الجمعة: 08/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة التعاون تفتتح حفل اطلاق الكتاب الفني "حراك"

نشر بتاريخ: 06/11/2012 ( آخر تحديث: 06/11/2012 الساعة: 18:05 )
رام الله - معا - في إطار فعاليات قلنديا االدولي، افتتحت المدير العام لمؤسسة التعاون د.تفيد الجرباوي، في مركز خليل السكاكيني في مدينة رام الله مساء أمس، حفل إطلاق الكتاب الفني "حراك" لـ "عدنية شبلي"، والذي يأتي تتويجاً لمشروع يحتفي بمرور عشرة أعوام على برنامج إقامة الفنون البصرية في المدينة الدولية للفنون في باريس، المكرّس لفنانات وفنانين فلسطينيين، والذي نفذته مؤسسة التعاون، ومؤسسة عبد المحسن القطان، والقنصلية - الفرنسية في القدس، ووزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع المدينة الدولية للفنون في باريس، وبدعم من مؤسسة "لافيرته" في العام 1999.

وفي كلمتها بحضور ممثلين عن شركاء التعاون في المشروع، كمؤسسة عبد المحسن القطان، والقنصلية الفرنسية في القدس، ووزارة الثقافة الفلسطينية، وعدد واسع من الفنانين والمهتمين، أوضحت د.الجرباوي، أن الالتحاق ببرنامج إقامة الفنون البصرية في المدينة الدولية للفنون في باريس، أعطى الفنانين الفلسطينيين المشاركين في البرنامج، والذي يبلغ عددهم خمسة عشر فناناً، لا سيما الشباب منهم، فرصة مواتية من شأنها أن تقدم لهم احتمالات جديدة، وتفتح أمامهم آفاقاً أكثر اتساعاً، وفي كل الأحوال تترك أثر ما على مسيرتهم الفنية والانسانية، قد تصل حد تشكيل انعطافات وتحولات هامة في إنتاجات البعض وخياراتهم ومساراتهم.

وأشارت مدير عام مؤسسة التعاون إلى ابداعية العمل الفني والتميز في إخراج الكتاب ومحتواه، وبما ينقل من رسالة هامة يراها الفنان بعينيه، ومن خلاله للعالم بأسره، وعبرت عن أملها في أن يكون هذا العمل الإبداعي في متناول الجميع. كما تقدمت بالشكر للشركاء في البرنامج، وللفنانين المبدعين، وخاصة لمحررة الكاتب عدنية شلبي.

يذكر أن كتاب "حراك"، يقع في 160 صفحة، من تصميم إمانويل بارو، هو عبارة عن كتاب فني (باللغتين العربية والفرنسية)، يستكشف تأثير الترحال أو الحراك في المكان، على الحراك الفني لدى الفنانين. وهنا، يفّرق الكتاب بين تجربة العيش في أماكن غير موطن الأصل، وما يعرفّه البعض بتجربة 'المنفى'. ففي حين أن مفهوم المنفى ينطوي على إشارة إلى انقطاع أو انفصال حاد بين الفضاء المعتاد للفنان، أو وطنه، وبين الفضاءات الجديدة وغير مألوفة، يحافظ مفهوم "حراك" على استمرار العلاقات بين هذه الأماكن جراء الانتقال المستمر بينها، ذلك إما على المستوى الشخصي (الاتصال مع العائلة والأصدقاء)، أو المستوى العام (التفاعلات الاجتماعية أو السياسية)، أو على المستوى الواقعي والعملي أو الخيالي والنفسي (كالذكريات والصلات العاطفية). والواقع أن كثيراً ما تتأثر الأعمال الفنية نفسها بعملية الانفصال ثم التواصل هذه، وهو ما قد يكون واضح بشكل مباشر أحياناً وأحياناً كثير بشكل غير مباشر.

وكتاب "حراك"، بدوره، يسبر غور هذا الانفصال ثم التواصل في تجربة خمسة عشر الفنانين الفلسطينيين الذين شاركوا في برنامج إقامة الفنون البصرية في المدينة الدولية للفنون في باريس، بين العامين 1999 و 2009. هؤلاء الفنانين هم: فايز السرساوي، وأحلام حجازي، ومحمد صالح خليل، وبهاء أبو دية، وعبد الناصر عامر، ومحمد جحا، وهاني زعرب، ويوسف سعادة، وشادي الزقزوق، وأحمد نصار، ومحمد الحواجري، ومجد عبد الحميد، وجاد سلمان، وسالم سهيل. ففي حين أن عدداً من هؤلاء المشاركين عاد إلى فلسطين بعد انتهاء فترة إقامته في باريس، بقي بعضهم في باريس، بحيث تحول ما كان في بداية الأمر مكاناً غير مألوف، إلى مكان المعيشة، أو بلد الموطن الجديد. وأما آخرون، فقد واصلوا حراكهم نحو أماكن غير مألوفة أخرى، إلى إيطاليا وسويسرا والنرويج، حيث يعيشون الآن أو أنهم قد عاشوا لبعض الوقت.

ويحاول الكتاب الكشف عن تأثير هذا الترحال المستمر عند هؤلاء الفنانين وعملية انفصالهم عن أماكن مألوفة والتواصل مع أماكن جديدة، على مراحل خلقهم الفني. ويقوم الكتاب بهذا عبر سلوكه ثلاثة مسارات مختلفة، تنعكس في تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول، ويتكون من نص تمهيدي، يبحث في كيفية تفاعل فنانين ومفكرين مختلفين مع قضية تقاطع مسارات الترحال بعملية الابداع الفني بشكل عام. ثم ينتقل النص إلى دراسة هذا التأثير في سياق الفنانين الفلسطينيين على وجه الخصوص. أما الجزء الثاني من الكتاب، فهو مقتطف من حوار مع هؤلاء الفنانين الخمسة عشر وفيما بينهم، تناولوا خلاله القضايا الواردة أعلاه وأخرى ذات الصلة بها، والجزء الثالث، ويندمج فعلياً داخل الجزأين الأول والثاني، يمضي لاستكشاف هذه القضية بعيداً عن فهم الفنانين الشخصي لقضية حراكاتهم، وعن النقاط التي ناقشوها واعترفوا بها خلال الحوار معهم في ما بينهم.