن الأمن لا يتوفر بخنقنا ومنعنا من الخروج والدخول الى قرانا واراضينا التي هي مصدر رزقنا الوحيد ".