ساعات تفصل العالم عن هوية سيد البيت الأبيض الجديد
نشر بتاريخ: 06/11/2012 ( آخر تحديث: 07/11/2012 الساعة: 07:14 )
توليدو - أوهايو - معا - إنه يوم الحسم في سباق الرئاسة الأمريكية وما هي إلاّ ساعات ويعلم الشعب الأمريكي والعالم من سيكون سيد البيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة
وتظهر استطلاعات الرأي ان الرئيس الامريكي الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني يسيران فيها كتفا بكتف في سباق على البيت الابيض قد يحسمه عدد قليل من الولايات.
الحملات الانتخابية انتهت الآن، ويترك الأمر للناخبين لقول كلمة الفصل علما أن قرابة ثلث الناخبين قد أدلوا بأصواتهم خلال ما يعرف هنا بالانتخابات المبكرة التي استمرت حوالي شهر وانتهت بالأمس.
لم يبق للمرشحين وطواقمهما الآن سوى الانتظار إلى جانب إعداد الطواقم القانونية لمتابعة أية إشكاليات قد تعيق عملية التصويت لبعض الناخبين في يوم الحسم، وبالتالي تقديم شكاوى للمحاكم للمطالبة ربما بتمديد فترة التصويت تحت ذريعة أن عدم تمكن بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم نتيجة خلل ما في مراكز الاقتراع، أو نتيجة متاعب قد يتعرض لها البعض في الأوراق الثبوتية التي ينبغي أن يبرزوها أثناء التصويت، وهذا يختلف من ولاية إلى أخرى
لتوضيح ذلك نذكر أنه في فلوريدا إحدى الولايات المتأرجحة الحاسمة اضطر القاضي أمس الإثنين إلى تمديد فترة الانتخاب المبكر في مقاطعة أورينج بعد أن تقدم الحزب الديمقراطي بشكوى إلى المحكمة مطالبين بالتمديد لأن الناخبين كانوا ينتظرون مدة طويلة عند مراكز الاقتراع المبكر
أما في نيويورك ونيو جيرسي فما تزال الجهات المسؤولة عن الانتخابات تبحث عن حلول للمشكلات اللوجستية المتعلقة بعملية الانتخاب، ومشكلات انقطاع التيار الكهربائي نتيجة إعصار ساندي المدمر الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة
هنا في مدينة توليدو شمالي ولاية أوهايو إحدى أهم الولايات التي قد يكون لها كلمة الفصل في نتيجة الانتخابات موفد "معا" توجه اليوم الثلاثاء إلى أقرب مركز اقتراع للاطلاع على سير العملية، وتفاجأ بأن أعداد الناخبين قليلة مقارنة بالطوابير الطويلة التي شاهدها بالأمس أمام مركز آخر كان مخصصا لعملية الاقتراع المبكر.
تحدث موفدنا إلى بعض الناخبين وسألهم ما إذا كانوا يواجهون أية مشكلات تذكر فقالوا بأن كل شيء ما يرام إحدى السيدات جاءت برفقة زوجها للإدلاء بصوتها، فسألها موفدنا لأي من المرشحي ستصوت فقالت: "أنا موظفة خدمة اجتماعية وبالتالي ينبغي أن أصوت للحزب الديمقراطي."1
شاب في العشرينات من العمر اسمه جون كان يقف قرب مركز الاقتراع فبادر بالحديث إلى موفد "معا" سائلا إياه ماذا يفعل هنا وهل يعمل في المكان. تبين أنه متطوع ضمن واحدة من المؤسسات الحيادية التي تراقب سير العملية الانتخابية، فسألته أن يخبرني عن الدور الذي يقومون به. "إننا هنا لمساعدة من يحتاجون إلى مساعدة ونقدم لهم ورقة ترشدهم وتوضح لهم ما يحتاجون من أوراق ثبوتية للتعريف بهويتهم، وكيف يدلون بأصواتهم،" على حد تعبير جون
جون كان يسأل الناس بعد خروجهم من المركز إن كانوا قد واجهوا أية إشكاليات، فسأله موفدنا عن الإشكاليات المحتملة، فقال إن أهم ما نحرص عليه "هو ألاّ يحدث أي تمييز ضد أبناء بعض الأقليات، وألاّ يشعر أي من الناخبين بالخوف، وهو أمر محتمل، أما الانتماء الحزبي فلا إشكالية فيه لأنه لا أحد يعرف من ملامح وجه الناخب إن كان جمهوريا أو ديمقراطيا، ولكن يمكن أن يعرف من ملامحه أنه ينتمي إلى مجموعة عرقية معينة."1
سألته لماذا أعداد الناخبين قليلة، وكانت الساعة حوالي العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، فأوضح أن الازدحام يكون في ساعات الصباح الباكر وبعد الخامسة عصرا، لأن معظم الناس هنا من الطبقة العاملة وعليهم أن ينتهوا من التصويت قبل بدء الدوام، أو بعد انتهائه، كما أوضح أن صناديق الاقتراع افتتحت الساعة السادسة والنصف صباحا وسوف تغلق أبوابها في السابعة والنصف مساءً
وحول نسبة التصويت المحتملة أشار توم إلى أنها قد تكون أقل بقليل من عام 2008 وذلك بسبب
انخفاض حماس الناس، وربما الأحوال الجوية
وبمناسبة الحديث عن الأحوال الجوية وتأثيرها استوقفتني دراسة أعدها توم هانسفورد من جامعة كاليفورنيا بعد دراسته لآخر 14 عملية انتخابية، وقد توصل إلى أنه مع كل 25 ملم من الأمطار تنخفض نسبة التصويت بمقدار واحد بالمائة.
يذكر أن نسبة التصويت بشكل عام بلغت 61.8% في حين كانت النسبة أكثر من 65% في الولايات المتأرجحة، أي غير المحسومة مسبقا لهذا الحزب أو ذاك
بالعودة إلى مركز الاقتراع في توليدو يقول موفدنا إنه شاهد لافتات عديدة كتب عليها "تمنع النشاطات الدعائية ويمنع توزيع البروشورات الخاصة بالمرشحين